الأربعاء: 15/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

أوصلتها طائرة إسرائيلية : هدية الخطوبة صاروخ دمر منزل شقيقين يوم فرحتهم في بيت حانون

نشر بتاريخ: 12/08/2006 ( آخر تحديث: 12/08/2006 الساعة: 17:12 )
غزة -معا- لطالما نغص الاحتلال على الفلسطينيين بترسانته الحربية والعسكرية جميع مناحي حياتهم، فأحيانا تسقط قذائف الدبابات على منازلهم، وتارة تصيبها الرشاشات الثقيلة، والأدهى أن الاحتلال جعل من صواريخ الطائرات الحربية وسيلة أكثر تأثيرا حسب اعتقادهم .

فلم يكن يعرف الشقيقين مجدي وعرفات وابن عمهم أيمن أبو عمشه من بيت حانون أن اليوم الذي حدد لتكون فيه حفلة خطوبتهم ويوم سعدهم الذي طالما انتظروه هو نفس اليوم الذي حدده جيش الاحتلال الإسرائيلي ليرسل تلك الطائرة الحربية والتي بدورها أطلقت ذلك الصاروخ، حيث جعل المنزل الذي تقطنه ست عائلات وأكثر من أربعين فرداً كتلة من الحجارة بعد أن قضى هؤلاء الشبان ليلتهم في تزيين المنزل وناموا وهم يحلمون بما سيحدث في اليوم الجديد وكم ستكون الفرحة التي ستعم الجميع ولكن أنا للفلسطيني ذلك .

هكذا أراد الاحتلال لهؤلاء العرسان فبدلا من أن تدخل الفرحة لقلوبهم دخلت الصواريخ إلى منزلهم فمزقت الجدران، واختفت الزينة المعلقة في المنزل ولم يبقى من الطوابق الأربعة سوى الركام، فاستقر الحزن والأسى في أرجاء المكان وظهر اليأس على كل وجه وفي كل وجدان، ولا حسرة أعظم من تلك التي امتلكت والدة العريسين فهي التي دعت الناس لحضور تلك الخطوبة فرحة متباهية بما جلبته لهم من ذهب وكسوة وما أعدته من حلوى وزينة لكن كل ذلك في كفة وحسرتها على ما أصابهم من تشريد بعد أن كانوا ينعمون بمنزل واسع وضخم يأوي جميع أولادها المتزوجين والعزاب .

أما الوالد محمد فتعابير وجهه تجيب على كل سؤال فعشرات السنوات من العمل داخل إسرائيل أرهقت جسده، وسلبت سنوات شبابه، واضعا جل ما ادخره من ذلك العمل في بناء المنزل لكي يستر فيه أسرته ويزوج أبنائه الثمانية، مجهزاً لهم الشقق وعاملا ما استطاع لكي يسعدهم ويبقيهم إلى جانبه .

ولكن الصواريخ لم تأخذ بذلك فجعلت حلم العائلة في مهب الريح وعلقت مصيرها بالمساعدات الإنسانية ووكالة الغوث والصليب الأحمر بعد أن كانت تعيش بهدوء وطمأنينة .

يقول أبو أمير شقيق صاحب المنزل والذي يسكن بجواره : "عندما وصل الاتصال الهاتفي آمرا بإخلاء المنزل تبدد كل معنى للفرح الذي كنا ننتظره في ذلك اليوم وانقلبت السعادة خوفا ورعباً فكل المنازل في المنطقة متلاصقة والصاروخ لا يرحم والكل تشتت تفكيره وأصبحنا تائهين .

وأضاف خرجنا من منازلناً منتظرين أن تدمر ورأينا ذلك بأم أعيننا ويا لذلك المنظر"

من الجدير ذكره أن قوات الاحتلال دمرت منذ بداية الانتفاضة أكثر من 6000 منزل يسكنها حوالي 59 ألف مواطن قد يكون لكثير منهم قصصا وحكايات أصعب من هذه روي البعض منها والبعض الآخر لم يرى النور بعد .