جامعة النجاح تعقد المؤتمر الوطني الاول للتعزيز الصحي في فلسطين
نشر بتاريخ: 06/10/2010 ( آخر تحديث: 06/10/2010 الساعة: 11:23 )
نابلس- معا- عقدت كلية التمريض في جامعة النجاح الوطنية المؤتمر العلمي الوطني الاول للتعزيز الصحي في فلسطين بعنوان "تعزيز الصحة في فلسطين دعوة للعمل الوطني" حيث عقد المؤتمر في مدرج الشهيد ظافر المصري في الحرم الجامعي القديم تحت رعاية شركة جوال.
وحضر الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الاستاذ الدكتور ماهر النتشة، نائب رئيس الجامعة للشؤون الاكاديمية والدكتورة عائدة ابو السعود القيسي، عميدة كلية التمريض في الجامعة وسامر الرمحي، ممثلا عن شركة جوال راعي المؤتمر وممثلين عن وزارة الصحة الفلسطينية ومنظمة الصحة العالمية وعن اقسام التمريض في المستشفيات الفلسطينية وعدد من عمداء الكليات وطلبة الجامعة والمدعويين.
والقت الدكتور القيسي في بداية المؤتمر بصفتها رئيسة اللجنة التحضيرية كلمة رحبت فيها بالحضور والمشاركين وتوجهت بالشكر لشركة جوال على رعايتها المؤتمر وقالت في كلمتها :"ان منظمة الصحة العالمية عرفت عملية تعزيز الصحة بأنها عملية تهدف الى تمكين المواطنين من رفع قدراتهم على التحكم وتطوير صحتهم بدافعية ذاتية من قبل انفسهم وان الصحة في هذا السياق لا تشير لعدم وجود المرض ولا تشير فقط الى الصحة البدنية وانما تنطوي على الصحة العقلية والنفسية والعاطفية والروحانية والرفاه الاجتماعي كما أكدت مواثيق عدة على أهمية التعزيز الصحي ليكون اساساً ومنهجاً فعالاً لتجديد الرعاية الصحية الأولية على النحو الذي أقره المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية".
واضافت في كلمتها أن أهداف التنمية الصحية العالمية هي القضاء على الفقر ومعالجة الأمراض مثل الملاريا والسل وفيروس نقص المناعة البشرية/ الايدز وقضايا أوسع نطاقاً مثل نقص التغذية والصحة الانجابية وصحة الأم والطفل والتصدي لظهور الأمراض المزمنة والاضطرابات النفسية وخطر انتشار الاوبئة خاصة في البلدان المنخفضة الدخل حيث هذه الأمراض تسبب أكثر من 60% من الوفيات في العالم وتؤدي إلى العجز بأشكاله المختلفة والذي يمكن الوقاية منه.
واشارت الى مسألة عدم المساواة في توزيع العناية الصحية حسب نوع الجنس والطبقة الاجتماعية ومستوى الدخل والعرق والتعليم والمهنة، ودعت الى تعزيز الأهداف الانمائية بما يعزز المساواة وعدالة التوزيع كجزء من نهضة حركة الرعاية الصحية الاولية لمواجهة هذه التحديات، والتي يمكن مواجهتها بضمان عمل جميع القطاعات جنباً إلى جنب لخلق بيئة صحية تعمل على تحسين الظروف المعيشية اليومية للسكان المحرومين.
وتطرقت الدكتور القيسي في كلمتها الى اهداف عملية تعزيز الصحة حسب التزام أوتاوة لعام 1986 والتي منها تطوير سياسات قومية للصحة وتطوير المهارات الفردية للاشخاص من خلال المعلومات والتعلم وتقوية وتعزيز دور المجتمع في التوعية الصحية بالاضافة الى خلق البيئات الداعمة لتعزيز الصحة واعادة توجيه الخدمات الصحية و توجيهها بالاتجاه الصحيح.
كما اشارت الى اعلان جاكرتا لعام 1997 حيث يهدف الى تعزيز الصحة رفع مستوى مسؤولية المجتمع نحو تعزيز الصحة وزيادة الاستثمار في مجال تنمية الصحة وتقوية وتوسيع الشراكات من أجل الصحة اضافة الى زيادة قدرات الفرد والمجتمع في مجال الوعي الصحي وتأمين البيئة التحتية اللازمة لتعزيز الصحة.
بعد ذلك القى الدكتور النتشة كلمة الجامعة نيابة عن أ.د. رامي حمد الله، رئيس الجامعة نقل فيها تحيات د.حمد الله ورحب فيها بالحضور والقائمين على المؤتمر وقال إننا نلتقي في هذا اليوم في مؤتمر "تعزيز الصحة في فلسطين" ويسرني أن أرحب بكم جميعاً في بيتكم جامعة النجاح الوطنية التي تحتضن الفعاليات والأنشطة على مدار السنة لتكون رافداً حقيقياً. واضاف إن كلية التمريض التي تعمل على إعداد الكوادر المدربة والمؤهلة لرفد المؤسسات والقطاعات الصحية، أقامت هذا المؤتمر بهدف نهضة وتطوير الخدمات الصحية في الوطن وللتأكد بأنها تشكل جزءا مؤثرا ومهما في تعزيز المجالات الصحية وخلق الروابط بين الكلية والمؤسسات الصحية والطبية ليزداد التأثير على سياسات وتوسيع مجالات تعزيز الصحة على المستويات الرسمية وغير الرسمية من وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية ومديرية الشرطة ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين وغيرها من المؤسسات.
واشار د. النتشة الى اهمية تعزيز المساواة والعدالة الإجتماعية بين الأسرة والفرد التي يعتبر أساسا من أسس نهضة الرعاية الصحية الأولية في فلسطين، واضاف أن الجامعة بكافة كوادرها العلمية والإدارية وكذلك الطلبة شاركت في الترتيب والتنفيذ للمؤتمر بنشر ملصقات ونشرات علمية كنشاطات منهجية للطلبة لدعم مسار التعزيز الصحي، وإن جامعة النجاح وإنطلاقا من إدراكها للدور الملقى عليها أنشأت الكليات الطبية مثل كلية الطب، الصيدلة، التمريض، العلوم، البصريات وكذلك المختبرات التابعة لها بهدف إكتمال الأبحاث والمشاريع والتقارير التي تسهم في خدمة التعزيز الصحي للمواطنين وهي تشارك كذلك في جميع المؤتمرات والندوات وورش العمل ذات العلاقة، وإستمرارا لتطوير دورها فهي تقيم مبانٍ مستشفى النجاح الوطني التعليمي الذي يعزز القدرات الصحية في تدريب وتأهيل طلبة كلية الطب وغيرها من الكليات الطبية حيث سيتم تدريبهم على أحدث الأجهزة والأساليب الطبية وعلى أيدي الماهرين الأكفياء من أساتذة العلوم الطبية.
واضاف د. النتشة أن لقاء هذا اليوم يهدف إلى أن يكون أساسا ومنهجا فعالاً لتجديد الرعاية الصحية الأولية عملا بما أقره المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية ليكون المجتمع سليما، ولذلك نعمل معا لعلاج الأمراض الفتاكة والمعدية التي تنخر المجتمعات وتؤدي إلى عجز الأجيال وتسبب الكثير من حالات الوفاة كأمراض الملاريا والسل وفيروس نقص المناعة البشرية ونقص التغذية والصحة الإنجابية وصحة الأم والطفل، وكذلك بذل الجهود للتصدي لتفشي الأمراض المزمنة والأمراض النفسية والوقايـة من الأوبئة.
وبين انه حتى نصل إلى الأهداف على الصعيدين الرسمي وغير الرسمي يجب أن نعمل جميعا للمساواة في العناية الصحية والمعالجة لجميع فئات المجتمع ويجب أن لا نغفل العامل الإقتصادي ومستوى الدخل اللذين يساعدان كثيرا في التخفيف من الأمراض لخلق بيئة صحية بهدف تحسين الظروف المعيشية لجميع السكان وتوفير الأمن الصحي لهم حتى نحسّن الإنتاج في جميع مجالات حياتنا ونصبح مجتمعا منتجا قويا يعتمد على النفس.
وفي ختام كلمة الجامعة قال د.النتشة ان الجميع معني بتحسين الأجواء البيئية والصحية لنشوء أجيال تتحمل مسؤولية لنهضة الوطن وتوعية الناس، كما توجه بالشكر الى شركة الإتصالات الخلوية الفلسطينية (جوال) التي تدعم الكثير من الفعاليات والمؤتمرات في الوطن وشكر كذلك اللجنة التحضيرية للإعداد لهذا المؤتمر.
وفي كلمة جوال التي القاها الرمحي شكر فيها الجامعة على تبني العديد من المؤتمرات التي تتعلق بالصحة، كما تحدث عن سياسة شركة جوال في هذا المجال والتي تتعلق بالاهتمام بموضوع الصحة بالتعاون مع المؤسسات المختصة.
وقدمت خلال جلسات المؤتمر أوراق عمل و محاضرات تمحورت على طرق تعزيز الصحة، ففي الجلسة الاولى التي ترأستها الاستاذة مهدية الكوني والاستاذة شروق قادوس قدمت الاستاذة ريم مقدادي ورقة عمل عن تطبيق التعزيز الصحي في حالة الطوارئ "التجربة الفلسطينية" UNFPA كما قدمت لبنى الصدر، من وزارة الصحة ورقة عمل بعنوان نهج تعزيز الصحة في وزارة الصحة وقدمت رهيجة عوني ورقة عمل بعنوان نماذج تعزيز الصحة و النهج في القبالة والانسة نجوى صبح قدمت ورقة عمل عن العوامل التي تؤثر في تعزيز الصحة.
فيما ألقى معتصم حمدان من منظمة الصحة العالمية ورقة عمل بعنوان تعزيز الصحة في القرن الحادي والعشرين خلال فترة الحياة وفي جميع انحاء العالم.
كما قدمت مهدية الكوني ورقة عمل عن تشجيع الرضاعة الطبيعية وقدمت د. عائدة أبو السعود القيسي ورقة عمل عن دور الطب التكميلي والبديل في تعزيز الصحة وقدمت روضة بصير مديرة مركز الدراسات ورقة عمل عن العلاج بالريكي ( الطاقة) بالاضافة الى ورقة عمل قدمها البروفوسور غسان أبو حجلة عن العلاج بالحجامة فيما قدم الدكتور الياس حبش من وكالة الغوث ورقة عمل عن قبل الحمل كما قدمت الرائدة غادة طبعوني من دائرة الشرطة ورقة عمل عن تأثير العنف المنزلي على التعزيز الصحي كما قدم د. عدنان سرحان ورقة عمل عن الاضطرابات النفسية بعد التعرض للصدمة وقدمت الانسة فاطمة حرز الله ورقة عمل عن ممارسة الرياضة و النشاط البدني أثناء الحمل.
واشتمل المؤتمر أيضا على قسم للملصقات حيث قام طلبة التمريض والقبالة بتحضيرها حيث قام الطالب ماهر بطاط بتحضير ملصق عن كيفية ادارة الاجهاد وبإشراف د. عائدة ابو السعود القيسي، كما قدم الطلبة خولة بني عودة وميسم غانم ورحيمة بشارات وفداء عودة ملصق عن النظام الغذائي والتغذية والوقاية والتعزيز الصحي بإشراف د. بلال الحجي.
وقدم الطلبة وسيم صلاحات وكامل دبابسة وحسام موسى ملصق عن الشيخوخة والتعزيز الصحي تحت اشراف أ. شروق قادوس والطلبة حمزة خاروف ومنى شناوي ونورا نصر الله قدموا ملصق عن الاكتئاب بعد الولادة بإشراف د. عائدة أبو السعود القيسي كما قدمت الاستاة نجوى صبح ملصق عن المسح في مجال تعزيز الصحة وملصق آخر عن الفرز في مجال تعزيز الصحة من انتاج الطلبة عائشة طرايرة وشذى عبد الخضر ومحمد صلاحات بإشراف أ. محمد الحايك كما وقدم الطلبة مجد بدران وأروى أبو الرب وسناء بشير ملصق عن التثقيف الصحي الخطوات في ادارة برنامج التثقيف الصحي بإشراف محمد الحايك وتناول الطلبة محمد سعيد وندى الجبالي ملصق عن الدعم الاجتماعي و تعزيز الصحة بإشراف أ. فاطمة حرز الله كما قدم الطلبة علاء داوود وجهاد كتانة ملصق عن النماذج الفردية والمجتمعية لتعزيز الصحة بإشراف أ. سماح اشتية.
وفي ختام اعمال المؤتمر أكد المشاركون فيه على ضرورة الاستثمار في مجال الصحة باعتبارها أحد حقوق الانسان للرعاية الصحية حيث أن البراهين متوفرة وتؤكد على العائد الكبير لهذا الاستثمار وأهمية السعي لترميز التغطية الصحية الشاملة من خلال توسع نظم التأمين الصحي، كما اوصوا بضرورة تعزيز و اعطاء الاولوية لتطوير القيادات في الرعاية الصحية، وفي مجال تنمية القدرات اشارت التوصيات الى تعضيد التعليم المستمر في القيادة بإشراف المؤسسات التعليمية ودعم ضرورة الاستثمار في البحوث العلمية للرعاية الصحية الاولية والتركيز على البحوث في القيادة واعتماد الدلائل الارشادية العلمية المبنية على البراهين بالاضافة الى توفير ظروف العمل المناسبة لمقدمي الرعاية لتطبيق هذه الدلائل بالمستوى المطلوب.
وفي مجال تعزيز الصحة ومكافحة الامراض المزمنة أوصى المجتمعون على تبني مفهوم تعزيز الصحة كهدف استراتيجي صحي و تبني انماط معيشية اصح و تحقيق الاثار الصحية للاخطار الاجتماعية و البيئية.
ومن جانب التغطية الشاملة والعادلة تم التأكيد على تطوير نظم الرعاية الصحية لتكون ملائمة ومراعية لاحتياجات الناس وذلك من اجل المساواة في الصحة وانهاء الإقصاء للفئات المهمشة وان يكونوا مقدموا الرعاية الصحية مجهزين بالمهارات والمعارف لتهيئة بيئة تمكنهم من ممارسة حقوق الانسان وبناء الثقة مع مقدمي الخدمات الصحية وتجسيد مبدأ المساواة وقيم العدالة الاجتماعية وتوفير الصحة للجميع واحترام حقوق المستفيدين من الخدمات الصحية.
اما فيما يخص مجال الجودة فقد اكد المشاركون على مواصلة الجهود المبذولة لتحسين جودة الخدمات الصحية وتعزيز الصحة وتفعيل مبدا تكافؤ الفرص للجميع وتوفير بيئة العمل المناسبة والمحفزة والتي تشجع على استقطاب وبقاء العاملين وذوي الكفاءة العلمية والعملية والبحثية في هذا المجال.