السبت: 20/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

شابان من القسام في بيت حانون يسمعان صراخ جنود الاحتلال لحي باكمله

نشر بتاريخ: 03/09/2006 ( آخر تحديث: 03/09/2006 الساعة: 13:12 )
غزة- معا- الكتير من الناس يحملون السلاح والعديد منهم يقول انه مقاتل, لكن من النادر ان نجد من يجرؤ على ما فعله "يونس ابو الفيته" و" محمود الترابين" في اوائل العشرينات من عمريهما من كتائب القسام في بيت حانون عندما خاضا معركة شرسة دارت رحاها في بيوت متلاصقة من الصفيح.

اكثر من مئة جندي من القوات الخاصة الاسرائيلية زحفوا تحت جنح الظلام نحو ذلك المنزل المكون من مجموعة جدران يغطيها عدة الواح من الصفيح والذي يجاور بيارة تؤدي الى الحدود, معتقدين انها ستكون عملية سهلة وسيعودون خلال دقائق ومعهم ذلك المطلوب.

لم يكن يعلم الجنود ان بداخل المنزل اسدين ينتظران فريستهما متكلين على الله وما معهما من رصاص وقنابل مصممين على القتال حتى النصر او الشهادة, وبمجرد ان رصد هذين الشابين جنود الاحتلال بجوار المنزل حتى بدءا باطلاق النار بكثافة والقاء القنابل اليدوية عليهم لاكثر من ساعة.

صدم جنود الاحتلال بهذه المقاومة العنيفة وهذه الجرأة العالية في المواجهة فاخذوا بالصراخ القوي وسط اطلاق النار مستنجدين بالطائرات والدبابات تائهين مرتبكين, يطلقوا النار على كل شيء واي شيء حيث قتلوا عجوزا ونجله واصابوا ابنتيه ولكن رصاص المقاومين لم يصمت الا بعد ان انتهت تلك الرصاصات التي صمدت كثيرا وبالتاكيد جرحت العديد من الجنود.

فعندما عجزت القوات الخاصة عن مداهمة المنزل استعانت بعشرات الدبابات والعديد من الطائرات التي ما لبثت ان اطلقت صاروخين داخل منزل الشابين ظانيين ان ذلك سيجعلهم يستسلمون ولكن قوة العزيمة كانت اقوى من الصواريخ والعناية الالهية حمت الشابين من شظايا الصواريخ ولم يقدر لهما ان يستشهدا.

وبقوة الدبابات اقتحم الجنود المنزل ولكنهم تفاجأوا من عدم وجود الشابين بداخله مما زاد من رعبهم وخوفهم, فاخذوا اخوته واصابوا والده في قدمه لكي يعترفوا بمكانه فلم يحصلوا على شيئ فخاف جنود المشاة ان يقتحموا المنازل المجاورة بحثا عنهما متاكدين ان الموت برصاصهما سيكون امرا محتوما.

لاكثر من سبع ساعات محاصرة لتلك المنازل الضعيفة, لم يجد الاحتلال حلا الا تجريفها حتى يصلوا الى هدفهم الذي عقدهم فاخرجوا سكانها واعصبوا اعينهم ووضعوهم في منزل واحد لكي يستبيحوا المنازل.

دخلت الجرافات فبدات بمسح المنازل عن وجه الارض دون ان يخرج اصحابها منها شيئا, فقتلت تلك الاليات مافي المنازل من اغنام وحمام وخيول غير مبالية بضعفها وقلة حيلتها.

انتهت الرصاصات وانتهت القنابل فلم يجد يونس ومحمود امامهما الا جرافة تقترب من مخبأهما فخرج يونس رافعا راسه وليس يديه متجها نحو جنود الاحتلال حيث كان مصابا بعيار ناري في ظهره فتفاجأ الجنود واخذوا يصيحون عليه برفع يديه وخلع ملابسه ولكنه كان يقول لهم:" لم اعرف انكم جبناء الى هذا الحد" واخذ بتكرار تلك الكلمات حتى بدأ الجنود بضربه وهو ما يزال واقفا كانه صخرة غير مبالية بما تتلقاه من ضربات.

يقول عمران الكفارنة:" بعد ان اعتقل الجنود المجاهد يونس سمع والدي احد الضباط يقول بالعبرية: لم ارى في حياتي شخصا كهذا".

وهكذا اعتقل يونس وصديقه محمود بعد ان اعطوا العالم دروسا في القتال والجهاد والمثابرة وهكذا واجه مقاتلين فقط اكثر من مئة جندي وعشرون دبابة والعديد من الطائرات طوال سبع ساعات حتى انتهت ذخيرتهم فما بالكم لو انه لدينا الف فقط كيونس كم نريد من الساعات لكي ننتصر على الاحتلال.