الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

الرئيس: العنف هو النتيجة لغياب السلام.. رايس: الحاجة لحكومتين قويتين بفلسطين ولبنان.. اولمرت: اسرائيل ستواصل القتال

نشر بتاريخ: 25/07/2006 ( آخر تحديث: 25/07/2006 الساعة: 14:54 )
معا- قال الرئيس محمود عباس:" ان العنف هو النتيجة الطبيعية لغياب السلام" داعيا الى اعادة العملية السلمية الى طريقها الصحيح.

وأضاف الرئيس عباس خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزيا رايس عقب لقائهما في رام الله اليوم" أن المطلوب الآن هو وقف فوري للنار وتثبيت التهدئة واطلاق عملية سلام ذات مغزى".

وأكد الرئيس سعيه لاطلاق سراح الجندي الاسرائيلي المأسور في قطاع غزة جلعاد شاليت قائلا:" نحن نعمل على إطلاق سراح الجندي الاسرائيلي المحتجز في قطاع غزة، ولكننا نريد من اسرائيل أن تدرك حجم معاناة عائلات عشرة آلاف أسير في سجونها".

من جانبها كررت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس رؤيتها لحل القضية الفلسطينية بالدعوة لاقامة دولة فلسطينية تعيش جنبا الى جنب مع دولة اسرائيل بهدوء وسلام أو ما أصبح يتعارف عليه برؤية الرئيس جورج بوش للحل.

وقالت رايس:" ابلغنا الرئيس عباس بضرورة العمل المشترك وجنبا الى جنب للعودة الى المسار السلمي التفاوضي"، مضيفة" لقد ناقشنا كل الأمور السياسية والاقتصادية والأمنية، ونحن مستمرون في دعمنا للشعب الفلسطيني من خلال المشاريع والبرامج التي ننفذها ونرعاها".

وأضافت رايس ايضا:" ان علينا الآن العمل على تركيز الجهد والحديث عن سبل الخروج بحل للأزمة في" الاراضي المحتلة" ويجب علينا أن نركز على ما يحدث هنا", مكررة ضرورة الحاجة لوقف اطلاق النار, وداعية لتأسيس سلطتين قويتين في كل من فلسطين أولا ولبنان ثانيا.

من جهة أخرى قال الرئيس عباس:" نحن نبذل جهودا لتشكيل حكومة وحدة وطنية ولكن جودنا توقفت أو أوقفت بسبب العدوان الاسرائيلي"، داعيا لانهاء معاناة المواطنين في غزة ولبنان لان ما يحدث الآن خارج قدرة البشر ويجب انهاؤه.

وكانت زيارة رايس استقبلت بمسيرة منددة بقدومها, خرج فيها مواطنو محافظة رام الله حيث وصل عددهم قرابة الألف مشارك ليقولوا لرايس كفاك تصريحات وكلاما فارغا، وقوبلت تلك المسيرة بمنع من قبل القوات الأمنية من الوصول لمقر المقاطعة حيث اجتماع رايس بالرئيس عباس.

كما عم الاضراب الشامل محافظة رام الله والبيرة تنديداً بزيارة رايس, واستنكاراً للموقف الامريكي الداعم لاسرائيل في عدوانها على الشعبين الفلسطيني واللبناني.

وكانت وزيرة الخارجية الامريكية قد جددت الدعوة لما تقول عنه "الشرق الاوسط الجديد" قائلة إن "الحل الدائم يجب ان يكون حلا يعزز قوى السلام والديموقراطية في المنطقة" و "ارساء الاسس لسلام دائم في هذه المنطقة".

وأضافت رايس في تصريحات قبيل بدئها محادثات مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت في القدس "ان شعوب المنطقة من اسرائيليين ولبنانيين وفلسطينيين عاشوا لفترة طويلة في خوف ورعب وعنف".

من جانبه قال اولمرت ان الدولة العبرية ستواصل هجومها العسكري الواسع في لبنان رغم الضغوط الدولية المتزايدة للتوصل الى وقف لاطلاق النار وتحذيرات من تفاقم الازمة الانسانية في لبنان.

وأضاف اولمرت ان "اسرائيل مصممة على مواصلة القتال ضد حزب الله" مضيفاً" نحن لا نقاتل الحكومة اللبنانية او الشعب اللبناني, نحن نقاتل حزب الله".

وتابع "آمل ان تبذل الحكومة اللبنانية جهدا لتبعد نفسها عن حزب الله, ما سيساعد بالتاكيد على تسهيل الجهود لانهاء الحرب".

ووفق اخر الاحصائيات التي نشرتها وسائل الاعلام فقد استشهد منذ بداية الحرب على لبنان في 12 الجاري اكثر من 370 مواطناً لبنانيا وشرد اكثر من نصف مليون, كما قتل 41 اسرائيليا غالبيتهم من الجنود.

من جهتها أعلنت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، عن رفضها لزيارة ما أسمتها "راعية دبلوماسية قنابل الليزر، كونداليزا رايس"، داعية الى عدم استقبالها لوقوفها في صف الاحتلال الذي يمارس قتل المدنيين والأطفال في فلسطين ولبنان.

واكدت الحركة في تصريح لها اليوم على ان زيارة وزيرة الخارجية رايس تأتي في إطار الاستطلاع والتعاطف الشخصي والدعم المباشر من إدارة بوش لإسرائيل وللاطمئنان على الموقف العسكري على جبهة لبنان وإذا ما كان لصالح إسرائيل أم لا والتي ستبني موقف إدارتها بناء عليه لاحقا.

وقالت الحركة:" إن محاولات القضاء أو التآمر على المقاومة في فلسطين ولبنان لضمان امن إسرائيل لن تنجح وستعود رايس تجر معها أذيال الخيبة والحسرة بسبب الفشل الأكيد لأهداف الحرب على لبنان، وإن محاولات رايس تجنيد موقف رسمي عربي صامت لتمرير مؤامرة تدمير لبنان وفلسطين سيقابله موقف الشعوب العربية التي تعجز كونداليزا عن إسكاتهم أبدا " .

وأضافت: "أن الشرق الأوسط التي تحلم برسمه الخارجية الأمريكية سترسمه سواعد المناضلين والمجاهدين بفلسطين ولبنان بتضحياتهم ودمائهم الطاهرة عبر تصديهم للعدوان وإلحاق الهزيمة بالمشروع الصهيوني في المنطقة " .

ودعت حركة الجهاد وزيرة الخارجية الأمريكية، إلى إعادة النظر في موقف إدارتها من العدوان على فلسطين ولبنان، والعمل على إنصاف الشعب الفلسطيني ورفع الغطاء عن العدوان الاسرائيلي وعدم الانحناء امامه.

من جهتها استنكرت مؤسسة "الحق" في بيان لها قيام قوات الأمن الوطني والحرس الرئاسي التابعة للسلطة للفلسطينية بالاعتداء على المواطنين المشاركين في المسيرة السلمية التي انطلقت ظهر هذا اليوم من دوار المنارة باتجاه مقر المقاطعة احتجاجاً على زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس إلى رام الله.

وجاء في البيان أنه "عند وصول المشاركين في المسيرة إلى التقاطع الذي يبعد حوالي 400 متر عن مقر المقاطعة منعتهم قوات الأمن الوطني وحرس الرئيس من مواصلة مسيرتهم، كما بدؤوا بدفع المشاركين بعنف والتلويح باستخدام القوة، مما أثار مجموعة من الصبية الذين قذفوا بعض الحجارة على تلك القوات... ورداً على ذلك هاجمت قوات الأمن المتظاهرين واعتدت عليهم بالضرب مستخدمة الهراوات دون أي تمييز بين كبير أو صغير، رجل أو امرأة."

وبحسب البيان، فإن أحد أفراد أمن الرئاسة استخدم في الاعتداء سلسلة حديدية (جنزير) كانت بحوزته، وإضافة إلى ذلك فقد تم توجيه فوهات البنادق صوب المواطنين.

وتعقيباً على هذا الاعتداء عبّرت "الحق" عن بالغ قلقها مما جرى ومن انعكاساته السلبية على الحقوق والحريات، واعتبرت أن ما قامت به قوات الأمن الوطني والحرس الرئاسي هو انتهاك واعتداء سافر على كرامة المواطن وإنسانيته، وعلى حقه المشروع في التجمع السلمي والتعبير عن الرأي، الذي كفله وأكد عليه القانون الأساسي الفلسطيني.

وطالبت "الحق" باحترام السلطة التنفيذية للحقوق والحريات وعدم مصادرتها أو الاعتداء عليها. مضيفة أن مبادئ سيادة القانون وتكريس المثل والمبادئ الديمقراطية تقتضي من وزير الداخلية وقيادة الأمن الوطني وأمن الرئاسة محاسبة المسؤولين ومحاكمتهم على ما ارتكبوه بحق المواطنين.

وبحسب "الحق" فإن أي اعتداء على حقوق المواطنين وحرياتهم جريمة لا تسقط الدعوى الجزائية أو المدنية الناشئة عنها بالتقادم، وذلك بمقتضى المادة 32 من القانون الأساسي الفلسطيني، ولهذا يحق للمتضرر من مثل هذه التجاوزات ملاحقة ومساءلة الآمرين بارتكاب هذه الجريمة ومرتكبها في أي وقت.

وكان المئات من المواطنين تظاهروا اليوم في رام الله احتجاجا على زيارة رايس فيما اغلقت المحال التجارية ابوابها وعم الاضراب المدينة.