الخميس: 09/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

د. جمال نزال: لدينا مشكلة عندها حكومة.. وليس حكومة عندها مشكلة

نشر بتاريخ: 27/08/2006 ( آخر تحديث: 27/08/2006 الساعة: 13:39 )
بيت لحم- معا- إعتبر ناطق بلسان حركة فتح بالضفة الغربية أن حركة حماس "التي أملت مواقفها الحزبية على الحكومة" هي المسؤولة عن انسحاب الدول المانحة من مسؤولياتها النابعة من اتفاقات السلطة مع كل من إسرائيل والولايات المتحدة.

وقال د. جمال نزال في اتصال هاتفي بـ "معا":" صحيح أن السطة أقيمت نتيجة حرب 1982 التي خاضتها منظمة التحرير الفلسطينية ولكنها نشأت بتفاهمات مبرمة مع إسرائيل والولايات المتحدة ومكفولة من قبل الدول الأروبية".

وأضاف "وطوال السنوات كان الدعم الأوروبي للفلسطينيين مرتبط بالتزامنا بالإتفاقات التي وقعناها ومرتبط كذلك بقبول منظمة التحرير للقانون الدولي (أي قرارات الشرعية الدولية التي تحكم علاقات الدول بعضها ببعض).

وقال نزال:" بصعود حماس إلى السلطة كان يمكن أن يتواصل الدعم الأوروبي وتمويل المشاريع والضغط على إسرائيل لتقديم تنازلات لنا, لولا أن حكومتنا سحبت اعترافها بالشرعية الدولية وأدارت ظهرها للإتفاقات المبرمة مع إسرائيل وتسبب ذلك بأن جعلت إسرائيل نفسها في حل من التقيد بالخطوط الحمراء, فقامت باعتقال الحكومة وشطبت حصانة النواب وانسحبت هي أيضا من التزاماتها وتوقفت عن سداد مستحقات الضرائب للسلطة الوطنية, وكل ذلك يهدد بتدمير السلطة ومسح العنوان السياسي الفلسطيني عن الخارطة ويلغي أي فرص للحديث في السلام".

وأضاف نزال "أن حماس لم تكن تعترف بالسلطة إلى أن تسلمت مقاليد إدارتها واعتبر أنها مطالبة اليوم بالمزيد من الحرص على بقاء السلطة الفلسطينية بدل تعريضها للفناء والبوار".

وأضاف نزال بالقول إنه سيكون على الحكومة أن تختار بين التمسك بالكرسي وإلحاق المزيد من التدمير بحياة المجتمع الفلسطيني وهدر فرص تطوير أفراده الذين بات أغلبهم بلا معاش.

واعتبر الناطق أن الشعب في غالبيته يدفع ثمنا غاليا لتمسك الحكومة بمواقف لا تعبر عن تطلعاته في السلام العادل والدولة المستقلة, منوها إلى أن كل صعد الحياة في الديار الفلسطينية قد شهدت تراجعات وانهيارات قياسية تحت هذه الحكومة التي تدخل التاريخ كأسوأ حكومة في تاريخ فلسطين.

وعند سؤاله عما إن كان أمام حركة حماس خيارا ثالثا قال د. نزال: "نتمنى أن تنتهز حركة حماس وجودها في الحكومة بعد عشرين عاما من تأسيسها لتجديد قراءتها للواقع المحلي والإقليمي والدولي وأن تكرس خلاصات هذه القراءة في برنامجها السياسي الذي يقوم تقليديا على أسس ومنطلقات نظرية وجملة مبادئ نحترمها.

وقال:" أمام حماس فرصة المرور السليم في طور تطور طبيعي يميز مسيرة المعارضة عندما تصل إلى الحكم. لكن هناك مشكلة أن قيادة حماس في الخارج محرومة من المرور بتجربة الحكم ومواجهة المشاكل اليومية للمواطن بما يكفل إنضاج نظرتها للواقع المحلي. وهذا ما يفسر وجود تباين في الرؤى بين حماس الداخل وحماس الخارج حتى وإن لم يطف إلى السطح. منظمة التحرير عانت في السابق من هذه المشكلة لكنها تغلبت عليها إذ نقلت مركز القرار والرئاسة إلى الداخل فرجحت كفة الجناح الأقرب للسكان المحليين. أما عند حماس فالقرار بيد قيادتها المقيمة خارج فلسطين, وهذا يخلق صعوبات وعوائق لهم وللجميع ويؤخر مسيرة الحوار الوطني".