الإثنين: 13/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

أطفال في غزة... لا مكان للقمة العيش إلا من "فم الموت"

نشر بتاريخ: 23/04/2011 ( آخر تحديث: 24/10/2011 الساعة: 09:32 )
غزة - تقرير معا- منذ أربع سنوات وسامر "18 عاما" وشقيقه الأصغر "16" عاما يتشاركان العمل في الأنفاق لإعالة أسرتهم المكونة من 11 فردا في ظل وضع اقتصادي حكم على كثير من الناس بالفقر.

سامر ترك المدرسة مبكرا بعد أن ضاقت الحالة الاقتصادية بأسرته واضطر إلى البحث عن مصدر رزق لإخوته الأصغر منه فكان يعمل ليل نهار في الأنفاق إلى أن تغير الحال اليوم بعد أن فتحت المعابر.

سامر واحد من الذين تحدث عنه صندوق الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" في تقرير أصدره حول أوضاع الأطفال الفلسطينيين في قطاع غزة والذي اشار الى أن الأطفال دون سن 18 هم الشريحة الاجتماعية الأكثر عرضة للفقر في القطاع.

وفي حديثه مع مراسلة "معا" هدية الغول قال سامر :" معظم الخريجين يعيشون حالة من البطالة فكيف بشاب لم يكمل تعليمه... لا أجد إلا العمل في الأنفاق مصدرا لرزقي أعيش من خلالها بحيث احصل في اليوم ما بين 70 إلى 80 شيكلا يوميا".

ويتابع:" الوضع الاقتصادي الذي نعيشه لا يساعد على أن أكمل تعليمي، لذلك لجأت إلى الحدود بحثا عن الرزق" مبينا انه يعمل يومين في الأنفاق حاليا لإدخال اسمنت وحديد ونقل أنابيب الغاز إلى مصر حتى يتم تعبئتها.

وتعتبر عمالة الأطفال في فلسطين ذات أبعاد سياسية واجتماعية واقتصادية حيث أوضحت الجمعية الوطنية للديمقراطية والقانون أن عدد الضحايا الأطفال الذين قتلوا داخل الأنفاق في العام 2009 بلغ 32 منذ بدء العمل في هذه الأنفاق قبل ثلاث.

طريق آخر
عند مفترق السرايا كان احمد ذو الثلاثة عشرة عاما يبيع الحلوى بين السيارات التي كانت تتوقف تباعا على إشارات المرور فكان يتنقل من إشارة إلى أخرى يستجدي السائقين أن يشتروا منه.

اشتريت منه كيسا من الحلوى وعرضت عليه إجراء لقاء صحفي صغير إلا أنه رفض رفضا قاطعا قاطعني:" ما بدي اعمل لقاء أبوي بيضربني" فكان الرفض سيد الموقف وعبثا فعلت وأنا أقنعه بان والده لن يعرف بالمقابلة وبين كلمات الرفض قال انه سيذهب ظهرا للمدرسة لاكمال تعليمه.

وعلى بعد امتار منه كانت الطفلة "س" عشرة اعوام تتنقل بين السيارات وهي ترتدي الزي المدرسي تبيع للسائقين أكياس الحلو مع نبرة استجداء ترافقها وهي تتحدث مع السائقين.

ويشير تقرير الأمم المتحدة إلى انه بالرغم من أن 90% من الأطفال في القطاع يلتحقون بمؤسسات تعليمية إلا أن الأوضاع الاقتصادية تجبرهم على العمل خاصة في أماكن خطيرة مثل الأنفاق المستخدمة للتهريب على الحدود بين قطاع غزة ومصر.

كما يعمل الأطفال الفلسطينيون في جمع الخردة ويبحثون عن قطع معدنية بين انقاض المستوطنات "الإسرائيلية" سابقا وانضم كثير منهم للعمل في جمع "الحصمة" أيضا قرب الحدود ما جعلهم عرضة لإطلاق النار المستمر.