الإثنين: 20/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

صحفيو غزة نسوا أن يعيشوا العيد.. بداية اليوم عمل يجمع بين الألم والأمل

نشر بتاريخ: 10/09/2010 ( آخر تحديث: 10/09/2010 الساعة: 18:25 )
غزة- تقرير معا- على مدار سنوات طويلة عمل الصحفيون دون كلل أو ملل وتحت ظروف عمل معقدة، حاولوا نقل هموم الناس وقصصهم وحكاياتهم بحلوها ومرها .. لكنهم نسوا في لحظة عمل شاقة انهم بشر كباقي البشر لديهم حياتهم الخاصة التي يجب أن يعطوها مزيدا من الاهتمام .. ففي العيد يبدؤون يومهم باكرا لإعداد التقارير التي لا تخلو من ألم المعاناة في غزة لكن مسحة الأمل تبقي مع نقل صورة صلاة العيد.

لنا شاهين مراسلة قناة النيل الدولية واحدة من بيت عشرات الصحفيات في قطاع غزة اللاتي يحرمن من قضاء بعض الوقت مع العائلة لا لشئ إلا لأنها على موعد مع وقفات العيد في قطاع غزة لتسلط الضوء هنا على أجواء العيد التي قد تكون مفرحة محزنة في آن واحد.

واقل ما تقوم به شاهين قبل بدء العمل هو تجهيز طفليها يارا وياسرا للعيد واتصال صغير تقوم به باكرا تلقي التحية على أهلها وتتمنى لهم عيدا مباركا قبل أن تبدأ يوم عمل شاق كباقي الأيام.

وأوضحت شاهين لمراسلة "معا" هدية الغول أنها على مدار الخمس سنوات السابقة لم يتسنى لها الوقت لتمضي العيد مع طفليها قائلة:"أول أيام العيد بسرح في الشوارع حيث ابدأ في تسجيل التقارير التي تسبق العيد بيومين لإظهار استعدادات غزة لهذا اليوم وفي العيد أيضا قد يتطلب مني أن اعمل أكثر من تقرير".

حزن ممزوج بفرح يلازمها خلال فترة العمل ولكنها تستمر لأنها اختارت مهنة البحث عن المتاعب واضطرت أن تدفع ضريبة اختيارها ببعدها عن العائلة ويبقى تواجدها وسط عائلتها لتفرح معهم وتشاركهم أجواء العيد أمنية تتمناها شاهين بشدة وتسعى إليها بعد انتهائها من العمل قرابة الساعة الرابعة عصرا حيث تبدأ أجواء العيد لديها فتبدأ بتجهيز نفسها واستقبال الناس وزيارة أهلها "أشعر بضيق وحزن شديدين لأني بعيدة عن أجواء العائلة والفرح الجماعي ولكن يبقى العمل عمل".

"إذا الصحفية لم يكن زوجها متعاون معها فهي بالتأكيد لن تنجح" هذا ما أكدته شاهين خلال حديثها مبينة أن وجود زوجها إلى جانبها خفف عنها الكثير في إقناع أطفالها بطبيعة عملها وأهميته حيث باتوا يدركوا مع حزنهم وضيقهم أن العمل ضروري لإسماع صوت أم الأسير وأم الشهيد مبينة.
في العيد دعت شاهين ان يعم السلام العالم كله وخصت بالذكرة غزة مشددة" نحن شعب نحب الحياة والعيش ونريد السلام نحن لسنا مشاريع شهادة كما قيل نحنا مشاريع حياة نحب كل الأشياء الحلوة في العالم كما باقي شعوب عالم".

وختمت شاهين حديثها:"قطاع غزة وشعب غزة جميل نحب السلام ولغزة وجه آخر حجب ولكن إلى حين".

لا يختلف الأمر كثيرا بالنسبة للصحفي تامر المسحال مراسل قناة الجزيرة الفضائية الذي رأى في في عملهم كصحفيين سببا في رسم الابتسامة على سكان القطاع من خلال الاهتمام بمعاناة الناس هنا والعمل على إظهارها مبينا أن أجواء العيد في غزة وسط عائلات الشهداء والأسرى والجرحى تدفع بالصحفيين للتفكير بهم"ونأمل دائما بان تنعم بالابتسامة والتفاؤل والأمل".

كغيره من الصحفيين يحاول المسحال أن يوازن بين عمله كصحفي لقناة فضائية وبين يوم العيد وما يتطلبه من زيارة الأهل والأحبة وصلة مبينا أن ما يحمله اليوم من أحداث ومستجدات تبقى هي الحكم النهائي فيما إذا كان سيحظى بيوم عائلي أو يوم عمل.

وأكد المسحال انه يفضل أن يقضي العيد مع زوجته وطفلته ذات السنة مشددا أنها مقدمة على كل شي وان استثمارها يعطي عائلة متماسكة ومترابطة الأمر الذي يعكس نفسه على صعيد العمل والعلاقات الاجتماعية.

وقال المسحال:"إذا حاولت أن تسعد الجميع في عائلتك فإن أي شئ سيواجهك خارج الأسرة في العمل ووسط الأصدقاء سيكون مصدره السعادة وإذا كانت الدائرة الأولى ليس فيها فرح فلن تستطيع إسعاد الآخرين" ويستدرك المسحال "أن تكون العائلة في المقدمة ليس بغرض تجاهل الأمور الأخرى وإنما إعطاء كل شئ حقه".

لا ضمانات
أما بالنسبة للمصور الصحفي محمود الهمص الذي يعمل في الوكالة الفرنسية فيبقى قرار مشاركته العائلة مرتبط بالأوضاع في غزة وبناءا عليها يتقرر له هل يقضى العيد مع الأسرة أو منشغلا بالتصوير.

وبين الهمص انه قد يأخذ إجازة في حال اخذ عنه احد الصحفيين الاجانب الذين عادة ما يأتون للتصوير في غزة ويصبح بإمكانه أن يقضى العيد مع أطفاله الثلاثة وعائلته التي تقطن رفح فيمضي أيام العيد الأربعة بعيدا عن العمل.

لا شي مضمون فقد تكون الأوضاع متوترة ولا يمكن الاكتفاء بصحفيين الأجانب فيضطر الهمص لقطع إجازته ويعود ثانية للتصوير وقال:" أحيانا نأخذ الإجازة ونحن مطمئنون لان الأوضاع تكون هادئة وأحيانا نكون على أهبة الاستعداد".

ويفضل الهمص في كل الأحوال أن يقضى أجواء العيد وفرحتها وسط عائلته ووالدته التي عادة ما تشتكي من غيابه في الأيام العادية فكيف يكون حالها أيام العيد،إلا أن الضرورات الصحفية تحكمه دائما.

في العيد يأمل الصحفيون لغزة أن تنعم بالسلام والمحبة والمودة...وتمنوا لأهلها الطمأنينة وراحة البال وان يفرحوا كما تفرح باقي الشعوب ونحن بدورنا نتمنى لهم أن يمضوا العيد مع أحبائهم بعيدا عن هموم العمل الصحفي.