الإثنين: 29/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

ردود فعل متباينة حول دعوة هنية لحل السلطة: محللون يرون في الخطوة تراجعا عن انجازات واخرون يرون فيها فرصة لتوسيع المقاومة

نشر بتاريخ: 09/08/2006 ( آخر تحديث: 09/08/2006 الساعة: 22:29 )
بيت لحم - معا- اثارت دعوة رئيس الوزراء اسماعيل هنية خلال مداخلة له امام الجلسة الطارئة للمجلس التشريعي اليوم في رام الله والتي المح فيها الى دراسة امكانية حل السلطة في ضوء التحديات التي تعصف بالسلطة الوطنية ردود متباينة في الساحة الفلسطينية ففي حين يرى البعض بان الدعوة في محلها وجديرة بالدرس يرى اخرون بعدم جدوى حل السلطة باعتبارها انجازا وطنيا كان ثمرة للتضحيات الكبيرة على مدى سني النضال الوطني.

فقد اعتبر محمد الحوراني القيادي في حركة فتح السلطة غير قادرة موضوعيا على اداء مهامها بفعل الهجوم الاسرائيلي على كل ما له علاقة بالسلطة ومنعها من القيام بادنى واجباتها داعيا الشعب الفلسطيني وقياداته الى تدارس ما اذا كان وجود السلطة ينطوي على مكاسب اكثر مما ينطوي على خسائر.

ودعا الحوراني في اتصال هاتفي لوكالة "معا" الى ادراج الجميع تحت منظمة التحرير ونبذ كل الاتفاقيات المرحلية ومغادرتها الى الابد على اعتبار ان اسرائيل استغلتها لفرض حقائق على الارض كالجدار .

واضاف " علينا توجيه رسالة ذات اتجاهين الى الدول الاقليمية , الاولى حقنا في مقاومة الاحتلال, وثانيا الحل السياسي على اساس قرارات الشرعية الدولية , وتغليب القضية الوطنية على التنافس الحزبي في الوقت الحالي".

بدوره استبعد المحلل السياسي اشرف العجرمي حل السلطة في الوقت الحالي , وقال " حلها الان يشكل العودة الى ما قبل اوسلو ومدريد والنزول الى تحت الارض والعودة الى حكومة احتلال مباشرة خاصة وان كل شيء اصبح مرتبطا بوجودها رغم كل العدوان الاسرائيلي الا انها شكلت نوعا من الحصانة لبعض الشخصيات الاعتبارية ومؤسساتها على الاقل في نظر العالم ".

واضاف العجرمي لوكالة" معا" ان المشكلة ليست في السلطة بل في الاداء الفلسطيني منذ انشائها فكان يمكن ان تكون مشروعا لتحريك القضية وتنظيف مؤسساتها من الايدي الفاسدة وتخليصها من كل الشوائب واستغلال الدعم العالمي الهائل الذي حظيت به ".

وتابع قائلا" فساد رموزها قلل من هيبتها في العالم وقلل من مناعتها في وجه العدوان الاسرائيلي الذي اتخذت منه اسرائيل مبررا لعدوانها وتدمير مؤسساتها ووصمها بالارهاب خاصة بعد ان تم انشاء السلطة لمرحلة الكفاح السياسي , وربطها بالكفاح المسلح للانتفاضة الثانية وهو الشيء الذي لا يمكن الابقاء على السلطة والعمل المسلح كما هو الان وهو الذي اوصلها الى هذه المرحلة".

واوضح انه وبالرغم بان الرئيس عباس لا زال ممسكا بالمشروع الوطني الا انه اضعف من ان يقود السلطة الوطنية بشكل جدي نحو الاهداف المنشودة لافتقاره الى الكاريزما التي حظي بها ابو عمار مما اضعف حضوره على المستويين الداخلي والخارجي .

اما القيادي في حماس خليل ابو ليلة اعتبر التهديد بحل السلطة منطقيا لانه سيحدث فراغا دستوريا وسيكشل ورقة ضغط كبيرة على الاحتلال على اعتبار انه لا يوجد حينها طرف فلسطيني يتحدث اليه .

واضاف لوكالة" معا" هذا التلويح سيجعل اسرائيل تفكر بالعودة الى ما بعد اوسلو وهو الامر الذي يشكل صعوبة بالنسبة لها لان اتفاقية اوسلو جاءت ليتخلص الاحتلال من مسؤولياته عن الشعب الفلسطيني , وهو الان غير معني بالعودة الى ما قبل اوسلو ".

واضاف قائلا" لا احد يستطيع ملء الفراغ الذي سيخلفه حل الحكومة الذي سيقود الى حل ويصعب حينها على اي جهة ان تشكل حكومة جديدة مما سيعيد الاوضاع الى ما قبل مجيئها وهو عودة المقاومة ".