الثلاثاء: 12/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مطلوب قوة لحفظ السلام

نشر بتاريخ: 11/07/2005 ( آخر تحديث: 11/07/2005 الساعة: 11:50 )
ترجمة:معا
الانسحاب الاسرائيلي من غزة وسط اعمال العنف من قبل المتطرفين الفلسطينيين سوف يزيد النقاش حده حول الترتيبات الامنية ، فاسرائيل تخشى ان تتحول غزة الى قاعدة للارهاب بعد الانسحاب ، والفلسطينيون يخشون من ان تتحول غزة الى سجن كبير ومعزول عن الضفة الغربية ، وكذلك هم يخشون من هجمات انتقامية للمستوطنين بعد الانسحاب .
عندما يجب ان نتعامل مع خطة خارطة الطريق بعد الانسحاب ، ما هي الترتيبات الامنية التي يمكن ان تلبي مطالب الطرفين ؟؟ لطالما رفضت اسرائيل تدخل طرف ثالث في الترتيبات الامنية ، اما الفلسطينيين فكانوا دائماً يطالبون بقوات حفظ سلام دولية او اجنبية ، عام 1997 وافقت اسرائيل بتردد على دخول مراقبين دوليين الى الخليل ، وتذمرت في مناسبات عده من انشطة الهيئة الدولية في المناطق الفلسطينية ، لكن ، ربما قد يكون آن الاوان لاعادة النظر في قوات حفظ سلام اجنبية للمحافظة على الهدوء وبناء الثقة .
ان تجربة المراقبين والقوات متعددة الجنسية كانت تجربة ناجحة وتستحق المراجعة ، فالتجربة مع مصر وبمساعدة الاميركان كانت ناجحة ، وقد أدرك الطرفان ضرورة اعطاء القوة " الطرف الثالث " صلاحيات كبيرة وقوية ، وذلك لانهم ادركوا ان طرفاً ثالثاً قوياً ، مستقلاً لابد منه لفحص وتوضيح المسائل ، وفوق هذا كله ، زرع الثقة ، ان وضعاً مشابهاً يمكن ان يحدث بين اسرائيل والفلسطينيين ,ان الآلية والنظام الذي يعمل به بين مصر واسرائيل يمكن ان يكون ذو فائدة مميزة للطرفين الاسرائيلي والفلسطيني ، لانه يركز على الحقائق ، والواقع ، والتحليل ، ويتم من خلاله تجنب التجادل المعلن .
لقد كان الموقف الاميركي سلبي من عملية المشاركة في اي قوة لحفظ السلام بين اسرائيل والفلسطينيين ، هناك ثمة قلق من ان يتم تعريض القوات الاميريكية للخطر ، لكن ، قوة حفظ سلام على خطوط المواجهة من القوات المتعددة الجنسية قد يخفف الخشية الاميريكية اذا اعلن الطرفان الاسرائيلي والفلسطيني ان ذالك مفيد للطرفين ..
انّ مشاركة اميريكية قوية في هذه القوة ، سوف يكون ضرورياً للطرفين ، ان قوة متعددة الجنسيات سوف تؤكد على كيف ان عمل قوة حفظ سلام يمكن ان يكون سياسة مفيده لاميركا ، وهذا ما ثبت من خلال المعاهدة المصرية الاسرائيلية ، وسوف لن يكون هناك معاهدة بدون عملية حفظ سلام ذات مصدقية ، ولن يكون هناك عملية لحفظ السلام بدون مشاركة وتبني ودعم اميريكي .
لقد أثبتت التجربة مع مصر ، ان قوة متعددة الجنسيات اصبحت جزءاً فاعلاً ، وشريكاً في تطبيق اتفاقية السلام ، ودورها شاهد على ذلك لكن ، هناك ملاحظة للتحذير لابد منها ، وهي ان القوات متعددة الجنسية هي قوات لحفظ السلام وليس لصنع السلام لان هذه من مسؤولية الطرفين المتنازعين ، اسرائيل والفلسطينيين .
آرثــــــر هيــــــــــوز
هآرتـــــــــــــــــــس