الإثنين: 29/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

حرب الأنفاق اقتربت نهايتها ورحيل مفاجئ للخبراء الأمريكيين

نشر بتاريخ: 08/06/2010 ( آخر تحديث: 09/06/2010 الساعة: 10:38 )
غزة- معا- قالت تقارير مصرية وشهود عيان فلسطينيين إن الخبراء العسكريين الأمريكيين رحلوا عن الحدود المصرية مع قطاع غزة، بعد انتهائهم من تركيب منظومة الكشف عن الأنفاق بطول الحدود بين مصر وقطاع غزة.

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية أوفدت أربعة خبراء عسكريين منذ عام ونصف العام، اشرفوا على تركيب منظومة الكشف عن الأنفاق بطول حدود مصر مع قطاع غزة والتي يبلغ طولها 13.5 كم.

ورحل الخبراء الأمريكيون من حدود مصر "لأسباب أمنية تتعلق بفتح معبر رفح البري للعبور في كلا الاتجاهين في حين لم يتبق لتواجد هؤلاء الخبراء سوى فترة قادمة قليلة تتعلق بتدريب الضباط المصريين على كيفية إدارة منظومة الكشف عن الأنفاق وزيارات شهرية لوفود عسكرية أمريكية لمتابعة أداء الضباط المصريين على منظومة الكشف عن الأنفاق".

وتم تركيب غرف مراقبة ومتابعة لأجهزة السينسور بطول الحدود وقد بلغ عدد الغرف الفرعية التي تستقبل إشارات الصوت والحركة تحت الأرض الخاصة بالإنفاق حوالي 18 غرفة فرعية والمسافة الفاصلة بين كل غرفة وأخرى حوالي 600 متر وكل غرفة يخرج منها كابل طوله يزيد عن عشرة أمتار تم وضعه بشكل عمودي داخل باطن الأرض وينتهي الكابل بجهاز في حجم كف اليد يسمى سينسور يلتقط أية إشارات تدل على وجود حركة وصوت في باطن الأرض تتعلق بحفر نفق أو تحركات داخل نفق لأشخاص يقومون بتهريب داخل الانفاق.

فيما يقوم السينسور بنقل إشارة الصوت والحركة عن طريق الكابل وحتى شاشات الاستقبال المتواجدة داخل الغرف الفرعية وهي عبارة عن كرافانات وكل 600 متر يوجد سينسور واحد تحت الأرض موصل بغرفة واحدة فرعية والغرف الفرعية ترسل جميع إشاراتها ونتائجها لغرفتين رئيسيتين تقوم بطبع تقرير رسم بياني عن مكان النفق الذي صدر منه صوت وحركة وعلى ضوء الرسم البياني الذي حدد مكان النفق يقوم جهاز حفار صغير بعملية حفر عمودية للأرض حتى يصل لجسم النفق ويتم إنزال كاميرا على شكل روبوت إنسان آلي صغير يقوم بتصوير اتجاه جسم النفق داخل الجانب المصري ثم يقوم الحفار بحفر مكان أخر لتحديد مسار النفق حتى يتم الوصول لفتحة النفق داخل الجانب المصري ليقوم بعدها الأمن المصري بغلق النفق أما بالحجارة أو بالتفجير.

المشكلة التي تواجه المنظومة هي تحويلة بسيطة يقوم بها المهربون من تحت الأرض للخروج بفتحة جديدة للنفق الذي أغلقه الأمن المصري ومن هنا لا توجد جدوى حقيقية لمنظومة الكشف عن الأنفاق.

ورجحت مصادر أمنية مصرية فشل المنظومة إذا نجح المهربون في عمل فتحة جديدة لنفس النفق المضبوط عن طريق أجهزة الكشف عن الأنفاق ولكن الخبراء العسكريين الأمريكيين خلال فترة تواجدهم الماضية أثناء تركيب المنظومة كانوا يقومون خلال الفترة التجريبية لتركيب الأجهزة بإخطار الجانب الاسرائيلي بمكان النفق الذي حددت الأجهزة مساره ومكانه ليقوم بقصفه بعناية فائقة بعد أن تلقى تقريرا عن مكان النفق كان ذلك خلال الشهور القليلة الماضية.

أما الجانب المصري فيقتصر دوره في الكشف عن مكان النفق وتدميره دون تدخل الجانب الاسرائيلي وعن الخبراء العسكريين الأمريكيين الذين قاموا بتركيب المنظومة فكانوا مقيمين إقامة دائمة بالجانب المصري وقد انتهوا من عملهم الأسبوع الماضي وقاموا بتسليم المنظومة للأمن المصري على أن يتم عمل دورات تدريبية للقوات المصرية على كيفية استخدام المنظومة ولكن قرار فتح معبر رفح البري الأخير حال دون استكمال هذه التدريبات وانسحب الخبراء الأمريكيون من الحدود لأسباب أمنية بعد فتح معبر رفح على إن يعودوا في وقت قريب لتدريب الأمن المصري الذي تلقى صورا وكليبات من هواتف فلسطينية محمولة أوضحت نجاح المهربين في إحداث ثقوب في الجدار الفولاذي بلغ قطر الثقب الواحد ما بين مترا ومتر ونصف المتر.

وقد اعترف الأمن المصري أن الجدار الفولاذي تم اختراقه بالفعل تحت الأرض من قبل مهربين فلسطينيين.

وبلغت تكلفة المحاولة الواحدة لثقب الجدار الفولاذي حوالي عشرة ألاف دولار ولكن في النهاية توصل المهربون لان يخترقوا الجدار الفولاذي بقطر يوازي قطر النفق المغلق بسبب الجدار الفولاذي وبالفعل تم فتح العديد من الأنفاق التي تسبب الجدار الفولاذي في غلقها.