الأحد: 28/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الشيخ الأسطل : المصالحة بتوحيد الحكم والقرار الفلسطيني

نشر بتاريخ: 06/05/2011 ( آخر تحديث: 06/05/2011 الساعة: 23:22 )
غزة-معا- دعا الرئيس العام للمجلس العلمي للدعوة السلفية بفلسطين الشيخ ياسين الأسطل , اليوم الجمعة , إلى ضرورة وحدانية الأمن التي لا تتم إلا بوحدانية السلاح ، وهي لا تكون إلا بوحدانية اليد التي تحمله ، ويستلزم كذلك وحدانية اللسان المعبر صدقاً عن الوطن والقضية والمسجد والبلدة والأمة كلها .

وطالب الأسطل المبادرة إلى إطلاق الأسر الفلسطيني وإغلاق السجن الفلسطيني إلا من الإثم والآثمين ، مؤكداً في الوقت نفسه أن إنهاء الاحتلال بإنهاء الانقسام ، وإنهاء أسرى الاحتلال بإنهاء أسرى الانقسام ، وذلك كله يكون وعلى وجه السرعة بتوحيد الحكم والمال والقول والقرار الفلسطيني ، فخير البر عاجله.

جاء ذلك خلال أدائه خطبة الجمعة بمسجد الحمد في خان يونس ، قائلاً:"يا لها من ساعةٍ لا كالساعات ، وخطوةٍ لا كالخطوات ، أن يجتمع أطرافُ وأطياف التنوع السياسي الفلسطيني بحمد الله تبارك وتعالى ، وأن يدرك كل فريق منهم أن الخطر الأعظم هو في الافتراق المصحوب بالخصومة ، والاختلاف المشوب بالبغضاء".

وأضاف:"فيبادرون إلى اللقاء ، إخوةً متحابين ، وشركاء متعاونين ، يبدي كلٌ رأيه ، ويطرحُ رؤيته ، ولكنْ عَرْضاً لا فَرْضاً ، فنحن في الحقيقة نركب مركباً واحداً ، ويحيط بنا بحرٌ لجيٌّ ، تتلاطمُ في البحر بنا الأمواج ، فالحمد لله أن انْقَطَعَ اللَّجاج ، وسقط وهاءُ الاحتجاج ، وبان الصبح لذي عينين".

تابع:"لم نَعُدْ نسأل من أين ؟ ، ولا إلى أين ؟ ، فاستقامت بنا الطريق بعد أن أصلحنا من اعوجاجها ، وفُتِحَتِ أقفالُ المـُعْضِلَاتِ بالتوفيق للتوافق والاتفاق بعد انفراجها ، وهذه البدايةُ في سلوك مسالك النصر والتمكين ، فلا نصر إلا بالتمسك بميثاق الحقوق والتماسك محافظين على الجماعة ، ولا تمكين إلا بجميل الاستماع وحسن الطاعة ".

وأردف:"أكرم بكم أيها المجتمعون لصلاح الأحوال ، وسداد الأقوال والأعمال ، وفقتم فتوافقتم واتفقتم ، وعرفتم فأقررتم واعترفتم ، ولزمتم فالتزمتم وقررتم ، وها نحن ننتظر أن يُؤْذِنَنَا النداء فنستجيب ، ونحن معكم بل كهفُكم القريب ،فلننهض قد مضى عهد التشاؤم والتلاوم ، وها هو قد حل بيننا التوادد والتلاحم ".

ولفت الأسطل إلي أن الصلحَ بالأعمال المتوالية لا بالأقوال المتعالية ، فإن الأعينَ إليكم تتطلع ، والآذانَ منكم تَتَسَمَّع ، والقلوبَ بكم تتعلق ، وأنكم أنتم من تحكمون على أنفسكم ، والأمةُ هي العين الساهرة ، كما أنها الحافظة الحفيظة ، واليد المؤتمنةُ الأمينة ، بل هي الميزان الذي به توزنون ، والمقياس الذي به تعرفون ، اقتربوا منها فإنها منكم تقترب ، وتكلموا بها ، فإنها بكم تتكلم ، فإن ابتعدتم عنها ابتعدت عنكم ، وان تنكرتم لها تنكرت لكم ، واعلموا أنكم بها لا أنها بكم ، فإن أحسنتم فلأنفسكم ، وإن أسأتم فعليها ، وليس الوقت وقت الاضطرار ، بل الوقتُ هو وقت الاختيار ، وما اخترتم فهو لكم أو عليكم ، فالأمدُ قريب ، والحكم بعد معلومٌ ، لا جائرٌ ولا مظلوم" .

وأوضح العديد من التبعات التي وصفها بالثقيلة فالأول إن بلادنا وأمتنا في حاجةٍ إلى أن تولي القوي الأمين ، وهو بمثابة الأجير بل هو أجيرٌ يقوم على الشأن المتعلق بما فيه نماؤه وزكاؤه وصلاحه هذا من ناحية ؛ ومن ناحيةٍ أخرى حفظه وأداؤه لأهله كاملاً غير منقوص ، وهذا يحتاج إلى القوة والأمانة ، القوةُ على العمل والخبرةُ به ، والأمانةُ في الحفظ فلا يضيع، وفي الأداء فلا يخون ، وتقديم القوة على الأمانة ، فإذا اجتمعت الصفتان فهذا هو الأولى والأحق ، وإذا لم تكن إلا واحدة فالقوةُ أولى من مجرد الأمانة وحدها ، فربما ضيع الأمين وربما حفظ القوي .

وبين الثاني: فهو أن مسئوليتنا هي بالتضامن والتشارك ، ونحن جميعاً مسئولون عن إمضاء المصالحة والحفاظ عليها وصونها ، والوصول بالأمة وقضيتها إلى بر الأمان ، وبالتالي فنحن جميعاً جسمٌ واحدٌ وموقفنا وقرارنا واحدٌ وإن تنوعت أفكارنا ، واختلفت أساليبنا فيجب أن تتكامل جهودنا ولا تتفاصل ، وهذا الاختلاف الحاصل إنما هو من باب التنوع في الأفكار والتفريع ، لا التضاد في القرار والتقريع.

وفند الثالث: هو الذي يتم به ما سبق ، ولا يمكن أن ننال ما نريد دونه ألا وهو أن يكون ولاؤنا لله عزوجل ورسوله صلى الله عليه وسلم ثم جميع المؤمنين وعلى رأسهم من وليناهم الأمر ، ثم لبلدنا وقضيتنا ، دون عصبية لحزبٍ ولا طائفةٍ ولا جماعةٍ ولا فِرقةٍ ، فإن هذا لا يصح ولا يستقيم ، إذ أنه كان السبب الأعظم لفترة التفرق والانقسام البغيض وعلينا جميعاً هذا الواجبُ العظيم ، فهيا نقومُ في تحقيق المصالحة بالعمل الجاد وبروح الفريق الواحد كالجسم الواحد بل إننا الجسدُ الواحد ، وذلك من باب الإخلاص لله سبحانه والمناصحة لولي الأمر وجماعة المسلمين وسائر المواطنين.

وحذر الشيخ الأسطل من التسويفَ والتعطيل ، والتأخير والتأجيل ، فإن ذلك يُؤَرِّقُ ويزيدُ في الشُّجُون ، ويُؤْلِمُ القلبَ المفتون ، ولنحذر التشكيكَ بالقيلِ ولا بالقال ، وإيانا وضربَ الأشباهَ للرَّيْبِ بالأمثال ، ولنبادر إلى تقديم الأمر الأهم مع عدم الإهمال للمهم ، ولا ننشغل عن أسنى المطالب بسفسافها ، وصراعُنا إنما هو مع الذي اغتصب الأرض واستلب المال ، وشرد وأسر النساء والرجال ، وقتل الشيب والأطفال .