الثلاثاء: 07/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

الاسد في الزاوية الحرجة وفق القراءة الاسرائيلية لاحداث درعا

نشر بتاريخ: 26/04/2011 ( آخر تحديث: 27/04/2011 الساعة: 15:33 )
بيت لحم-معا- رات الصحف العبرية ان النظام السوري وكرسي الرئيس بشار الاسد يهتز وذلك من خلال إرسال الدبابات السورية إلى مدينة درعا والارتفاع غير المسبوق في أعداد قتلى الاحتجاجات.

صحيفة" يديعوت أحرونوت "أفردت مقالها الافتتاحي للحديث عن ارسال الدبابات فرأت فيه دخولا "لنظام بشار إلى المرحلة الحرجة في حرب بقائه"، بما يحمله ذلك من معادلة تقول "إما نحن (المؤسسة العلوية السائدة) أو هم (الشارع)"، حسب الصحيفة.

ويقول كاتب المقال أليكس فيشمان إن "وضع الرئيس الأسد أكثر تعقيدا بكثير مما يبدو للعيان. تصديه الفوري ليس فقط للشارع، بل أولا وقبل كل شيء للنخبة العلوية التي تحيط به. وإذا كان لا بد من أن نكون أكثر تخصيصا: فمع أبناء عائلته، الذين يشعرون بأن ضعفه سيؤدي بهم إلى الضياع".

ويمضي فيشمان قائلا "أمس تم اجتياز الخط. فقد أرسل إلى درعا لواء مدرع ، الأمر الذي يدل على الضائقة التي علق فيها نظام الأسد، الذي اضطر إلى استخدام الجيش النظامي ضد المدنيين".

ويضيف "إذا لم يخرج الأسد من هذه الجولة ويده هي العليا على نحو واضح، فإن القيادة العلوية ستغيره، وستدخل سوريا إلى مرحلة انتقالية مثلما في مصر. أي، حكم انتقالي ضعيف يفعل كل شيء كي يرضي الجماهير حتى تحقيق الإصلاحات أو الانتخابات".

ويختتم فيشمان تقديراته بوضع سيناريو سوري بديل قوامه "إقامة نظام طوارئ عسكري بدون الأسد، يمسك سوريا بقبضة حديدية، وإمكانية ثالثة هي انهيار تام للنظام الحالي، بعده يكون انعدام اليقين، بل وربما الفوضى".

وفي الصحيفة ذاتها، كتب المفاوض الإسرائيلي السابق مع سوريا في محادثات السلام إيتمار رابينوفيتش مقالا رأى فيه أن هنالك تعادلا حتى الآن بين النظام ومعارضيه، وحدد ستة أوجه لانعكاسات الوضع الداخلي السوري المستجد على إسرائيل.

واعتبر رابينوفيتش ما يجري إضعافا للمحور الإيراني بالدرجة الأولى، حيث إن دمشق "حليف وزبون مركزي لإيران"، و"رأس جسر منحها القدرة على الوصول إلى البحر المتوسط"، مضيفا أنه "بينما خدم سقوط مبارك وبن علي طهران، فإن إضعاف الأسد هو من ناحيتها مكسب نقي لإسرائيل".

واعتبر رابيونوفيتش أن الوضع السوري الحالي يضر بحزب الله وحماس حليفيْ سوريا، باعتبار أن دمشق قناة السلاح للأول ومقر للثانية.

أما الوجه الثالث لما يجري –حسب رابينوفيتتش – فيتلخص في غموض هوية البديل عن النظام، فيقول إن الإخوان المسلمين "هم القوة الأكثر تنظيما وحجما في سوريا، ولكن هم أيضا لم ينتعشوا من الضربة التي وجهت إليهم في الثمانينيات".

ويعتبر رابينوفيتش -في رابع وجوه قراءته- أن الأزمة الراهنة ستضعف سوريا لكنها ستؤدي أيضا إلى انعدام الاستقرار الإقليمي، مذكرا بأن "العامل الرئيس لأزمة مايو/أيار 1967 والذي أدى إلى حرب الأيام الستة، كان عدم الاستقرار في سوريا، واستعداد حكامها لاتخاذ خطوات بعيدة المدى تجاه إسرائيل من أجل الإبقاء على حكمهم".

أما الوجه الخامس لهذه القراءة فهو تردد الولايات المتحدة إزاء سوريا، حيث إن واشنطن غير حاسمة في موضوع تغيير النظام وتفضل تشجيعه على إجراء إصلاحات وتقديم تنازلات، وهو ما يعارضه أنصاره بحزم، وتعتبره المعارضة مؤشر ضعف فترفع سقف مطالبها.

أما الوجه الأخير لقراءة رابينوفيتش فيتلخص في انعكاس عدم استقرار سوريا على تسوية أزمة الشرق الأوسط، فيقول بعد قراءة موقفيْ أوروبا وأميركا من المسألة إنه "واضح أن هذه ليست الساعة لاستئناف المحادثات مع الأسد الذي يقاتل في سبيل حياته السياسية، ولكن هذه ساعة جميلة على نحو خاص لاستئناف قناة اتصال معه".

وبدوره كتب الباحث في مركز بيغن/السادات للدراسات الإستراتيجية في جامعة بار إيلان مردخاي كيور مقالين في صحيفة إسرائيل اليوم، أحدهما بعنوان "سيقاتل حتى السوري الأخير".

ويقول كيور في مقاله هذا إن مدينة حماة هي رمز ثورة الإخوان المسلمين في عام 1982، تلك التي قُمعت بوحشية شديدة وبآلاف القتلى. وإرسال الجيش إلى درعا أمس يشير إلى إمكانية أن تكون درعا هي رمز ثورة 2011، والسؤال هو كم من الآلاف سيُقتلون في سوريا إلى أن يبدأ العالم في العمل، مثلما في ليبيا.

ويمضي الكاتب قائلا "لحكومة إسرائيل أقترح: إنزال الأدوية بمظلات من طائرات صغيرة بدون طيار فوق مدن سوريا. هذا استثمار جيد جدا للمستقبل".