الإثنين: 29/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الصحافة العبرية عن "غزوة" الجزيرة: رام الله ليست تونس

نشر بتاريخ: 25/01/2011 ( آخر تحديث: 26/01/2011 الساعة: 17:26 )
بيت لحم - ترجمة "معا"- عاشت وسائل الاعلام الاسرائيلي اللحظة بكل خلجاتها فيما يتعلق "بغزوة " قناة الجزيرة على السلطة وعلى القيادة الفلسطينية في رام الله.

فقد خرجت عناوين الصحافة العبرية تحمل الاثارة الكاملة، وللمثال على ذلك وضعت صحيفة "معاريف" على طول الصفحة الاولى صورة لرئيس السلطة وهو عابس الوجه وكتبت تحتها ( الفضيحة ) وهكذا باقي الصحف والاذاعات وقنوات التلفزة التي رأت ان الجزيرة ترمي ان يقود كشف الوثائق الشعب الفلسطيني الى الخروج بتظاهرات فتسقط السلطة مثلما حدث في تونس.

فقد كتبت صحيفة "يديعوت احرونوت" كبرى الصحف العبرية امس عنوانا يقول: "اكبر عملية تسريب وثائق في تاريخ الصراع"، اما صحيفة "هآرتس" وعلى الصفحة الاولى ايضا فتوقعت ان "تهز الجزيرة عرش ابو مازن".

هيئة تحرير "هآرتس" كتبت اليوم ان الوثائق التي تسربت ستعطي الفلسطينيين الفرصة ان يقولوا للعالم ان هناك شريك فلسطيني لكن لا يوجد شريك اسرائيلي، فيما كتب الوف بن مقالة عنوانها "هناك شريك ولكن لا يوجد اتفاق".

وصحيفة "هآرتس" اتهمت احد اقرباء عزمي بشارة بتسريب الوثائق، في حين اتهمت "معاريف "عضو المركزية محمد دحلان، الا ان تفاعل الامور عكسيا في الشارع الفلسطيني اعاد الاعلام الاسرائيلي لتقييم الامور مرة اخرى، وقام مراسل هآرتس افي زخارف بالذهاب الى رام الله للتأكد مما يقرأه على وسائل الاعلام الفلسطيني!!.

وبعد ان امضى نهارا كاملا في مدينة رام الله يرقب حركة الناس وتفاعلات الجمهور في مخيمات اللاجئين خرج اليوم بتقرير كبير مع صور عنوانه: "رام الله ليست تونس".

وجاء في التقرير ان ما خططت له الجزيرة لم ينجح وان ما فعلته كان حملة سياسية كبيرة لكن الجمهور الفلسطيني ليس مثل الجمهور التونسي ولا حتى مثل اللبناني فالناس هنا يراقبون بحذر ما تبثه قناة الجزيرة.

وحسب زخارف فان عابري السبيل الذين التقاهم في رام الله قلقون على مستقبل القدس لكنهم لن يسمحوا لاي كان ان يمس بقناة رئيسهم، بل ان احد قادة حماس قال له انه ورغم ان كشف الوثائق بهذا الشكل يشكل فضيحة الا ان الامر لا يشكل مفاجئة للجمهور الفلسطيني، ويرى صحافيون اسرائيليون ان الجزيرة فشلت في تقليد موقع ويكليكس.

وقد اختلف لسان الصحافة العبرية اليوم بشكل دراماتيكي وعلى عكس عناوين الامس التي كانت تستخدم نفس مصطلحات الجزيرة اخذت تستخدم اليوم مصطلحات اقرب الى مصطلحات السلطة فتقول ( حملة الجزيرة على السلطة ) وما شابه.

وقد خرجت اليوم صحيفة "يديعوت احرونوت" بصورة خارطة للضفة الغربية والقدس تتناول امر الوثائق وكتبت الفلسطينيون والاسرائيليون اتقفوا على تبادل اراضي، وفي هذا الاطار نشرت الصحيفة لاكبر كاتب عندها ( ناحوم برنيع ) مقالة على الصفحة الاولى تقول ان اي اتفاق مهما كان مستقبلا لا بد وان يكون فيه تبادل اراضي ومستحيل ان تأخذ اسرائيل 100% من الحدود وكذلك السلطة.

وقال ناحوم برنيع ان ما حدث كان امتحانا للجبهة الداخلية والشارع الفلسطيني فقد اثبتت الوثائق انه كان هناك رغبة حقيقية عند القيادة الفلسطينية للتوصل لاتفاق سلمي مع اسرائيل، وان ما يكشف يضع الشارع الاسرائيلي والشارع العربي امام سؤال مهم: هل تريدون اتفاقا سلميا مع الاخر ام لا ؟.

وعلى 5 صفحات ملونة تقول "معاريف" ما يمكن تلخيصه: "ان كشف الوثائف سيقود في النهاية الى ان يستفيد ابو مازن منها ويقول للعالم وللجمهور الاسرائيلي: أرأيتم انا كنت فعلا اريد التوصل لاتفاق سلام لكن قيادة اسرائيل هي التي رفضت"!!.

صحيفة "معاريف" اختارت اليوم عنوانا متوترا فكتبت على صورة ملونة على طول الصفحة الاولى: "توتر عالي، وتعلن الشرطة الاسرائيلية الاستنفار تحسبا من انتفاضة في القدس ضد الاحتلال"، وفي عنوان ثاني على الصفحة الاولى: "الجزيرة تواصل اهانة السلطة وتتهم رئيس السلطة بالتنازل عن حق العودة"، وقد افردت صحيفة معاريف 7 صفحات متتالية للحديث عن الموضوع.

اما اذاعة الجيش الاسرائيلي باللغة العبرية، فقد استضافت مراسل صحيفة "هآرتس" افي زخاروف وناصر اللحام رئيس تحرير وكالة "معا" للحديث عن تداعيات الازمة، وقال زخارف في برنامج ( بوكر طوف اسرائيل - صباح الخير اسرائيل ) انه ذهب بنفسه الى رام الله لمعرفة رد الفعل هناك ووجد ان الجزيرة قد فشلت في حملتها ضد رئيس السلطة وان الشارع الفلسطيني انقلب ضد قناة الجزيرة وان رام الله ليست تونس.

اما ناصر اللحام فقال لاذاعة الجيش الاسرائيلي في نفس البرنامج ان الامر لا يخص المفاوضات ولا يخص الرئيس عباس فحسب بل يخص ويمسّ كرامة شعب كامل يجري اتهامه بالتنازل والتواطئ وخدمة الاحتلال. وحين سأله المذيع الاسرائيلي لماذا انت غاضب ؟ قال: اننا كصحافيين وقفنا في وجه قناة الجزيرة ندافع عن كرامة اطفالنا وعن كرامة اللاجئين الصامدين في المخيمان وانه لا داعي ان يأتي مذيع يحصل على راتب 30 الف دولار شهريا ليتحدث لنا عن الجوع، فنحن ابناء المخيمات الذين نعرف ما هو الجوع، وان على كل من يحاول او يفكر ان يتطاول ويهين حذاء طفل فلسطيني صامد ويقاتل في ارض فلسطين ان يفكر مرتين لان هذا الحذاء في الدهيشة وجباليا وبلاطة يحمل احتراما اعلى بكثير مما يحمل زعماء لم يغادروا قصورهم طوال حياتهم.