الأحد: 19/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

ابو رحمة يتحرر من قبضة الاحتلال بعد عام ونصف من الاعتقال

نشر بتاريخ: 14/03/2011 ( آخر تحديث: 15/03/2011 الساعة: 08:53 )
رام الله -معا- أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي اليوم عن منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بلعين عبد الله أبو رحمة، بعد اعتقال دام ستة عشر شهرا، أمضاها في سجن عوفر العسكري. وكان من المفترض أن يطلق سراح أبو رحمة أمس الأحد، إلا أن سلطات الاحتلال أرجأت ذلك إلى اليوم.

وكان في استقبال أبو رحمة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح د. نبيل شعث، ومدير المركز الإعلامي الحكومي د. غسان الخطيب، ورئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس ، وزباد ابوعين وكيل وزارة شؤون الاسرى والمحررين، وهشام ابو ريا عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية، وممثلي الفصائل والقوى الوطنية، ونشطاء المقاومة الشعبية، وأصدقاء الأسير ، وحشد كبير من أهالي قرية بلعين، الذين رفعوا الأعلام الفلسطينية ، وريات صفراء للأسير القائد مروان البروغوثي.

وأستقبل أهالي قرية بلعين الأسير أبورحمه باحتفال مهيب جدا وتوجه الى أسرة الشهيدين باسم وجواهر أبورحمة.

واكد الأسير المحرر عبدالله أبورحمه في المؤتمر الصحفي على مدخل سجن عوفر المركزي امتزاج مشاعره في هذه اللحظات ما بين سعادة تغمره بعد أن منَّ الله عليه بالحرية لاحتضن الوطن وبين هذه السعادة المشوبة بغصة في حلقة المظللة بالألم الناجم عن وجود اخوة لي ورائي ما زالوا خلف القضبان، عشت معهم اجمل اللحظات رغم سياسة القهر الذي يفرضها السجّان علينا".

وتمنى ابو رحمة أن تعم هذه الفرحة على جميع الاسرى واهاليهم دون استثناء، وقال "من هنا ابعث بتحية اجلال واكبار الى جميع الاسرى واخص منهم عمداء الاسرى وعلى رأسهم الاخوة نائل وفخري البرغوثي واكرم منصور وكريم يونس وفؤاد الرازم ورافع كراجة، وكذلك الى رموز الحركة الاسيرة القادة مروان البرغوثي واحمد سعدات ومحمود ضمرة ابو العوض، وفي هذا المقام لا ننسى اخواتنا الاسيرات الماجدات، وكذلك اشبال الثورة اطفالنا البواسل، ولا ننسى الاسرى المعزولين والمرضى والاداريين الحالة الانسانية الاكثر جراحا وألما، واسرى قطاع غزة الذين يمرون بظروف صعبة بسبب منعهم من الزيارة منذ خمس سنوات واكثر".

وقال:" إن ما يتعرض إليه الاسرى من انتهاكات يومية من خلال مداهمات الادارة لغرفهم واقسامهم والعبث في ممتلكاتهم والاعتداء عليهم وحرمانهم من الزيارات والكانتينة وعدم توفير العلاج المناسب للمرضى منهم، وعقابهم على أتفه الاسباب وعزلهم في زنازين انفرادية واستخدام التفتيش العاري وقمع كل من يقف في وجههم، ان هذه السياسة تعتبر انتهاكا صارخا لحقوق الاسرى تدفعنا الى استنهاض مؤسسات حقوق الانسان والصليب الاحمر لوقف مثل هذه الممارسات ويتطلب منا جميعا مضاعفة جهودنا لجعل قضية الاسرى ضمن اولوياتنا، وان تكون ضمن القضايا الرئيسية خلال اي عملية للمفاوضات، وان نبرز قضيتهم خلال الاعلام المحلي والدولي".

كما شدد ابو رحمه على اهمية تجنيد اكبر عدد ممكن من المناصرين والمدافعين عن الاسرى وفي كافة المحافل الدولية، مشيدا على ما تقوم به وزارة شؤون الاسرى ونادي الاسير الفلسطيني من جهود لتدويل قضية الاسرى والتي تمثلت بمؤتمر الجزائر والمغرب ومؤتمر جنيف، بالاضافة لجهودهم لجعل قضية الاسرى قضية شعبية جماهيرية من الدرجة الاولى، وتمثل ذلك من خلال حملة اكتب رسالة، وزراعة شجرة لكل اسير تخليدا لصمودهم، ودفاعا عن الارض التي سعوا دوما لتخضيرها وتحريرها، اضافة لما قامت به من تحسين لاوضاع الاسرى المادية والمعنوية من خلال القانون الذي ينص على رفع مستوى مستحقات الاسرى والزيارات الميدانية لأسرهم، إن الاسرى يثمنون ذلك ولكن تبقى رسالتهم الاهم هي حريتهم ومعالجة المشاكل الداخلية، ونبذ الخلاف والانقسام والوقوف خلف قيادة واحدة والتمسك بالثوابت الوطنية .

واضاف "يجب النظر لقضية الاسرى بأنها الاكثر انسانية في صراعنا الحالي مع الاحتلال، ويتوجب علينا تحويلها لقضية رأي عام وطني وعالمي، من خلال جذب التعاطف الشعبي والرسمي والعالمي معها، وهي في جوهرها تمسُ الاحساس والمشاعر الانسانية، وبقائها على حالها منافي للقيم والمبادئ والاخلاق البشرية، بحيث إن بقاء الاف العائلات والامهات فاقدون لابنائهم امر في غاية الالم، وكذلك فقدان الاف الابناء لابائهم امر في غاية المرارة، وإن دخول مئات الاسرى الفلسطينيين في عقدهم الرابع في سجون الاحتلال حالة شاذة وفي غاية القسوة، حيث يبالغ الاحتلال في اجرامه وعقابه لكل من يقاومه ويرفضه .

وشدد على إنَّ ما يتعرض إليه شعبنا من انتهاكات صارخة وبصورة يومية من خلال استمرار مصادرة الاراضي وبناء المستوطنات والجدار فوقها وسرقة المياه من جوفها، وعزل القدس ومصادرة وهدم البيوت والاعتداء على المقدسات وتهويدها، ووضع الحواجز والبوابات التي تمس بوحدتنا الجغرافية وتقسم الوطن إلى أشلاء، والاعتداء على الانسان الفلسطيني من قتل واعتقال، وعدم الجدية في الوصول إلى حل من اجل انجاح السلام، اضافة الى حصار شعبنا في القطاع، يدفعنا الى استخدام كافة الطرق المشروعة لمقاومة هذا الاحتلال، فما دام هناك احتلال جاثم على ارضنا فمن حقنا مقاومة هذا الاحتلال، وخلال هذه الظروف التي يتعرض إليها وطننا الكبير ( الوطن العربي ) والتي كان للجماهير دور بارز في احداث الثورة والتغيير، فإننا بحاجة ماسة الى هبة جماهيرية شعبية على غرارها وغرار ما حصل في انتفاضة عام 87 والتي كان لها الدور الايجابي في احياء قضيتنا والنهوض بها رغم ما كان يحاك من مؤامرات ضدها، مع الاخذ بجدية وبعين الاعتبار بأن الامكانيات التقنية والثورة التكنولوجية مساعدة لمثل هذه الانتفاضة، ووسائل الاتصال والاعلام والمفاهيم الدولية الحديثة الداعمة لحقوق الانسان والمرأة والطفل، ومبادئ الحرية والديمقراطية والمساواة والعدل، ونبذ الظلم والفساد والاستبداد والديكتاتورية والاحتلال العنصري والتمييز، وأن تكون تلك الهبة بمشاركة دولية واسرائيلية من انصار السلام والعدالة والمبادئ الانسانية .

واضاف في المقابل لابد من العمل وبصورة جدية من اجل انهاء الخلاف والعودة بصورة سريعة الى طاولة الحوار، فقد حان الوقت ليلتئم الجرح الفلسطيني تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية التي تتسع للجميع لتشمل كافة ألوان الطيف الفلسطيني، لنصل بعد ذلك الى انتخابات رئاسية وتشريعية ومحلية، نعود خلالها الى صوت الجماهير لتوحيد جهودها في مواجهة عددنا الاكبر .

واشاد بموقف الرئيس محمود عباس فيما يتعلق بتجميده للمفاوضات مع الجانب الاسرائيلي في ظل استمرار الاستيطان، وموقفه الثابت بالذهاب لمجلس الامن رغم محاولات الادارة الامريكية ثنيه مستخدمة كافة الوسائل، في مشهد واضح يدل على مدى حرص القيادة الفلسطينية على الحقوق والثوابت الوطنية وبعيدا عن المصالح الفئوية، وفي نفس السياق مدينا الفيتو الامريكي الذي يؤكد انحيازه مرة اخرى للاحتلال داعين القيادة الفلسطينية للسير قدماً من اجل الوصول للجمعية العمومية للامم المتحدة لانتزاع قرار من هناك يدين اسرائيل واستيطانها غير الشرعي.

واشار ابو رحمة الى الاحتفال بالذكرى السادسة لانطلاقة المقاومة الشعبية في بلعين، والتي هي امتداد للمقاومة الشعبية المنطلقة في عام 87، وفي هذه المناسبة "انحني احتراما لكل المواقع الصامدة والمدافعة عن الارض، والمقاومة لبناء الاستيطان والجدار وهدم البيوت، في النبي صالح والمعصرة ودير لغصون وبلعين، في بيت أمر والشيخ جراح وسلوان ونابلس ونعلين، في الخليل وقلقيلية والاغوار وسلفيت وبورين، في بدرس وبدو والولجة وطولكرم وجنين، هذه المواقع التي عبرت باصرارها وبقوة ارادتها على قدرتها على مقاومة اقوى جيوش العالم بصدورها العارية متسلحة بحقها في الوجود على ارضها، مقدمة ارواح ابنائها في سبيل الدفاع عن ارضها، حيث لم تفرق آلة القمع الاسرائيلية بين صغير وكبير وبين رجل وامرأة، فالشهيد الطفل احمد حسام موسى، والشهيدة جواهر ابو رحمة خير دليل على ذلك ".

واشار الى ما قدمته تلك المواقع من الاف الجرحى، ومئات الاسرى، وخص بالذكر ما يقوم به الاحتلال من اعتقال بصورة يومية في بيت امر والنبي صالح وبلعين ونعلين، حيث يستهدف نشطاء المقاومة الشعبية فيها كما حصل اخيرا مع ناجي التميمي، وكذلك الاطفال، ويمارس ابشع انواع التعذيب بحقهم منتهكا كافة الحقوق الانسانية ومستقلا براءة الطفولة العفوية، ويحرمهم من مدارسهم وكتبهم واخوانهم واهلهم والطفلان اسلام ايوب ومحمود سمارة مثال على ذلك، لهذا لابد من تحرك منظمات حقوق الانسان والمدافعة عن الاطفال من اجل الافراج الفوري عنهم وعن ما يزيد عن 300 طفل اخر من عمرهم بل على العكس يجب محاكمة سجانيهم .

واشاد بموافق الرئيس ابو مازن، و رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض، اللجنة التنفيذية ل م.ت.ف ، واعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري لحركة فتح، الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة وعلى رأسها محمد بركة، وممثلي الفصائل والقوى الوطنية، مفوضية العلاقات الدولية وعلى رأسها نبيل شعث، وزير شؤون الاسرى ونادي الاسير الفلسطيني، وزير شؤون الجدار، محافظ رام الله والبيرة، اقليم فتح في رام الله والبيرة، كاترين اشتون – وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي، كما اشاد بموقف منظمة هيومان رايتس ووتش ممثلة في المديرة التنفيذية لقسم الشرق الاوسط وشمال افريقيا السيدة سارة لياوتيسن ، منظمة العفو الدولية ممثلة في مدير برنامج الشرق الاوسط وشمال افريقيا مالكوم سمارت، مجموعة الحكماء، القنصل البريطاني فنسنت فين، قناصل ودبلوماسيين اوروبا، المتضامنين الدوليين والاسرائيليين ، اللجان الشعبية لمقاومة الجدار في بلعين ونعلين والمعصرة والنبي صالح وسلوان والشيخ جراح وبيت امر، اخيرا اشكرا اهالي قريتي".