الإثنين: 29/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

وحدة "اغوز" الخاصة "كابوس حزب الله"- نظرة من داخل ميدان التدريب

نشر بتاريخ: 22/10/2010 ( آخر تحديث: 23/10/2010 الساعة: 10:00 )
بيت لحم - ترجمة معا - تصف الصحافة الاسرائيلية وحدة "اغوز" الخاصة او وحدة "النخبة" المختصة بالحرب في جنوب لبنان بأنها "كابوس حزب الله الحقيقي" رغم ان جنود الوحدة الذين اشتركوا الاسبوع الماضي في التدريب الذي اقيم على منحدرات جبال الكرمل لا يعرفون حرب لبنان الثانية الا من خلال الصور التي عرضتها شاشات التلفزة المختلفة وفقا لتعبير موقع "يديعوت احرونوت" الالكتروني الناطق بالعبرية، الذي القى نظرة فاحصة على ميدان تدريب الوحدة المذكورة ونقل الصورة القلمية التالية عن تدريبات جنود الوحدة وقدراتهم الكبيرة على تحمل مشاق التدريب وبالتالي مشاق القتال المستقبلي ضد حزب الله اللبناني.

وجاء في الصورة التي نقلها الموقع المذكور "في حرب العصابات ضد حزب الله تصبح كل نبتة او شجرة شيئا مشبوها ويثير الريبة والجنود يتدربون على القتال من مسافة قصيرة ويبدو ان ضباط الوحدة لا يمزحون في هذا".

حتى بعد مسير عسكري بلغ طوله 35 كم استمر حوالي 48 ساعة دون نوم او راحة، وفي ظل درجات حرارة بلغت 30 درجة ومع احمال تجاوز وزنها عشرات الكيلوغرامات حملها الجنود على ظهورهم... حافظ جنود وحدة "اغوز" على لياقتهم وتركيزهم الكامل على المهمة التي انيطت بهم وحين تعرضوا لانفجار عبوة ناسفة اصابت معظمهم لم يتردد من بقي سالما منهم من القيام بالتصرف الصحيح فحملوا المصابين على اكتافهم واستمروا بالسير الى الامام".

واضاف الموقع ان النظرة النادرة التي القاها مراسله على ميدان تدريب هذه الوحدة تظهر كيفية استعداد "الكوماندو البري" لخوض القتال ضد رجال حزب الله ومن مسافات قصيرة ويجهد ضباطهم على اعطائهم صورة قريبة جدا لما هو متوقع في المواجهة الحقيقية دون اية تسهيلات فهم لا يلعبون بمثل هذه الامور وفقط نسعى لان نكون مستعدين قدر الامكان وفقا لاقوال احد الضباط الذين التقاهم المراسل في الميدان.

تدريبات تحاكي اطلاق الصواريخ وتفجير العبوات
بدأ كل شيء في المنطقة المعقدة من جبال الكرمل حيث انطلق المسير من "نبع ساعر" وصولا الى تسلق مرتفعات جبل الشيخ وفي ظل اجواء تدريبية هي الاقسى في سلة تدريبات الجيش سواء من الناحية الجسدية او النفسية.

"حزب الله لم يغير كثيرا طريقة عمله المعتمدة على زرع العبوات واطلاق الصواريخ المضادة للدروع وحرب العصابات، رغم انه يستعد للقتال في مناطق مؤهولة لكن يتوقع ان يعمل ايضا في المناطق المفتوحة المعشوشبة وذلك لاطلاق الصواريخ باتجاه العمق الاسرائيلي، وهؤلاء الجنود يجب ان يصلوا الى تلك المناطق ويهاجموها" جزم ضابط كبير في الوحدة المذكورة.

"وهذا السيناريو الذي فصله الضابط الكبير يعتبر معقدا ويستوجب تدريبات عالية المستوى بشكل خاص تبدأ من معرفة تفاصيل الميدان ومواجهة الاحوال الجوية ولا تنتهي عند ضرورة حمل الاثقال على ظهور الجنود لمسافات طويلة من الصعب تجسيد الواقع الميداني الحقيقي، ولكننا نعمل كل شيء لتحقيق ذلك قدر الامكان بما في ذلك استخدام الالعاب التي تحاكي عمليات اطلاق الصواريخ وتفجير العبوات الناسفة بهدف تدريب الجنود على مشاعر واحاسيس الحرب الحقيقية ونحاول القيام بأفضل ما عندنا" قال قائد الوحدة شلومو.

ويصف ضباط كبار في لواء "غولاني" حيث تتبع وحدة "اغوز" جنود الوحدة بأنهم الافضل من بين جنود الجيش الاسرائيلي "انهم مجموعة تتمتع بالتصميم العالي والجدية والفهم العميق للمهمة ولم تسمع منهم تبرما او احتجاجا عن الصعاب او الضغط الذي يواجهون ولانهم هكذا يمكن الذهاب معهم حتى اقصى حدود التحمل والقدرة" قال احد الضباط، فيما اضاف ضابط آخر "يمكن ان تضيف لكل ما ذكر بأن الضباط الذين ينضمون للوحدة يتمتعون بخربة ميدانية كبيرة وهذه المهمة ليست الاولى بالنسبة لهم ولهذا يمكن فهم قدرات هذه الوحدة وما يمكن ان تقوم به".

نشات وحدة "اغوز" في سنوات الخمسين بأوامر مباشرة من اسحاق رابين الذي شغل حينها منصب قائد المنطقة الشمالية وذلك بهدف مواجهة سوريا ومنذ ذلك الوقت مرت بالكثير من التغييرات حتى اصبحت الان وحدة للكوماندو البري بعد اعادت تركيبها قبل 15 عاما.