الأربعاء: 08/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

المبعدون في العيد.. أمنيات بالوحدة السياسية والعائلية على حد سواء

نشر بتاريخ: 11/09/2010 ( آخر تحديث: 11/09/2010 الساعة: 14:48 )
غزة- تقرير معا- أمنياتهم في العيد بسيطة في معناها ولكنها صعبة في تنفيذها، مبعدون تمنوا أن تأتي الأعياد القادمة وقد التم شمل عائلاتهم المشتتة بين الداخل الفلسطيني وغزة، ولكن تبقى أمنياتهم رهينة القرارات الإسرائيلية التي تقرر متى تكون عودتهم.

ثلاثة عشر من الفلسطينيين أبعدوا إلى غزة قسرا بعد سنوات عاشوها في مدينة بئر السبع، يحملون الهوية الإسرائيلية ويتمتعون بما توفره لهم من حقوق، فجأة وبدون سابق انذار سحبت منهم جميع الامتيازات التي يتمتع بها المواطن الإسرائيلي، ووجدوا أنفسهم على حاجز بيت حانون "ايريز" ينامون في خيمة أقيمت لهم احتجاجا على إبعادهم دون إبداء الأسباب فباتوا بلا عائلة ولا مأوى.

محمد العطاونة ابعد من مدينة بئر السبع إلى غزة، في الوضع الطبيعي يفترض أن يكون العطاونة مع زوجته وأطفاله الثلاثة في بئر السبع يشاركهم أجواء العيد بما يحمله من فرح وسرور، ولكنه سيقضي وحيدا دون أن يدرك معنى للحياة وبهجتها في العيد.

وعن أجواء العيد قال العطاونة لـ"معا": "العيد هذا العام يحمل مزيدا من الألم والحزن والذكريات المؤلمة بعيدا عن زوجتي وأطفالي منذ ما يقارب السنة"، متمنيا أن تأتي الأعياد القادمة وقد التم شمل عائلته.

ويقول: "لا احد يمكنه أن يتصور شعور الإنسان عندما يكون مبعدا بالقوة عن عائلته إلا من يعيش الإبعاد"، مشددا أن شعوره بالألم يتجدد في كل يوم من أيام رمضان.

ودعا العطاونة القيادة الفلسطينية بشقيها إلى التوحد وإصلاح البيت الفلسطيني كطريق وحيد للتغلب على الألم الشعب الفلسطيني ومعاناته التي زادت بفعل الانقسام بين شطري الوطن.

محروص الديراوي مبعد آخر من بئر السبع للسنة الثانية على التوالي يقضي العيد بمفرده بعيدا عن زوجته وأطفاله الثلاثة أيضا ويقول في هذا الصدد "أصعب من هيك عيد وهيك وضع لم يمر علي في حياتي، رغم اني وسط اهلي وناسي ولكني لا اشعر بطعم الفرح والسعادة".

شعور بالحزن يتملكه ودموع تنهمر من عينيه كلما أخذ سماعة الهاتف ليحدث أطفاله، خاصة أنه لا يمتلك إجابة تحدد متى تكون عودته في كل مرة يتكرر على مسامعه ذات السؤال "متى بدك تجي يا بابا؟" قائلا:"لن يدرك احد معنى شعور الألم الذي يعترينا نحن المبعدون عن عائلاتنا فالكلمات لا تكفي لتعبر عنا".

لم يبق للديراوي أي رسائل يوجهها في العيد بعد ان نفدت لديه جميع الكلمات والعبارات فبات السكوت أقوى لغة تعبر عنه "قلة الكلام أحسن لأننا رفعنا أصواتنا عاليا ولم يحس بنا احد، لم تعد الكلمات تجدي نفعا ومهما قلنا فلن يشعر الآخرون بما نشعر".

لا يختلف حال محمد الصانع الذي ابعد أيضا قبل سنة تاركا وراءه زوجة وخمسة من الأطفال وقد سحبت منه أيضا جميع الامتيازات التي كان يتمتع بها كمواطن إسرائيلي.

ويقول: "يأت العيد وأنا ما زلت بعيدا عن أهلي، شعور تعيس لا يمكن وصفه مهما وصفت بكلمات الحزن والأسى والكآبة، فلن يصل شعوري لان لا أحد يشعر بألمي".

وتمنى الصانع أن يعود إلى زوجته وأطفاله في بئر السبع ويعيش معهم كما كانوا من قبل مستقرين وينعمون بالأمن، موجها رسالة إلى القيادة الفلسطينية مفادها "رجاء توحدوا لأجلنا".

تبقى أمنيات هؤلاء المبعدين بان يلتئم شمل عائلاتهم مرهونة بقرار إسرائيلي وحده القادر على تحديد متى يكون الجمع بينهم ليقي حالهم "عيد بأي حال عدت يا عيد".