السبت: 27/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

اسرائيل تطلق سراح حسن نصرالله!

نشر بتاريخ: 22/08/2006 ( آخر تحديث: 22/08/2006 الساعة: 19:11 )
بيت لحم -معا- اطلقت قوات الاحتلال الاسرائيلية يوم امس سراح بائع الخضار اللبناني حسن نصر الله الذي اعتقلته قبل ثلاثة اسابيع خلال عملية انزال نفذتها قوات النخبة في منطقة بعلبك مما شكل حينها فشلا استخباريا .

وجاءت الخطوة الاسرائيلية كخطوة استباقية لقرار قد تصدره المحكمة العليا ردا على استئناف تقدمت به المحامية ليئا تسيمل .

وكشف الالتماس المقدم للمحكمة العليا تفاصيل جديدة تتعلق بعملية الاختطاف التي استهدفت حسن نصر الله " 53 " عاما وهو صاحب محل تجاري لبيع الخضار في مدينة بعلبك واب لثمانية اطفال تعرض احدهم للاختطاف خلال نفس العملية وهو بلال حسن نصر الله "31 "عاما ويعمل مع والده في بيع الخضار اضافة الى زوج اخته احمد صالح ابراهيم عوطه و حسن يونس برجيه الذي يعمل في قصارة المنازل وجارهم محمد جعفري علي ذيب" 44 "عاما ويعمل ميكانيكي سيارات وجميعهم احتموا في منزل حسن نصر الله خشية الغارات الاسرائيلية المستمرة على المدينة.

وعندما دخلت القوات الاسرائيلية المنزل اعتقلت جميع الرجال المتواجدين فيه وقيدتهم وغطت عيونهم وجرتهم في الجبال لمدة ساعة بعيدا عن المنزل حتى وصلوا الى مكان هبوط المروحيات التي حلقت بهم الى اسرائيل .

واكد بلال نصرالله في عريضة الالتماس انه جرى استجوابه لمدة "14" ساعة على يد رجال يرتدون الزي المدني حول نشاطاته المفترضة مع حزب الله الامر الذي نفاه جميع المختطفيين .

واعربت المحامية ليئا تسيمل في عريضة الالتماس عن مخاوفها من ان يكون هدف احتجاز هؤلاء المواطنين استخدامهم كورقة ابتزاز اثناء المفاوضات على اطلاق سراح الاسرى الاسرائيليين لدى حزب الله مؤكدة بان احتجاز رهائن لا يشكلون خطرا امنيا على الدولة يخالف ميثاق جنيف الامر الذي سيعرض الخاطفين لخطر المثول امام محكمة دولية .

ونقلت صحية السفير اللبنانية عن المفرج عنهم تفاصيل عملية الاعتقال وظروفها وتحدث باسمهم بلال نصر الله شارحا ظروف الاختطاف، قائلاً: صباح يوم الثاني من آب وبعد غارات مكثفة للطيران الحربي الصهيوني على الحي الذي كنا نسكن فيه، شعرنا باقتراب التفجيرات وقدرنا أن الأمر اعتيادي، ولكن ما لبثنا أن سمعنا حركة مريبة في الطابق العلوي من البناء الذي كنا فيه كما سمعنا أصوات جنود يتحدثون بالعبرية وفجأة نزلوا الدرج مع أشعة ليزر أبهرت عيوننا وأطلقوا النار داخل الغرفة في عملية إرهابية. فرزوا النساء والأولاد وتقدم الضابط ومعه جهاز كومبيوتر صغير وبدا ان اسمي واسم والدي مدونان أمامه، ثم عمدوا الى تكبيلنا وتعصيب أعيننا مع لكمات على وجوهنا. أخرجونا مع شقيقي الصغير وعمره 13 سنة الى خارج المنزل وساروا بنا الى المرتفعات المجاورة لمنزلنا ولمدة ساعتين.

شعرنا أن القوة المنتشرة في الأرض يتجاوز عددها الخمسماية عنصر كومندوس إسرائيلي. وبعد لحظات من اختطافنا تم ترك شقيقي محمد، وصلنا الى منطقة شمس الطيارة بينما كان الطيران الحربي يغير على المدينة، هبطت أمامنا طائرتان مروحيتان كما هبطت طائرات أخرى في منطقة مجاورة. لم نرها بل سمعنا أصواتها، نقلنا الى أرض فلسطين، واستغرقت العملية حوالى الساعتين وشارف الصبح على الانبلاج، مشينا على أرض رملية قدرنا أنها على الشاطئ وأثناء سيرنا كنا نشعر بالكاميرات تصورنا من خلال الفلاشات الضوئية. ثم نقلنا بسيارات الى المعتقل ووزعنا على غرف منفردة وبدأ التحقيق معنا.

من الأسئلة التي وجهت إلينا لماذا أنتم في إسرائيل؟ أجبنا لا ندري.

أضاف بلال نصر الله: كانوا يتصرفون معنا على أساس أنني ابن أمين عام حزب الله ولكن بعد أن تبين أنهم لم يصلوا الى ما أرادوا حاولوا أن يظهروا الى الداخل الإسرائيلي أنهم حققوا نصرا.

استمر التحقيق حتى المساء ثم نقلونا الى سجن ما بين العفولة والناصرة حسب ما عرفنا من محامية إسرائيلية اسمها ليا تساميل التي بذلت جهدا للقائنا وهي تنتمي الى لجنة حقوق الإنسان.

ولدى سؤاله عما إذا تعرضوا للضرب أثناء التحقيق، قال نصر الله: لم نتعرض للتعذيب الجسدي بل تعرضنا لتعذيب نفسي من خلال إبلاغنا أن لبنان دمر بالكامل.

وقال: نحن لا انتماء حزبياً لنا لكننا نؤيد حركة <أمل> و<حزب الله> واليوم بعد ما عرفنا بالنصر الذي حققته المقاومة نوجه تحية خاصة للسيد حسن نصر الله كما نوجه تحية للرئيس نبيه بري الذي بذل جهدا خاصا للإفراج عنا.

وعن ملابسات الإفراج عنهم، قال: أمس عند الرابعة صباحا أيقظونا من النوم وقالوا لنا أين أغراضكم، علمنا حينها أنه سيتم الإفراج عنا، سلمونا للصليب الأحمر ثم للجيش اللبناني، واليوم نحن مع أهلنا وذلك بفضل وبركة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وإخراجنا من السجن كان معجزة.

وكشف بلال نصر الله أن جنود الاحتلال منعته ومنعت الحاج أحمد العوطة وحسن البرجي من حلق ذقونهم <لإظهارنا أمام الكاميرات أننا إرهابيون>.