الثلاثاء: 15/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

المستوطنون عصابات تهدد اسرائيل

نشر بتاريخ: 04/07/2005 ( آخر تحديث: 04/07/2005 الساعة: 10:18 )
ترجمة: معا - اسرائيل في حالة من الغليان ، بل هي تحترق ، والخراف الضالة صامته ، هذا تقريباً باختصار شديد ما يحدث, حيث تجد اسرائيل نفسها في بداية تموز وفي المرحلة او النفس الاخير الذي يسبق الانسحاب من غزة ، لكن لماذا تحترق اسرائيل ، او تغلي ؟ لان المتطرفين من المستوطنين اعلنوا الحرب عليها, فهم يقومون بكل ما هو ممنوع ، انهم يسدّون الطرق الرئيسية ، ويقومون بحرق الاطارات ، ويزرعون المسامير في الشوارع ، يستفزون الجيش والشرطة ، في اعتقادي ان هذه ليست سوى البداية .
عندما يخرج علينا حاخاماً, من خلال التلفزيون, ويعلن بدون لعثمه ,ان رئيس اركانه هو "الله" وانه يرى ويشتم في الهواء رائحة الثورة قادمة لامحالة ، ويراقب شارون كيف سيبقى وحيداً وقد تخلى عنه الجميع ، حزبه ، وزراءه, وكل الناس ينفضون من حوله ، شارون نفسه, يحذر من هؤلاء الخارجين عن القانون ، اعضاء العصابات الاجرامية ، السّفاحون ، الذين يشكلون خطراً واضحاً على الدولة والديمقراطية ، وانهم اصيبوا بالصمم ، المدعي العام الاسرائيلي , الذي كان عليه ان يتصرف ويبادر الى اتخاذ خطوات اكثر جدية ، بما في ذك عمليات التوقيف الاداري ، في الحقيقة بدا اكثر تعاطفاً مع المستوطنين " هؤلاء الناس يشعرون وكأن عالمهم انتهى " هكذا يقول المدّعي العام في وصفه للمستوطنين ، في محاولة لتبرير اعمالهم ، ويضيف المدّعي العام " لا يمكنك ان تتوقع من هؤلاء ان يحتجوا وهم جالسين في صالونات بيوتهم" ,هذا التصريح من قبل جهة قانونية عليا يجعلك تتساءل الى اي جانب يقف هذا الرجل ؟ هل هو مع الحكومة؟؟ ام مع هؤلاء القتلة ؟.
في منتصف ليلة السبت, قام احد المستوطنين بمهاتفتي على هاتف المنزل ، مهددا اياي برفع قضية ضدي بتهمة التحريض على القتل لانني كتبت في هآرتس ان على الحكومة ان تتصرف كما تصرف القادة الصهاينة الاوائل في قضية " السفينة التالينا " ، وهذا مالم يفهمه هو ولا من لف لفه ، بان على الديمقراطية ان تحمي نفسها , او ان نقوم نحن بحمايتها, حتى لو كان ذلك باستعمال القوة ، هل يستطيع هذا ان يعلم كم عدد الجنود الذين قتلوا وكم عدد من تعرض لجراح واعاقة في سبيل حماية المستوطنين والاطمئنان على سلامتهم ؟؟ هل فكر هذا كم سيقتل من اليهود في هذه البلاد اذا ما قام هو ومن على شاكلته بتخريب عملية الانسحاب وبالتالي بدأ دوره من العنف جديدة ؟ هل يعلم هذا المتصل المجهول ، او هل لديه ادنى فكرة عن الثمن الذي سندفعه وكم سيبدو موقفنا هزيلا وصورتنا مهزوزة وكريهة في عيون العالم اذا ما استطاعت زمرة من الاشقياء ان تثبت ان دولة اسرائيل هذه ليست سوى نمر من ورق. الاسوأ من هذا كله تلك الطريقة التي يعتقد السياسيون - وبالاخص الوزراء منهم - كيف ستكون حصتهم من الكعكة وكيف سيأكلونها او يتذوقونها ، فهم يريدون الاحتفاظ بحقائبهم الوزارية في حكومة صوّتت عملياً على الانسحاب ، لكن بدون ابداء اي مظهر من مظاهر الدعم لهذه القرارات التي تم اتخاذها .
انهم يعملون ضمن حكومة تم انتخابها على اساس برنامج ينص صراحة على الانسحاب من غزة ، لكنهم ليس لديهم القدرة على ان يستوعبوا انهم وحتى لو صوّتوا ضدّ الانسحاب فانهم شركاء في القرارات لان هناك شيء اسمه المسؤولية الجماعية ، فنجاح شارون هو نجاحهم ، لكن وحتى اللحظة لم نلاحظ ان احداً من هؤلاء دافع عن شارون ، وحتى نكون اكثر دقّة ، لم نلاحظ ان ايا من هؤلاء قد دافع عن القرارات التي اتخذتها الحكومة " حكومته ".
حتى وزراء حزب العمل الذين انضموا الى الحكومة ليضمنوا الاغلبية لشارون في قرارهالمتعلق بالانسحاب ، حتى هؤلاء فانهم لا يقفون معه او يدافعون عنه ، قد يكون هذا في جزء منه عائداً الى المعركة التي يخوضها كل منهم ضدّ الآخر في صفوف الحزب ،لقد صوّت تسعة من وزراء الليكود مع الخطة فيما صوّت خمسة ضدّها ، كيف يمكن لهؤلاء الذين صوّتوا مع شارون وخطّته ، كيف لهم ان لا يسندوه او يقوموا بالدفاع عن سياسته بشكل علني وصريح ؟ هل يعمل هؤلاء بشكل خفي ضدّه ؟ هل يرغب هؤلاء برؤيته يتهاوى ؟ لقد كان ايهود اولمرت المفاجأة الكبرى والذي عوّدنا ان يبدو و كأنه " عرّاب " ان لم يكن " أب" خطة الانسحاب ، فلم نعد نسمع منه كلمة ، ولم يعد يحرك بنت شفّه ، ام تراه فقد صوته ؟ او لربما ضلّ طريقه في احد المطارات البعيده ؟ .... لقد كان شارون محقاً عندما انحى باللائمة على وزرائه عندما لم يقوموا بإدانة اعمال المستوطنين العنيفة وصداماتهم مع الجيش والشرطة,, من بين كل اولئك الوزراء الذين لاذوا الى الصمت ,هناك واحد يحاول اللعب على الحبال وهو يلعب لعبة متعددة الوجوه ، واسمه معروف للجميع ، انه بنيامين نتانياهو ، اليمين المتطرف يعتقد واثقاً ان هذا الرجل لابد مستقيل ولكنه ينكر ذلك ، في نفس الوقت الذي يبقي الباب مفتوحاً موارباً على هذه الاحتمالية ، في ظل هذه اللعبة " نعم- لا" تم اطلاق اسم جديد عليه وهو زغزاغ ياهو، (( نتانياهو اللعوب )) ...
ان الموضوع الاكثر ازعاجاً في هذه المرحلة الحرجة ، هو هذا الغياب الملحوظ لاي فعل او عمل لاي من القادة الذين يصطفون الى جانب شارون ، بحيث ان احدا لا يستطيع ان يقرر ان لهم هذا الموقف او ذاك,,, ان على شارون ، الان ، هذه اللحظة ان يقول لهؤلاء الصامتين المحزبين من وزراءه ، هيا ، عليكم حسم موقفكم ، هل انت معي او علي ؟ فاذا كنتم ضدي هيا انصرفوا، وهذا ينطبق على اكبرهم واكثرهم تخريباً ومشاكسة نتانياهو اللعوب,, ان عيون العالم الان تراقبنا ، تحدق فيما قد نعمل ، ودقات الساعة " تتكتك " والوقت لا ينتظر ، علينا ان نصل الى النقطة التي لا نرى فيها يهودياً في غزة حتى نهاية هذا العام ، هذا هو الهدف وهذا هو الاطار الزمني المسموح به .

يوئيل ماركوس
هآرتس