الجمعة: 10/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

بالتعاون مع جامعة النجاح محافظة اريحا والأغوار تعقد مؤتمر "مستقبل التنمية في الأغوار الفلسطينية" في اريحا

نشر بتاريخ: 01/07/2006 ( آخر تحديث: 01/07/2006 الساعة: 17:14 )
اريحا- نابلس -معا- عقد في قاعة الشهيدة نبيلة برير، في مدينة أريحا اليوم، مؤتمر "مستقبل التنمية في الأغوار الفلسطينية" الذي تم التحضير له، وتنظيمه بالتعاون بين جامعة النجاح الوطنية، ومحافظة أريحا والأغوار، وبمشاركة العديد من الباحثين.

وافاد الدكتور سليمان خليل منسق المراكز العلمية في جامعة النجاح في بيان وصل معا نسخة منه ان أعمال المؤتمر توزعت على عدة محاور، شكلت في مجملها جوانب التنمية المستدامة في هذه المنطقة الفلسطينية الحيوية.

وتحدث الدكتور سامي مسلم محافظ اريحا والأغوار، عن أهمية تنمية الأغوار الفلسطينية، الذي يعد جزء لا يتجزأ من العمل النضالي التحرري، مضيفاً ان التنمية في الأغوار مرتبطة ارتباطاً عضوياً، وطردياً بالوضع السياسي العام، والوضع السياسي مرتبط بالسياسات الاسرائيلية تجاه السلطة الفلسطينية بشقيها الأرض والانسان.

وبين مسلم مساحة الأغوار الفلسطينية التي تبلغ حوالي 2200 كيلو متر مربع، مؤكداً خلال حديثه على الأهمية التي تشكلها الأغوار الفلسطينية التي كانت باستمرار أساس في الخلاف خلال المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي في مفاوضات اوسلو والقاهرة في 1994 ، وفي كامب ديفيد في تموز 2000 ، مشيراً في ذات الوقت إلى قرارات مجلس الأمن 242 و338 التي تنطبق انطباقا كليا على الأغوار الفلسطينية بما فيها البحر الميت ونهر الأردن، بمعنى أن هذه المساحة هي جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وتشكل الحدود الشرقية لدولة فلسطين.

كما تطرق مسلم للأهمية الاقتصادية التي تتمتع بها المنطقة باعتبارها سلة الغذاء الفلسطيني المتجددة باستمرار، ومصدر المياه للحوض المائي الشرقي، ومجموع الينابيع والعيون والوديان والبحر والنهر، وهي أساس الحضارة الانسانية المستدامة منذ حوالي عشرة آلاف عام، ومصدراً للآثار الدينية والتاريخية والطبيعية. داعياً إلى أن تكون خطط التنمية في الأغوار شمولية ومستدامة ومترابطة ومفيدة.

وأشار مسلم إلى الاهتمام الذي بذلته السلطة الفلسطينية منذ إنشائها بتنمية الأغوار حين اعلنتها منطقة تطوير (أ) منذ 7/3/1997، مشيداً بجهود جميع الدول والمؤسسات التي عملت على تنفيذ مشاريع تطويرية في الأغوار.

وتحدث حسن صالح رئيس بلدية أريحا، مؤكداً على ضرورة إيلاء مدينة أريحا ومنطقة الأغوار الاهتمام اللازم الذي يتناسب مع الدور الذي تلعبه هذه المنطقة على عدة مستويات، وبما يتناسب مع الأعداد الكبيرة الذين تخدمهم مدينة أريحا وعدم الاقتصار على عدد سكان المنطقة عند النظر إلى متطلبات تنميتها.

واستعرض الدكتور عزام طبيلة وكيل وزارة الزراعة، الاستراتيجيات والخطط التنموية التي اتبعتها الوزارة في القطاع الزراعي، والمناطق الريفية في كافة محافظات الوطن، مشيداً بدعم المجتمع الدولي الذي عمل على دعم وتمويل مشاريع تتعلق بالقطاع الزراعي وذلك في ظل سياسة الاحتلال التي استمرت في مصادرة الأراضي ومعها عرقلة المشاريع التطويرية بصورة أكثر منهجية.

وواضاف :"الرغم من المعيقات استطاعت وزارة الزراعة أن تنفذ 63 مشروعاً خلال الخمس سنوات (2001-2005) وكانت القيمة الاجمالية لهذه المشاريع 93 مليوناً دولار".

وأشار إلى أنه يجري الاعداد لاجتماع مع الدول المانحة لمجموعة العمل القطاعي بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة التنموي ومنظمة الأغذية والزراعة الدولية والتعاون الاسباني، حيث تقدم الوزارة خمس برامج زراعية تهدف لرفع المعاناة عن المزارعين ومساعدتهم في إنتاجهم عن طريق التنمية من خلال المساعدات الطارئة.

كما تحدث عن الخطة الاسرائيلية الجديدة لتعزيز الاستيطان في منطقة الأغوار وزيادة رقعة الزراعة للمستوطنات حينما صادق مجلس الوزراء الاسرائيلي على طلب وزير الزراعة بتاريخ 25/6/2005 على رصد مبلغ 97 مليون شيكل كمرحلة أولى لدعم المزارعين الاسرائيليين في مستوطنات الأغوار، داعياًا السلطة الفلسطينية إلى تكثيف الجهود من أجل مجابهة المخططات الاسرائيلية من خلال وضع خطة تنمية وتطوير الأغوار وتحويلها إلى منطقة جذب استثماري من خلال توفير احتياجات المنطقة وتحقيقا للأهداف التالية: دعم قطاع الزراعة، وإعلان منطقة الأغوار منطقة زراعية مؤهلة، وتوفير الأسواق الاستهلاكية للمنتجات الزراعية والعمل على فتح أسواق خارجية عربية وأجنبية، وتشجيع السكن في الأغوار من خلال إنشاء مشاريع إسكان. .

واختتمت الجلسة الافتتاحية بكلمة للدكتور سليمان خليل منسق المراكز العلمية في الجامعة ورئيس اللجنة التحضيرية حيث رحب فيها بالحضور وشكرهم على اهتمامهم كما نقل تحيات رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور رامي حمد الله، متمنيا أن يتمخض عن المؤتمر توصيات عملية تساهم في إعادة إعمار البنية التحتية لمحافظة أريحا والأغوار، وايقاف الاستيلاء على الأراضي والمياه ولعودة هذه المحافظة كما كانت مركزاً هاماً لتزويد أكثر من نصف الوطن بسلة الغذاء.

استعرض خليل الممارسات الاسرائيلية، مبيناً أثرها على المياه الجوفية وانخفاض مناسيبها وازديار ملوحتها، وحرمان أصحاب الأراضي الشرعيين من حق الوصول لأراضيهم والعمل بها، وعدم السماح بتطوير مصادر المياه، وإنشاء المنشآت المائية التي تساعد في استغلال مياه الأمطار.

هذا وتوزعت أعمال المؤتمر على ثلاث جلسات تخللتها كلمة للدكتور صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية وعضو المجلس التشريعي عن محافظة أريحا، اكد خلالها على ضرورة وجود استراتيجية فلسطينية تتعامل مع المتغيرات وتمنع عزلة الشعب الفلسطيني وتعيد القضية الفلسطينية إلى موقعها في السياسة الدولية، مؤكداً على أهمية منطقة الأغوار في أية خطة تنمية فلسطينية على المستوى الوطني والاقليمي.

وكانت الجلسة الأولى التي ترأسها الدكتور محمد المصري، مدير معهد الدراسات المائية والبيئية في جامعة النجاح بعنوان "الموارد المائية والاستخدام المستدام لها" حيث قدمت في هذه الجلسة الأوراق التالية: تخزين الحصاد المائي في الوديان الرئيسية في منطقة الأغوار للباحثين ديب عبد الغفور، وعباس كلبونة، ورسلان ياسين، وعمر زايد، وتنمية المصادر المائية للأغراض الزراعية في منطقة الأغوار للباحثين عمر زايد، وعادل ياسين، وفواز عبدو، وعماد صيفي، وهاني قاسم، وإدارة العرض والطلب على المياه في وادي الفارعة للباحثين سامر كلبونة ونعمان مزيد، والمياه السطحية القابلة للتنمية المستدامة في الأغوار للدكتور محمد ابو صفط.

وفي الجلسة الثانية التي ترأسها الدكتور حسان ابو قاعود من كلية الزراعة في جامعة النجاح وتمحورت حول الاستخدام المستدام للأراضي الزراعية والحفاظ على البيئة، وقدمت خلالها الأوراق التالية: الاستخدام المستدام للأراضي الزراعية في الأغوار الفلسطينية للباحثين محمد طه الحنبلي، وعمار جرار، ومأسسة وإدارة البيانات والمعلومات الزراعية في تنمية الزراعة الغورية للباحث عبد الحميد البرغوثي، ودعم مربي الثروة الحيوانية من خلال تخفيض تكلفة الانتاج في مناطق الأغوار باستخدام المخلفات الزراعية في تغذية المجترات للباحث غازي سليم محمد كعكاني، وتقييم التلوث وجودة المياه في وادي القلط للباحثين غسان دغره وراشد الساعد، والتأرجح البيئي في مياه وادي الفارعة للباحثين نعمان مزيد وسامر كلبونه.

وفي الجلسة الثالثة التي ترأسها الدكتور محمد ابو صفط عميد البحث العلمي في جامعة النجاح الوطنية والتي تمحوت حول دراسات تنموية للأغوار الفلسطينية، وقدمت خلالها الأوراق التالية: الادارة السليمة للموارد المائية في الغور واستدامتها للباحثين محمد يوسف صبيح، وجين هلال، والمستقبل السياسي لمنطقة الأغوار للدكتور صائب عريقات، والمياه كعنصر اساسي في تنمية الأغوار للباحث شداد عتيلي، والمشروع الياباني في أريحا والأغوار للباحث عبد الناصر مكي، وايجاد مركز إداري موازي لمدينة اريحا للباحث هاني نجوم، والتقنيات الملائمة لمعالجة النفايات السائلة في وادي الأردن للباحث صبحي سمحان.

وفي نهاية المؤتمر قام كل من الدكتور سليمان خليل والدكتور سامي مسلم بتلاوة توصيات المؤتمر التي شملت على تكليف الدكتور سامي مسلم محافظ أريحا بتشكيل مجلس أعلى للأغوار من المجالس والمؤسسات المختلفة العاملة بقطاع التنمية .

وتطوير مشاريع المياه وخصوصاً الحصاد المائي عن طريق أحواض التجميع والسدود الصغيرة، والاهتمام بالمخلفات الزراعية والزراعة العضوية كمصدر للاعلاف البديلة للثروة الحيوانية، وضرورة تطوير المعلومات المتعلقة بالأغوار من حيث السكان والزراعة لأهميتها في وضع السياسات والاستراتيجيات الزراعية، وضرورة استمرارية ودعم المشاريع القائمة وخاصة مشاريع .JICA، وتنمية القطاع التعليمي والتربوي والتدريبي بما في ذلك انشاء كلية زراعة وكلية تربية رياضية. وتنمية وتطوير المراكز الصحية وإنشاء مراكز استشفاء واستجمام وخاصة منطقة الاغوار، ومواجهة الاستيطان في منطقة الأغوار.