الأربعاء: 15/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

صحيفة هآرتس .. الجهاز التعليمي ينهار في حين مدارس حماس تزدهر وتوفر حاسوبا لكل طالب في مدارسها

نشر بتاريخ: 07/09/2006 ( آخر تحديث: 07/09/2006 الساعة: 23:17 )
بيت لحم- معا- نشرت صحيفة" هآرتس" العبرية موضوعاً كبيراً وعلى صورة ملونة على الصفحة الاولى تحت عنوان " جهاز التعليم الفلسطيني ينهار ولكن مؤسسات حماس التعليمية لم تصلها الضائقة ".

وعلى صورة ملونة لطالبات في الصفوف الأساسية ولباس خاص موحد بمدرسة دار الأرقم بمدينة غزة قال التقرير " في مدارس حماس يوجد لكل تلميذ فلسطيني جهاز حاسوب".

ويواصل التقرير الذي كتبه محرر الشؤون الفلسطينية في الصحيفة آفي زخاروف يقول : "في العاشرة صباحاً رن جرس المدرسة، فخرج مئات تلاميذ مدرسة دار الأرقم الى النزهة وتدفقوا بإنتظام الى الباحة، من دون صراخ تقريباً، ورغم أنه وكل عدة ثوان يسمع الناس صوت إنفجار، فيعتقدون أنه قذيفة إسرائيلية أو انه صاروخ فلسطيني إلا أنه يتضح لاحقاً ان ولداً فجر كيس نايلون ..

وفي المدرسة الموجودة شمال قطاع غزة يمكن أن تشاهد صور المؤسس للمدرسة " الزعيم الروحي لحركة حماس الشيخ أحمد ياسين وهي الصورة الوحيدة المعلقة على جدران مليئة بصور الورود الزاهية دون أية صور سياسية أو حربية مع إسرائيل، هناك علم إسلامي أخضر يرفرف فوق بناية المدرسة يدلّ على ولاء المدرسة السياسي ..

والمدرسة توحي بمكان فاخر، وتقريباً لا مجال لمقارنتها مع المدارس الأخرى في قطاع غزة، وهناك عدة مئات من التلاميذ والتلميذات في صفوف أول وحتى صف تاسع يتعلمون فيها، الاولاد يلبسون قمصاناً مع زراير بلون أزرق فاتح وتذكرنا بالمشاركين بحفلة كوكتيل، أما البنات فيرتدون مراييل طويلة مع حجاب على الرأس ..

والمدرسة تعمل منذ 3 سنوات بترخيص من السلطة الفلسطينية أي منذ أيام سلطة فتح، وتعتبر من أهم مشاريع التعليم التجريبي والتي تنال إعجاب الناس في غزة، وبالأساس وسط أولياء الأمور، وتمويلها يأتي من دول الخليج ومن لجان الصدقة المحسوبة على حماس، ولكن وبإختلاف السنوات السابقة، صار يجب على أولياء الأمور أن يدفعوا للمدرسة مقابل تعليم أولادهم .

وفي بادىء الأمر لم يكن مرحباً بطاقم اسرائيلي في المدرسة، والمدرسات ومعظمهن يغطين وجوههن ، تنظرن إلينا بريبة ، ولكن بعد مرور الوقت جاءت الأوامر من الإدارة لكي يتعاون المدرسون معنا ..

مجموعة من الاولاد تجمعوا حول المصور، واحد منهم كان خالد لولو وعمره 6 سنوات، ابتسم للكاميرا، أي انه قبل 4 أيام فقط دخل الأول إبتدائي، وهو سعيد جداً بوجود إسمه على قميصه .

المشرف محمد نوفل سألنا : " بأي حق إسرائيل تقصف مدرسة ؟؟ " وكان يقصد قصف إسرائيل لفرع مدرسة دار الأرقم في حي التفاح " إسرائيل قصفت هناك 3 مرات مع أنها مدرسة للممتازين، أنظر الى مدرستنا، هنا لا يوجد تدافع ولا مثلا شجارات ولن تجدوا هنا أية إضرابات ولا فرق للنظام تجدون في مدارس الحكومة، شوف النظافة هنا " ..

ونظرة واحدة للساحة تثبت صحة أقوال المشرف عن المدرسة ويعمل التلاميذ على تجميع ورفع أية شوائب تقع على الارض، ويضيف المشرف :" نحن نوفر لكل تلميذ هنا كمبيوتر وهنا يوجد مختبرات راقية ومتطورة " .. وأنا أسأله : المهم كيف يستخدمون هذه المختبرات ؟.

فيبتسم ويرد :" أرجوك ، تفضل وشاهد بعينك لا يوجد هنا أية أسلحة في البناية وكل شيء هنا تحت إشراف وزارة التعليم " .

والمنهاج التعليمي في مدرسة دار الارقم لا يختلف تقريباً عن منهاج الدراسي الحكومي ولكن هناك فرق واحد كما يقول نوفل:" اولادانا يحصلون على دروس خصوصية في القران".

وانا اسأله :"المهم ماذا تعلمهم من هذا القران وكيف انتم تفسرون ايات القران؟.

ثم اسأله : وهل تمارسون تمييز سياسي في هذه الدراسة ؟ فيجيب بسرعة "ابداً ولا فرق يميزنا ولد لاسرة من فتح ا ابن عضو حماس او اذا كان والده عميلاً لاسرائيل والمهم هنا العلامات".

وبالمقارنة مع دار الارقم هناك مدرسة حفص في جباليا، الاولاد كانوا يتدافعون على الدرج ولم يبتعدوا الا حين نهرهم استاذ بعصا، وحماس وعدت المدرسة ان ترسل لهم اساتذة متطوعين للتدريس بهدف الاضراب الذي يعتبرونه اضراباً لفتح ، ولحظة نجحت جزئياً حيث يحاول مجموعة اساتذة حماس تدريس 300 تلميذ في كل مدرسة.

مبنى مدرسة حفص كان يبدو مهجوراً والصفوف مرصوصة باكتظاظ ويحاول احد الاولاد فيها ان يتباهى بانه يدرس حروف اللغة الانجليزية ويبدأ بالقول abc ولكنه يتعثر عندما يصل حرفj .

احد التلاميذ يشتكي امامنا "في المدرسة لا يوجد ماء للشرب وهناك قطع للكهرباء " ولكن المعلم ينهرهم ويطلب منهم الاصطفاف طابوراً مثل الجنود ويعد واحد اثنين، لليمين لليسار در ولكن عدد من الطلبة يقوم بالفوضى ونسمع صوت انفجارات ، وليتضح من جديد انها اصوات اكياس النايلون التي ينفخونها ويفجرونها.