السبت: 27/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

عملية نتانيا بين التهدئة والتصعيد

نشر بتاريخ: 14/07/2005 ( آخر تحديث: 14/07/2005 الساعة: 13:36 )
محاولة لقراءة هادئة / بقلم رشيد شاهين
....... مقاومة الاحتلال ، اي احتلال ، هي بدون ادنى شك عملية مشروعة بكل المعايير ، وقد كفلت ذلك كل القوانين والمعاهدات الدولية وكذلك الشرائع السماوية ، وقد مارست كل شعوب الدنيا هذا الحق منذ فجر التاريخ وحتى آخر احتلال في العصر الحديث وهو في العراق الان ، ليس ثمة اختلاف اذا, حول حق الشعوب في مقارعة الاحتلال بكل الطرق التي تراها هذه الشعوب مناسبة, وقد تمارس جميع انواع المقاومة في آن معاً ، او قد تلجأ الى ممارسة نوع محدد من المقاومة دون اسلوب آخر ، وقد يكون هذا الاسلوب, هو العسكري فقط, لكن وفي كل التجارب التاريخية وكل الثورات التي خبرنا او تعلمنا او درسنا ، فإن عمليات التهدئة او الهدنة كانت موجودة ، وهذا ينسحب على التجارب الانسانية كلها كما ذكرنا ، ومن ضمن تلك التجارب تجربة محمد الرسول العربي الامي ، ان الاعلان عن اتفاقية هنا او هدنة هناك ، صلح هنا او تهدئه هناك ليس شيئاً جديداً ولا غريباً, ونحن وبما اننا جزء من هذا العالم (( حسب علمنا حتى هذه اللحظة )) فإننا لا نختلف عن كل شعوب الدنيا, لاننا كذلك شعب من شعوب الارض ولسنا شعب من كوكب آخر ..... اتفاق الفصائل او اعلان الفصائل المقاومة منها وغير المقاومة (( هناك فصائل تلتزم بالهدنه غير المعلنه مع اسرائيل منذ عشرات السنين انضمت الى الاعلان )) بالتهدئه من جانب واحد ليس مسبه ولا شتيمه في جبين الشعب الفلسطيني, فهو جزء من هذا الكوكب - على حد علمنا كما قلنا - وهو يمارس شيئاً مورس في كل تجارب التاريخ .... لقد جرب الشعب الفسطيني وعلى مدى عقود طويلة مواجهة الاحتلال والاغتصاب الاسرائيلي ، ولم يستكن يوماً ولم يمل ، وقد ارتكبت بحقه كل انواع المجازر العسكرية والسياسية ، وذبح على مدى اعوام طويله من وريده الى وريده بكل انواع السكاكين, العربية والاجنبية والاسرائيلية, واحياناً سكاكين ابنائه ولا يزال صامداً يقاوم ، السؤال المطروح هو ، ما المانع ان تحافظ الفصائل المقاومة " حقيقة " على التهدئه لمدة عام مثلاً ، اسرائيل ، تمارس القتل اليومي ، والاباده ، والمصادره ، والارهاب ، وهدم البيوت ، والاغلاق والمضايقه، والاغتيالات ...... الخ ، سواء التزمت الفصائل بالهدنه ام لم تلتزم ، هذا معروف ، لكن ما المانع ان تلتزم الفصائل المقاومة كافة بهدنه لمدة سنة كامله على سبيل التجربه ، وبعدئذ تكون هناك جلسة للمصارحة بينها (( داخلية ومع ابناء شعبها ، ومع عربانها وغربانها، جلسة تقييمية امام ضميرها وضمير شعبها وضمير العالم, اذا كان ثمة بقية من هذا الضمير لدى العالم ، وبعد ذلك يتم تقرير ما العمل ، الشعب الفلسطيني ، الفصائل الفلسطينية ، لم تمارس التهدئه في السابق لفترات طويله ، ولهذا فإن هناك نوع من الحراك والتساؤل الداخلي سواء العلني او الخفي,هذا الحراك وهذا التساؤل يقول, يا جماعة, فلنجرب التهدئه على مدار حول كامل ، ما المانع .....
..... اسرائيل ورغم ذلك ستمارس القتل, والهدم وووو...الخ، سواء التزمنا ام لم نلتزم هذا معروف للعالم ، القاصي والداني ، لكن فلنجرب ، وبعدئذ لن يكون هناك من يستطيع ان يقول اننا شعب أحول أو أعور ......