الأربعاء: 23/07/2025 بتوقيت القدس الشريف

من عيد الميلاد:استنكار للاعتداء على كنيسة بمصر ومطالبة بكنيسة قبطية

نشر بتاريخ: 08/01/2011 ( آخر تحديث: 08/01/2011 الساعة: 16:35 )
بيت لحم - معا - التعايش الاسلامي - المسيحي كان دوما بارزا في اعياد الميلاد المجيدة في مدينة السيد المسيح بيت لحم، حيث شهدت الاراضي الفلسطينية وبيت لحم بشكل خاص استنكارا واسعا للاعتداء على كنيسة القديسين في مصر، الا ان اجواء العيد ورغم الحزن والعراقيل سارت على ما يرام، فمن خلال تغطية شبكة "معا" لاحتفالات العيد للطوائف الشرقية في السادس من الشهر الجاري، التقت شبكة "معا" مع العديد من المسؤولين ورجال الدين والمواطنين، سننشرها تباعا، وسنشير الى بعض اللقاءات.

الاخت ماريا الاورشليمية وهي مسيحية قبطية من مصر، عبرت عن اعجابها بالمحبة التي لمستها لدى الفلسطينيين، من خلال تعاطفهم مع ما حدث مؤخرا من تفجير لكنيسة القديسين بالاسكندرية، وطالبت بمواصلة الجهود لبناء كنيسة قبطية مستقلة وغير تابعة للكنيسة الحبشية.

وبدوره، خليل اندراوس رئيس المؤتمر الوطني الارثوذكسي، أكد على ضرورة التحرك العالمي لاحقاق حقوق الشعب الفلسطيني، مشيرا الى أن هناك تفاعل كبير من عدة دول في العالم فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وأكبر دليل على ذلك اعتراف العديد من دول امريكا الجنوبية، متمنيا ان تنتقل موجة الاعترافات هذه الى قارات ودول اخرى.

وقال اندراوس ان المعركة طويلة لكن شعبنا المناضل سينال حقوقه الوطنية، والمهم اعادة الوحدة الوطنية لانها الورقة الرابحة ليتكمن شعبنا من الحصول على حقوقه.

وعن الرسالة التي يوجهها اندراوس في الاعياد المجية، قال اندراوس: "رسالتنا تقول ان المسيحية الحقيقية شرقية المولد، ولن يستطيع أحد ان يمزق وحدة الشعب العربي الفلسطيني، نحن شعب واحد له تاريخه وحضارته، رسالتنا رسالة محبة وسلام وتسامح، ومن هذا المنطلق يجب أن نستوعب بعضنا ونكون شعب واحد بالفعل وليس فقط بالكلام".

واكد الاب عيسى مصلح، الناطق باسم الكنيسة الارثوذكسية، أن رسالة الكنيسة من بيت لحم ومن مهد السيد المسيح رسالة محبة وسلام للشرق الاوسط ولوطننا فلسطين، وان العهدة العمرية التي تمت بين صفرونيوس والخليفة عمر بن الخطاب، هي اساس هذا تعايش بين المسلمين والمسيحيين ونحن سائرون على هذا الدرب.

وتابع: "آمالنا وأهدافنا واحدة، نعيش تحت سقف واحد، لنا عادات وتقاليد وهذا العيد للجميع، ليعرف الجميع ان أحدا لن يفرقنا، سنبقى على أرضنا وعلى ترابنا حتى نقيم دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس".

وعن الاجراءات التي ستتأخذها الكنيسة لتعزيز أمن رعاياها، أعرب مصلح عن استنكاره لما حدث مؤخرا في كنيسة القديسين بالاسكندرية، وقال: " المسلمون لعبوا دورا كبيرا من خلال الاتصالات وهم مثلنا يرفضوا رفضا تاما ما حدث في العراق ومصر، هذه الاعمال تريد تشتيت العروبة، ونحن مسيحيون ومسلمون سنواجه هذه اليد الآثمة، فخطيئة كبيرة ان نقتل انسان وتكون يد الله غائبة".

وحول التنسيق بين الطوائف خلال الاعياد، أشار مصلح الى وجود تعاون كبير بين الطوائف المسيحية، بحيث يكون لكل كنيسة دور.

النائب في المجلس التشريعي فؤاد كوكالي، تطرق الى اشكالية العلاقة القائمة مع بطريركية الروم الارثوذكس في القدس، مشيرا الى أن هذه الاشكالية هي مع العرب بالقدس والبطريركية حول الحقوق التاريخية، وهذه الاشكالية حسب كوكالي مر عليها سنوات طويلة، ولا تزال هناك جهود لاستعادة الحقوق.

وقال كوكالي: " نطمح لأن يكون هناك بطريرك عربي للكنيسة، فهي الكنيسة الام، فآخر بطريرك عربي للكنيسة كان عام 1839".

وعن سبب عدم وجود بطريرك عربي، أشار كوكالي الى ان أحد الاسباب تعود الى تقلب الحكومات في فلسطين ووجود الاحتلال، فالاحتلال أوجد الكثير من العراقيل، الى جانب غياب البنية التحتية للكنيسة، وهذان العاملان ساهما في هجرة المسيحيين الى الخارج.

كما أعرب كوكالي، عن استنكاره لتفجير الاسكندرية الاخير، واصفا اياه بالصاعقة، ومركزا على ضرورة فتح الافاق لمعرفة ما هو المطلوب، فهناك جهة تريد ان تبقى منطقتنا تعيشش الويلات والصراعات، وهذه الجهة بالتأكيد تغذي المشروع الاستعماري وبالدرجة الاولى اسرائيل.

وأشار كوكالي، الى وجود أومة ثقافية تمس القيم، وهذه الازمة انعكاس لأزمة عالمية، ونوه الى وجود حالة من التردي والرجوع الى الدين بطريقة سلبية تفتقر الى الوعي والنظرة المستقبلية الحقيقية.