الإثنين: 17/06/2024 بتوقيت القدس الشريف

كتب المحرر السياسي/ "نصر الله اكاديمي".. في مقارعة الخطوب ومقاربة الخصوم !

نشر بتاريخ: 22/09/2006 ( آخر تحديث: 22/09/2006 الساعة: 18:45 )
بيت لحم -معـاً- كتب المحرر السياسي - قطع الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، قول كل خطيب، وهو يتلو على مئات الآلاف من أنصاره الذين جاؤوا من كل أنحاء الوطن المجروح ما وصفه بـ " خطاب النصر الإلهي" .

فظهوره العلني وسط الساحة التي إستهدفت بآلاف الأطنان من القنابل، وبين مئات الآلاف من مناصريه، ينطوي على رسالة كبيرة الدلالة وبالغة الأهمية الى كل من يهمه الأمر داخلياً وإقليمياً ودولياً .

ولعل أكثر ما يلفت الإنتباه في " خطاب نصر الله " التواضع الجم لصانع النصر وتاكيده على الحوار اسلوبا بين كافة القوى والطوائف التي تتشكل منها الفسيفساء اللبنانية ، وهي دعوة تعكس حسا عاليا بالمسؤولية الوطنية وحرصا على المعالجة الهادئة القائمة على الاحترام بين كافة القوى مهما تباينت مواقفهم السياسية واتسعت شقة الخلاف بينهم .

ولم يفت الأمين العام لحزب الله وهو يؤكد ان الحزب بات اليوم أكثر قوة، ومضاء مما كان عليه قبل الثاني عشر من تموز الماضي،يوم وقوع العدوان على لبنان إن يؤكد ان سلاح حزب الله ليس سلاحاً طائفياً بل هو سلاح لجميع اللبنانيين وانه لن يبقى الى الأبد، حتى تستطيع الدولة اللبنانية بسط سيادتها وإقامة الدولة القوية العادلة .

" لبنان بات دولة عظمى بكم " بهذه العبارة خاطب نصرالله مناصريه، وهو يعرب عن إعتزازه بصمود اللبنانيين جميع اللبنانيين ، وهو صمود كان بمثابة الحاضنة للمقاومة التي صمدت أمام حرب ضروس لم تقو على مجابهتها جيوش ، ومشيراً الى التداعيات التي أحدثتها الحرب على الساحة الإسرائيلية .

وبإستثناء لسعات " مهضومة" وجهها الأمين العام لحزب الله لزعيم الحزب الإشتراكي وليد جنبلاط دون أن يذكره بالاسم ورئيس الوزراء فؤاد السنيوره، من فرط ما أصابه من شعور بالإهانة إزاء ما وصفه بطعنات في الظهر من بعض القوى الداخلية فإن خطاب النصر كان خطاباً عاقلاً وهادئاً ووحدوياً، بعيداً عن المناكفات ونكء الجراح والتهديد بفتح الملفات والأوراق وغيرها من العبارات التي توغر الصدور وتخلق حالة من الإستقطاب الضار بين أبناء الوطن الواحد .

واحسب إننا في ظل الأوضاع شديدة القسوة، وما يتخللها من تجاذبات وسجالات تجاوزت الخطوط الحمراء، أحوج ما نكون الى إنتهاج ذلك الأسلوب في خطابنا الداخلي، لجهة نزع عوامل الانفجار وتعزيز عوامل الوحدة، وتعميق إحساس الجميع بالمسؤولية الوطنية، بعيداً عن المساجلات والمناكفات ولغة التخوين .

لقد أثبت الأمين العام لحزب الله ان لبنان الصغير بمساحته التي لا تتجاوز العشرة آلاف وخمسمئة كيلو متر مربع بات دولة عظمى بوحدة أبنائه ومضاء أسنانه في مواجهة التحديات والمخاطر الخارجية التي تستهدفه وتسامح طوائفه وقواه فيما شجر بينهم .. فليس في لبنان فقط شارع الحمراء، والكورنيش والسوليدير وسوبر ستار وستار أكاديمي بل فيه أيضاً .. "نصر الله أكاديمي" في مقارعة الخطوب ومقاربة الخصوم !! .