الأربعاء: 01/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

النائب قراقع: التجربة السياسية الفلسطينية اثبتت فشل حكم الحزب الواحد

نشر بتاريخ: 16/09/2006 ( آخر تحديث: 16/09/2006 الساعة: 13:40 )
بيت لحم- معا- قال النائب عيسى قراقع ان الاتفاق على حكومة الوحدة الوطنية يعتبر انجازاً فلسطينياً هاماً ومخرجاً وطنياً للخروج من الازمة الداخلية والسياسية التي يمر بها الشعب الفلسطيني.

وأضاف قراقع" ان التجربة السياسية الفلسطينية في ظل السلطة اثبتت فشل حكم الحزب الواحد وان الخصوصية الفلسطينية القائمة على وجود سلطة واستمرار الاحتلال يتطلب حكومة وحدة وطنية تجمع بين كافة القوى الوطنية والاسلامية والمجتمع المدني والقطاع الخاص، لأن الحياة السياسية الفلسطينية تسير في وضع استثنائي وفي مفارقات دقيقة تتراوح ما بين بناء المجتمع الفلسطيني ومؤسساته بشكل حضاري وديمقراطي وما بين استمرار مقاومة الاحتلال وسياساته العدوانية".

واكد قراقع انه لا يمكن في ظل هذه الخصوصية ان يستطع حزب واحد النجاح في الحكم وادارة الشؤون الفلسطينية والحياة العامة، وتجربة عشر سنوات سابقة دليل واضح على ذلك.

واشار قراقع انه لا يوجد في الاراضي الفلسطينية المحتلة احزاب بالمعنى العلمي والموضوعي لمقومات احزاب بل تنظيمات وفصائل مقاومة واطر نضالية جماهيرية وشعبية بما يقتضي الواقع الفلسطيني وان تجربة م.ت.ف كإطار جبهوي جامع للقوى الفلسطينية يحتاج الى تقييم وتفعيل بما يستوعب المتغيرات التي تجري على الساحة الفلسطينية والدولية وقد ثبت ان جميع القوى سواء كانت صغيرة ام كبيرة هي بحاجة الى بعضها البعض في اطار واحد وموحد واي اختلاف مهما كان نوعه يترك صداه واثره على العمل الوطني والاجتماعي والسياسي.

وتمنى قراقع ان لا تكون تركيبة حكومة الوحدة مجرد مصالحة شكلية للفصائل الرئيسية بقدر ما تكون تعبير عن ارادة وطنية وشعبية ذات رؤية استراتيجية على الصعيدين السياسي والداخلي لفك العزلة عن الشعب الفلسطيني وترميم الذات الفلسطينية والقدرة على اتخاذ قرارات واضحة تستند بالاساس الى المصلحة الفلسطينية واحترام وتجسيد القانون.

ودعا الى الابتعاد عن النمط التقليدي في تشكيل حكومة الوحدة وعن الشخوص الذين اساءوا للعمل الفلسطيني في سنوات سابقة، اذ نحن بحاجة الى كفاءات وقدرات خلاقة وليس مجرد التعلق بأسماء.

واشار قراقع ان الافراج عن القائد مروان البرغوثي وسائر القادة السياسيين يعتبر دعماً هاماً للوحدة الوطنية ولحكومة الوحدة وقوة لنظام سياسي جديد في الساحة الفلسطينية.

وأضاف قائلا:" مروان البرغوثي من ابرز الداعين الى الشراكة السياسية وهو يحظى باجماع كافة القوى السياسية والجماهيرية ودعا القيادة السياسية الى اطلاق سراح البرغوثي وزملائه القادة في صفقة التبادل التي تجري المفاوضات بشأنها امثال عبد الرحيم ملوح وركاد سالم وحسن يوسف والوزراء والنواب وحسام خضر وغيرهم".

وأوضح قراقع ان ملف الاسرى لا زال مفتوحا واذا كان هناك عودة للمفاوضات يجب وضع هذا الملف كجزء من الحل السياسي وان على الاسرائيليين ان يدركوا ان استمرار وجود الاسرى في السجون هو عقبة كبيرة امام أي حل عادل لهذا لا بد من جدولة زمنية للافراج عن كافة الاسرى دون استثناء.

فمن غير المعقول الوصول الى تسويات سياسية في ظل استمرار الاعتقالات واحتجاز آلاف الاسرى ويبدو ان القيادة الفلسطينية تحتاج الى ان يترسخ في وعيها السياسي اهمية هذه القضية والكف عن الاستمرار في التعاطي مع هذا الملف بشكل جزئي وبطريقة كأنه معزول عن التفاعلات السياسية فسبب الاعتقالات هو وجود الاحتلال ومقاومة هذا الاحتلال فأسباب الاعتقال سياسية لذا هذا الملف سياسي بالدرجة الاولى وليس ثانوي او فقط جانب انساني بالمعنى الذي يجرده من بعده السياسي.

وتعقيباً على اضراب الموظفين قال قراقع انظر الى موضوع اضراب الموظفين من الجانب السياسي على انه تعبير عن عجز الحكومة الحالية عن الاستجابة لمتطلبات الواقع الفلسطيني وان هناك فرق شاسع بين الامنيات والطموحات وبين التفاصيل اليومية على الارض, فما دمنا قد قبلنا الوصول الى سلطة تقع تحت الاحتلال فآليات العمل واساليبه ستكون مختلفة وتتطلب مرونة وواقعية بما لا يمس الثوابت والحقوق الوطنية الشرعية وهي معادلة ليست سهلة تحتاج الى قدرات كبيرة وفي نفس الوقت أرى أن فشل فتح في انتخابات التشريعي أيضاً هو تعبير عن عدم رضى الناس عن أداء فتح في السلطة مما يؤكد أن الجميع بحاجة الى ائتلاف ووحدة وعدم التفرد بالمصير الفلسطيني بحيث يتحمل الجميع المسؤوليات وفق رؤية وبرنامج يتابع ويحاسب عليه أفراد حكومة الوحدة.

وحول الوضع الداخلي قال قراقع ما زلت أرى أن التدهور الداخلي الذي يمر به شعبنا الفلسطيني أخطر بكثير من ممارسات الاحتلال، لا يوجد أصعب من تآكل الروح الفلسطينية فهي الهزيمة الكبرى ولهذا كم كنا بحاجة الى انطلاقة مختلفة تعيد للروح الفلسطينية قوتها واندفاعها من جديد.

لقد دخلت علينا مصطلحات ومفاهيم جديدة مثل الفلتان الأمني وهو شكل من أشكال تفكك الشعب والمجتمع وحالة من الضياع والاغتراب فمن غير المعقول بعد كل هذه التجربة الفلسطينية منذ أكثر من أربعين عاماً والحافلة بالتضحيات أن نصل الى حالة من الفوضى الداخلية وكأن كل هذه التجربة كانت زوراً وبهتاناً وهو اساءة للتضحيات والشهداء والمناضلين.كنت أتمنى أن يقف قائد ليقول كيف, ويضرب بيد من حديد كل مراكز القوى التي أنشأت هذه الظاهرة لمصالحها الشخصية وغير الشخصية.

وقال من المفترض أن يكون الشعب الفلسطيني هو الطليعة لكل شعوب العالم فهو أغنى شعب فكراً ومقاومة وتضحيات, فمن هو المشبوه الذي يريد أن يعيدنا الى الوراء ألف عام الى القبيلة والثأر والعشيرة والشلل والمحسوبيات.

وفي النهاية الجميع يخسر, البعض يعتقد أن مركز القوى هذا أو ذاك سيحميه للأبد أو يوصله الى مبتغاه.لكن كل من يلجأ الى هذه الأساليب غير القانونية يسقط وبدأ الكثيرون يسقطون فعلاً ووعياً.