الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الجدار حول القدس عملية ترانسفير مصغرة

نشر بتاريخ: 17/07/2005 ( آخر تحديث: 17/07/2005 الساعة: 14:28 )
بقلم ميرون بنفنيستي
هــــــــــآرتــــــــس

ترجمة معا - من بين ردود الافعال التي صدرت بعد عملية نتانيا ، ما يتعلق ببناء الجدار الفاصل في منطقة القدس ، ولقد قالت حركة الجهاد ان العملية جاءت رداً على بناء الجدار حول القدس ، فيما لم يستطع اي من خبراء الامن القول ان منفذ العملية تسلل من منطقة لا يوجد فيها جدار حول القدس ... عند الاخذ بعين الاعتبار الملاحظات المشار اليها ، مع قرار الحكومة بما يتعلق بالقدس ، وما لحق بعشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين أصبحوا فجأة خارج الجدار وبالتالي خارج القدس ، فإن من الصعب التفكير ان الحكومة بعيدة او تحاول ان تنأى بنفسها عن استعدادها للآخرين ودفعهم القيام بأعمال لا تحمد عقباها ، الجدار كان سيتم استكمال بناؤه في كل الاحوال ولم يكن هناك من شيء جديد يتعلق بذلك سوى تلك الاعتراضات المقدمه من 13 عائلة الى المحكمة العليا ، وكذلك البحث عن الذرائع للرد على كل الادانات والتهديد بالمقاطعة من المجتمع الدولي ...... فجأة ، وبدون مقدمات ظهرت الحاجه الملحة للنظر بعطف الى عشرات الآلاف من سكان القدس والذين تأثروا ببناء الجدار ، ايهود اولمرت ، يريد ان يصنع في خمسين يوماً مالم يستطع فعله في اكثر من عشرة سنوات وهو رئيس البلدية ، معتمداً على ما يبدو على الذاكرة المثقوبه للمواطنين خاصة اذا كان هذا له علاقه بالخدمات المقدمة للعرب الفلسطينيين في القدس....... فقط بعد ثلاثة ايام من عرض الخطة والتي من اهم ملامحها اقامة 12 تقاطع تشمل كل الخدمات ، أولمرت ، وشارون ، ونتانياهو، اعتبروا ان تمويل هكذا خطة يجب ان يعتمد على التمويل الدولي خاصة ان التقاطعات تخدم الفلسطنيين ، في البداية يريد ان يحوّطهم بالجدار، وهكذا وبكل سخرية يدعي ان التقاطعات تخدم الفلسطينيين ، هؤلاء الذين تم عملياً سجنهم خلف الجدار ، ان من يريد ان يبين ان لا علاقة له بما يحدث من تصعيد يجب ان يعتمد على مصداقية حقيقية ، ويبدو ان الارقام لا تقبل النقاش ، فلماذا أثار أولمرت رقم 55 الف الذين سيتأثرون سلباً بالجدار ، وحتى لو افترضنا ان هذا الرقم هو صحيح ، فإن هذا الرقم لا يمثل الرقم الحقيقي لكل أولئك الذين تم ايذاءهم عملياً بقرار اقامة الجدار ، ان علينا ان نضيف رقماً آخر وهو 50 الفاً من حملة الهوية الاسرائيلية ، والذين يعيشون في مجتمعات (( فضائية )) في شرق القدس ، ان الجدار يؤثر سلباً على %40 من السكان العرب وحتى هذا الرقم ، فإنه لا يعكس المدى الحقيقي للايذاء الحقيقي ، فالطريق السريع الذي سيقام حول القدس سوف يؤدي الى ايذاء عشرات ان لم يكن مئات الآلاف من الناس ، وهو يهدد قلب المدينة بما في ذلك ولو بصوره غير مباشره ، السكان اليهود ، هذا الجدار الذي من المفروض ان يوفر لهم الحماية ....... صحيح ، وكما قال حايم رامون ، ان الجدار سيجعل من المدينة اكثر (( يهودية )) ويمكن بالتالي رمي السكان العرب منها الى االخارج لان الوضع السياسي قد تغير ، وكذلك بما يتعلق بأوضاعهم الصحية والتعليمية ، فليذهبوا الى السلطة ، والى رئيسها ابومازن .. في الاوضاع الحالية ، وحيث يقدم اليسار المبررات الى اليمين ، هناك فرصة ل (( ترانفسر )) سهل (( والذي لا يمكن تجنبه بسبب الجدار )) قد يتحقق ، وان القدس ستكون اكثر (( يهودية )) وكل ذلك على حساب دمار المجتمع الفلسطيني ، منذ تم ضم القدس ، وبعد كل محاولات كسر ارادة واذلال ابناء القدس ، هناك خطر حقيقي يلوح الان ، حول مستقبل هذا المجتمع ( الفلسطيني) كمجتمع حي وخلاّق ، ما يتم عمله الان ، سوف يحول هذا المجتمع الى مجتمع غاضب عدواني، يجنح الى الانتقام ، ولا يستطيع المجتمع اليهودي ان يتهرب من مسؤولياته تجاه تقويض هذا الشعب والحاجز سوف يمنع من اعادة القدس الى وضعها قبل عام 1967 ، من يستطيع ايقاف الحكومة عن المعني في عينها ؟؟ ربما تستطيع المحكمة العليا الاسرائيلية، او المجتمع الدولي ، او ربما المقدسيين انفسهم الذين لا يستطيعون تحمل كل هذا العار الذي يقف عارياً امام انظارهم .