الأحد: 28/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

انتهاء فترة التجميد-هل المطلوب تجميد البناء ام تفكيك المستوطنات!

نشر بتاريخ: 26/09/2010 ( آخر تحديث: 27/09/2010 الساعة: 08:04 )
بيت لحم - معا - خرج رئيس الحكومة الاسرائيلية اليوم الاحد بمحاولة للتخفيف من الازمة الحقيقية التي قد تعصف بالمفاوضات وطلب من كافة الوزراء بعدم الحديث او التصريح بموضوع الاستيطان، في الوقت الذي دفع بمساعديه للتوجه الى المستوطنات ولقاء قادة المستوطنين في محاولة منه للتخفيف من مظاهر الاحتفال بانتهاء فترة التجميد لاعمال البناء.

وبحسب مصادر اسرائيلية فان نتنياهو يسعى لتمرير موضوع البناء في المستوطنات دون اثارة ضجة كبيرة، خاصة ان الجهود الامريكية لا زالت قائمة حتى اللحظة في مسعى منها لاقناع نتنياهو بضرورة تمديد قرار التجميد، وكذلك التهديد الفلسطيني بالانسحاب من المفاوضات في حال تجدد اعمال البناء في المستوطنات.

واشارت هذه المصادر ان المشكلة الكبيرة التي يواجهها نتنياهو في وزراء حزب الليكود الذين اعلنوا في اوقات سابقة رفضهم المطلق بتمديد فترة تجميد الاستيطان، وكذلك احزاب اليمين المشاركين في الائتلاف الحكومي الذي يترأسه نتنياهو، وهذا ما دفع مكتبه اليوم للطلب من كافة الوزراء وخاصة وزراء الليكود بعدم اعطاء أي تصريح صحفي بما يخص موضوع البناء، وكذلك الطلب من رؤساء مجالس المستوطنات بالهدوء وعدم اظهار أي مظاهر احتفالية اليوم.

واضافت هذه المصادر ان موقف المستوطنين من هذه الدعوة لم يتأخر، حيث عقد اجتماعا ظهر اليوم لرؤساء المستوطنات في الضفة الغربية في تجمع مستوطنات عتصيون جنوب بيت لحم، وفي بيت رئيس الائتلاف الحكومي عضو الكنيست من حزب الليكود زاب الكيان، حيث اكد الحضور انه منذ صباح الغد سوف يتم المباشرة بتنفيذ 2000 وحدة سكنية في مستوطنات الضفة الغربية، كذلك رحب المجتمعون بعودة الحياة الطبيعية للمستوطنات وبضرورة دعم موقف نتنياهو الذي اعلنه قبل ايام والذي تمثل بعدم تمديد فترة تجميد الاستيطان.

يبدو ان المفاوضات التي لم تتجاوز حتى الان موضوع تجميد الاستيطان تنذر بمرحلة شديدة التعقيد، لان الحديث حتى الان يدور حول تجميد اعمال البناء في المستوطنات ولم يرتق لاخلاء هذه المستوطنات التي اقيمت على اراضي الضفة الغربية، وهذا ما يثير العديد من التساؤلات حال الوصول الى القضايا الاخرى مثل الانسحاب من المستوطنات، الحدود، المياه، القدس، اللاجئين، ولن نستبق الامور ولكن يبدو ان المفاوضات التي بدأت منذ بداية هذا الشهر بشكل مباشر وغير مباشرة منذ اكثر من عام، لم تستطع حتى الان تجاوز موضوع تجميد الاستيطان لتظهر الحكومة الاسرائيلية مدى جديتها وسعيها نحو السلام والذي بالضرورة ان تحقق لا يتطلب تجميدا للبناء وانما تفكيكا لهذه المستوطنات، فهل يأتي رد الحكومة الاسرائيلية هذه الليلة ليحمل بريق امل في هذه المفاوضات ام نستمر في دوامه "بتحبني بتحبنيش" والتي تم استبدالها "تجميد او عدم تجميد" او تعليقا على الرئيس عباس "بنسحب، بنسحبش".

وفي اشارة لتسليم الادارة الامريكية بحقيقة قرار اسرائيل استئناف البناء في المستوطنات منذ منتصف هذه الليلة " الاحد " وفيما بدى اعترافا امريكيا بوصول ضغوطهم على حكومة اسرائيل لطريق مسدود، اعرب مسؤول رفيع في البيت الابيض عن امل ادارته باستمرار المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية رغم انتهاء قرار تجميد البناء في المستوطنات وفقا لما تناقلته وسائل الاعلام الدولية المختلفة.