السبت: 11/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

برعاية الرئيس- جامعة النجاح تطلق شعلة احتفالات تخريج الفوج الـ31

نشر بتاريخ: 13/06/2011 ( آخر تحديث: 13/06/2011 الساعة: 18:01 )
نابلس - معا - اطلقت في جامعة النجاح الوطنية اليوم شعلة احتفالات تخريج الفوج الحادي والثلاثين من طلبة الجامعة تحت رعاية الرئيس محمود عباس، وبحضور الدكتور حسين الاعرج، رئيس ديوان الرئاسة ممثلا عن الرئيس، و د.لميس العلمي وزيرة التربية والتعليم العالي، وصبيح المصري، رئيس مجلس امناء الجامعة، واعضاء مجلس الامناء، والاستاذ الدكتور رامي حمد الله، رئيس الجامعة، وبحضور عدد اعضاء من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واعضاء من المجلس التشريعي، وعدد من المحافظين ورؤساء البلديات في الضفة الغربية ورجال الدين المسلمين والمسيحيين وممثلي المؤسسات الرسمية والشعبية، وعدد من اعضاء السلك الدبلوماسي الاجانب المعتمدين لدى السلطة الوطنية الفلسطينية، واوئل الجامعة وذوي اوائل الطلبة الخريجين. واقيم الحفل في مسرح سمو الامير تركي بن عبد العزيز في الحرم الجامعي الجديد.

|133025|

كلمة رئيس مجلس امناء الجامعة
وبدأ الحفل بدخول موكب أوائل الكليات والأقسام في الجامعة الى المسرح تلاه دخول موكب المساعدين والنواب والعمداء ومدراء المراكز والأقسام وموكب كل من ممثل رئيس دولة فلسطين ,الاستاذ صبيح المصري، رئيس مجلس الامناء، وأعضاء مجلس الامناء، والاستاذ الدكتور رامي حمدالله، رئيس الجامعة، وبدأ الحفل بعزف السلام الوطني الفلسطيني وقراءة آيات من الذكر الحكيم.

|133026|

وبعدها اعلن الاستاذ الدكتور خليل عودة، عريف الحفل انطلاق الاحتفالات الرسمية بدعوة السيد صبيح المصري رئيس مجلس الامناء الى القاء كلمته التي رحّب فيها بالحضور والطلبة الاوائل واهاليهم وقال: "أرحب بكم أجمل ترحيب في المهرجان السنوي للجامعة الذي تقيمه في كل عام ترجمة لجهود اساتذة وطلبة وادارة ليكون جيل آخر يتبع جيلا مضى لتتشكل مرحلة أخرى مضيئة في تاريخ الجامعة والوطن فأهلا ومرحبا بكم جميعا"، واضاف نلتقي مرة أخرى في موسم حصاد سنوي لجامعة النجاح الوطنية التي تعمل بتواصل لتلبية حاجات المجتمع والأجيال بتوفير فرص التعليم في كثير من التخصصات لتكون دائما رائدة العلم والبحث والتخطيط لتأدية رسالتها كما أرادها المؤسسون من الرعيل الأول من هيئات العمدة ومجالس الأمناء رغم ما عانته الجامعة من ظروف قاسية في فترات متعاقبة.

|133027|

وأشار رئيس مجلس الامناء أن جامعة النجاح تدرك المهمات التي تقع على عاتقها وهي مهمات وتحديات كبيرة ومتداخلة لأنها أرادت أن تكون في وجه التحديات وفي معادلة تحقيق الأهداف في أطر النظام والقانون والتعليمات بشفافية وموضوعية لتربية الأجيال على تحمل المسؤوليات والقيام بها في ظل العدالة والتميز الايجابي، فنحن في مجلس الأمناء نعمل بتفاهم ومهنية في اتخاذ القرارات التي تسهل المهمات والاجراءات الإدارية لتسيير العمل الجامعي بكل مجالاته وحقوله لتحديد الأهداف وتنفيذ الاستراتيجية التي تسير عليها الجامعة لتنمية الموارد البشرية وتحديث الخطط الدراسية والأساليب التعليمية ونشر الوعي وتعزيز التواصل مع مؤسسات الدولة والمجتمع والمشاركة في معالجة المشكلات والأزمات التي يمر بها الوطن.


|133028|

وتقدم سعادة الاستاذ صبيح المصري بالشكر للحضور لمشاركتهم هذا العرس الفلسطيني الكبير وثمن عاليا جهود أ.د. رامي حمدالله، رئيس الجامعة وجهود الطاقم الإداري والأكاديمي والخدمي الذي يعمل معه لازدهار الجامعة وتحقيق أهدافها وتأدية رسالتها حتى غدت من الجامعات المرموقة محليا وعربيا ودوليا يؤمها العديد من الوفود العلمية والبحثية والادارية في معظم الأيام وتنال تقديرهم واعجابهم بما حققته في برامجها ودرجات التقييم والجوائز العلمية وغيرها، كما تقدم بالشكر لجميع الداعمين من أبناء الوطن في الداخل والخارج وكذلك الاخوة من الأقطار العربية والأصدقاء من الدول الاوروبية والآسيوية وغيرها.

|133029|

كما توجه بالتهنئة والتبريك من للطلبة المتفوقين ولأولياء أمورهم وأهلهم جميعا وهم اليوم يجنون ثمار غرسهم بالشموع وهم عنوانا للوطن فلسطين الذي يفخر بالمتميزين والمتفوقين.

كلمة أ.د. رئيس الجامعة
وبعد ان القى صبيح المصري رئيس مجلس الامناء كلمته تقدم الاستاذ الدكتور رامي حمد الله قائد مسيرة البناء والتطور والعمران في هذا الصرح العلمي الشامخ وقائد مسيرة العمل والبناء ليقف شامخا امام جموع الناس والطلبة والحضور قائلا: "أرحب بكم في رحاب جامعتكم جامعة النجاح الوطنية، واستهل هذا الحفل بتوجيه التحية والتقدير والتهنئة الى الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين على ثمرة جهوده المباركة في عقد المصالحة الفلسطينية التاريخية بين أبناء الشعب الفلسطيني الواحد بين حركتي فتح وحماس وهي بشرى خير نستقبل بها استحقاقا فلسطينيا في ايلول المقبل في معركة سياسية تجري على قدم وساق">

|133030|

واضاف كما اتوجه بالتحية والتقدير الى معالي وزيرة التربية والتعليم العالي السيدة لميس العلمي التي تشارك الجامعة فرحة الإنجاز، والتقدير العالي لسعادة الأخ الأستاذ صبيح المصري، رئيس مجلس الأمناء، وأعضاء المجلس والى ممثل فخامة الرئيس، الذي ابعث من خلاله تحيات اسرة الجامعة الى سيادة الرئيس حفظه الله ورعاه واطال في عمره، كما رحب بالضيوف الكرام الطلبة".

|133031|

وقال رئيس الجامعة كذلك "نحن في هذا اليوم المبارك من أيام جامعة النجاح بيت الفلسطينيين وقلعتهم العلمية نحتفل بكوكبة جديدة من خريجي هذه الجامعة الذين شاء لهم القدر أن يكونوا من حملة شهاداتها العلمية، بعد أن تم تدريبهم وتأهيلهم أثناء الدراسة فتسلحوا بالمهارات والقدرات في بناء الشخصية التي تتناسب ومختلف المجالات في سوق العمل حيث قام العاملون بوحدة الخريجين بترتيب توعيتهم والاجتماع بهم عدة مرات. وهي شهادات يحق لهم أن يفتخروا بها، لأن النجاح لم تعد مجرد اسم عابر، بل غذت عنوانا يحظى باحترام وتقدير الجميع، وقد أثلج صدري ما كتبه لي قبل أيام رئيس مجموعة أرب تك وهي أضخم شركة إنشاءات في الشرق الأوسط، "إن طلابا من جامعتكم جامعة النجاح، قد ساهموا في بناء برج دبي، وهو أعلى برج في العالم"، وهي شهادة شعرت معها بالفخر، وفي الوقت نفسه بالخوف لأننا لا نريد أن نقف عند حدود أعلى برج، وإنما نريد أن نصل الى أعلى موقع من مواقع العمل، والإنتاج على هذه البسيطة".

|133032|

وبين رئيس الجامعة ان جامعة النجاح لا تسعى في المنافسة على المستوى المحلي فقط، وإنما أصبحت تنافس على المستوى العالمي، وتؤمن دائما أنه لا حدود في العمل الجامعي، ولا جمود فيه، ولهذا فطلبنا الدائم هو العمل الهادف من أجل أن تكون جامعتنا جامعة القرن الحادي والعشرين، متميزة بمستواها الأكاديمي وسمعتها العالمية، وهذا يتطلب منا الانتماء الصحيح لهذه الجامعة، نحمل اسمها ونحبها، ونتطور معها، ونلتزم بمبادئها، فلا نكون مرتزقة فيها أو طارئين عليها أو عابري سبيل، بل أبناء لها وبناة في كل حين. وستظل الجامعة رغم كل المعوقات والمعوقين رائدة في حمل المسؤوليات بجهود المخلصين النيّرين من أبنائها سواء الذين أسسوا أو الذين حملوا اللواء من بعدهم على مدى ما يزيد عن تسعة عقود من الزمان.

|133033|

محطات مضيئة في مسيرة الجامعة
وخلال كلمته استعرض رئيس الجامعة اهم المحطات المضيئة في مسيرة جامعة النجاح الوطنية ومنها:

اولا: في السعي الدائم لتطوير الجوانب الاكاديمية والادارية واستمرار الاعداد لتهيئة وتحفيز الجيل الثاني، فقد اوفدت الجامعة ما يقرب من مائة وخمسين مبعوثا في تخصصات متعددة ولجامعات مرموقة في مختلف الدول، وتعمل الجامعة على استحداث برامج وتخصصات جديدة في كل عام لتهيئة الكوادر المؤهلة لبناء مؤسسات الوطن، وفي هذا المجال فقد تم اعتماد برنامج بكالوريوس هندسة التخطيط العمراني، وماجستير دراسات المرأة، حيث سيبدأ التدريس بهما في مطلع العام المقبل، هذا اضافة الى تقديم برامج للاعتماد من قبل هيئة الاعتماد والجودة بوزارة التربية والتعليم العالي، فعلى صعيد برامج الماجستير، ماجستير في العلاقات العامة، وماجستير في الادارة العامة، وماجستير في العلوم الصيدلانية.

اما على صعيد برامج البكالوريوس فهي، بكالوريوس في الاذاعة والتلفزيون، وعلم المواد، وهندسة الطاقة والبيئة، والعلاقات العامة والاتصال، اضافة الى برنامج الدكتوراه في الفيزياء.

ثانيا: اما على صعيد التطوير والجودة العلمية، فقد حازت الجامعة على المرتبة الاولى بين الجامعات الفلسطينية، والمرتبة الخامسة على جامعات العالم العربي، والمرتبة 1011 من بين جامعات العالم والتي شملها برنامج ويب ماتركس من بين عشرين الف جامعة.

|133034|

وتعمل الجامعة بجدية مع برامج التقييم الدولية من خلال التقييم الشامل، فقد شاركت في التقييم المؤسسي IEP من برامج اتحاد الجامعات الأوروبية والذي يقوم عليه مجموعة من الخبراء في بناء المعايير الاوروبية العالمية لتطوير الادارة الاستراتيجية والجودة، وسيتم نشر التقرير النهائي في شهر آب المقبل، وقد أبدى الفريق اعجابه بالبنى التحتية وخدمة الجامعة للمجتمع، وكذلك الخطة الاستراتجية التي تتبناها الجامعة.

وقد عقدت ورشات عمل لتطبيق نموذج التميز الاوروبي EFQM شارك فيه نواب ومساعدو رئيس الجامعة، وقد حصلت الجامعة على تقييمات جيدة، سيما انها المرة الاولى التي تقيم جامعة فلسطينية نفسها ضمن هذا النموذج، اضافة الى مشاركة الجامعة في برنامج التقييم الالماني ASTIN، وقدم ملف التقييم الذاتي لقسم هندسة الحاسوب حسب نموذج المؤسسة الالمانية.

|133035|

ثالثا: توفر الجامعة المناخ المناسب للتعليم فيتم اقامة مبنى لكليتي الطب والتمريض بمساحة ثمانية ألاف متر مربع بكلفة ستة ملايين دولار تقريبا، وكذلك اقامة مستشفى النجاح الوطني التعليمي والذي صمم وفق احدث المعايير الدولية بمساحة ثمانية وستين الف متر مربع بسعة ستمائة سرير، والعمل جار لتجهيز المباني باحدث الاجهزة الطبية والعلمية لتحقيق رسالة المشفى بتدريب طلبة الكليات الطبية وتوفير العلاج اللازم للمواطنين لتخفيف معاناتهم وتكاليف العلاج الباهظة في الخارج، ونأمل البدء بالعمل في المشفى خلال العام المقبل.

رابعا: استطاعت الجامعة اقامة شبكة علاقات وطنية ومحلية مع مؤسسات ووزارات السلطة الوطنية الفلسطينية ومؤسسات القطاع الخاص وكذلك انشاء علاقات دولية واسعة مع عدد كبير من الجامعات العريقة في العالم.

|133036|

خامسا: ان الجامعة وهي تسير قدما لتحقيق فلسفتها واهدافها واستراتيجيتها تقدم فرص التعليم لما يزيد عن عشرين الف طالب وطالبة وتستقبل في كل عام أربعة آلاف طالب جديد وهي بذلك تساعد في بقائهم في وطنهم وعدم تفريغ الارض من عنصر الشباب وهنا نناشد جميع الجهات الرسمية وغير الرسمية العمل على تهيئة فرص العمل المناسبة للمساعدة في بقاء الشباب على ارضهم وفي وطنهم.

وقال أ.د. حمد الله ايضا: "ان الجامعة تعاهدكم بان تعمل على التقدم المستمر والعمل الملتزم ضمن انظمتها و قوانيها للحفاظ على المفاهيم المؤسسية بكل اقتدار وشفافية ونامل من جميع الاخوات والاخوة في داخل الوطن وخارجه وجميع الاشقاء العرب والاصدقاء في العالم دعمنا ومشاركتنا لخلق واقع افضل لنغرس الامل في النفوس والنهوض باستمرار بمسيرة البحث العلمي والتي تعد ركيزة العلم الحديث عن طريق توفير متطلبات البحث العلمي وتخصيص الجوائز العلمية على المستويين المحلي والخارجي وقد تحقق منها جائزة النجاح للابحاث والتي فاز بها هذا العام باحثان من الاردن الشقيق ومن مصر العروبة حيث وزعت الجائزة في مطلع الشهر الحالي في العاصمة الاردنية نظرا لعدم قدرتهما على القدوم الى جامعة النجاح الوطنية". وكذلك الاسهام في مساعدة الوزارات والمجالس البلدية والمحلية من خلال المراكز العلمية عن طريق المشاريع والدراسات وتطبيق فلسفة الجامعة في خدمة المجتمع من خلال التعاون في تقديم الاستشارات والخبرات واستيعاب الانشطة لمؤسسات المجتمع المحلي وعقد الدورات وورش العمل لتأهيل الكوادر العاملة في مؤسسات المجتمع المحلي.

|133037|

وفي ختام كلمته تقدم أ.د. حمد الله بالشكر والتقدير الى فخامة الرئيس محمود عباس على دعمه ومؤازرته، كما شكر دولة رئيس مجلس الوزراء الأخ الدكتور سلام فياض على تواصله مع الجامعة وبخاصة في موضوع المشفى التعليمي وشكر كذلك سعادة الأخ رئيس مجلس الأمناء واعضاء المجلس لوقوفهم الى جانب إدارة الجامعة ودعمهم اللامحدود في اتخاذ القرارات المهمة والصائبة لتسهيل العمل الاداري والاكاديمي في الجامعة. كما شكر جميع الفلسطينيين في الداخل والخارج والاشقاء العرب والاصدقاء في العالم على دعمهم وتزويد الجامعة بخبراتهم، ووجه الشكر لأسرة الجامعة الاوفياء والى رئيس واعضاء لجنة التخريج الذين بذلوا الجهود الخيرة في الاعداد والتحضير لاقامة حفلات التخريج.

كلمة للخريجين
وللخريجين قال رئيس الجامعة: "أما أنتم أيها الخريجون فأكرر تهنئتي لكم ولأهلكم وأساتذتكم وأقول لكم أنتم ثمار هذه الجامعة، وأنتم عنوانها واليوم تخرجون من بوابة الجامعة طلاباً لتعودوا إليها خريجين نفتخر بكم ونعتز بأعمالكم".

كلمة وزيرة التربية والتعليم
وفي كلمة لها اعربت الوزيرة لميس العلمي عن اعتزازها بجامعة النجاح الوطنية التي تؤثر كما الجامعات الفلسطينية في تطوير المجتمع الفلسطيني بطريقة ايجابية، وثمنت الوزيرة جهود مجلس امناء الجامعة رئيسا واعضاء وثمنت عاليا دور إدارة الجامعة ممثلة برئيسها الاستاذ الدكتور رامي حمد الله، ونوابه ومساعديه وعمداء الكليات ورؤساء الاقسام وكافة الهيئات العاملة في الجامعة.

وقالت الوزيرة: "إدراكا من وزارة التربية والتعليم العالي لدور الجامعات التنموي وباعتبار التعليم اولوية ملحة فقد إرتأت الوزارة رفع قيمة المخصصات للجامعات والاستمرار بتقديم القروض للطلبة في الجامعات حتى ارتفع العدد المستفيد من القروض في الجامعات الى نحو خمسة واربعين الف طالب وطالبة بملبغ اجمالي وصل الى نحو خمسة عشر مليون دولار امريكي، وعززت ذلك الحكومة الفلسطينية بمنحة مجلس الوزراء للمتفوقين الذين يحصلون على معدل تراكمي 96% فاعلى ومنحة السيد الرئيس للمتفوقين".

وفي المجال التطويري قالت العلمي: "إن الوزارة تعمل على استغلال علاقاتها مع المؤسسات الدولية وهي تقوم بتنفيذ خمسة واربعين مشروعا من خلال صندوق الوزارة بخمسة عشر مليون دولار". وفي المجال البحثي تحدثت العلمي عن اهتمام الحكومة بإنشاء الشبكة البحثية بين الجامعات.
وفي ختام كلمتها هنأت العلمي الطلبة وذويهم على هذه اللحظات الرائعة في حياتهم وتمنت لهم ان يكونوا سفراء لبلدهم ووطنهم، كما باركت لجامعة النجاح الوطنية هذا العرس الوطني الكبير.

كلمة الرئيس محمود عباس
وفي كلمته نقل الدكتور حسين الاعرج تحيات فخامة الرئيس محمود عباس وهنأ باسم السيد الرئيس الطلبة الخريجين على تخرجهم وحصولهم على العلم والمعرفة التي تساعد في بناء مؤسسات الدولة المستقلة، وقال: "انه ليشرفني أن أكون بينكم اليوم في رحاب هذا الصرح العلمي المرموق، وأنقل لكل فرد منكم تحيات فخامة السيد الرئيس "أبو مازن"، الذي يبعث اليكم جميعا أساتذة وطلبة وأولياء أمور وجمهور بأطيب التمنيات القلبية والتهاني بالنجاح، والتمنيات لكم بالتوفيق وانتم تشقون دروبكم في بحر الحياة".

إننا نعتز بجامعة النجاح الوطنية:
واضاف ممثل الرئيس: "إننا ونحن نحتفل بتخريج الفوج الحادي والثلاثين من أبنائنا الطلبة والطالبات في جامعة النجاح الوطنية العزيزة على قلوبنا جميعا، والتي نعتز أيما اعتزاز بهذا الشوط الذي قطعته، والخطى الواسعة التي خطتها هذه المؤسسة، فأصبحت واحدة من الجامعات والمعالم الاكاديمية التي يشار اليها بالبنان في ربوع وطننا العزيز كافة، وهنا في الديار النابلسية في جبل النار، فقد شقت طريقها بخطى واثقة ميمونة، لتحتل مكانتها المرموقة، وموقعها الذي يليق بها كواحدة من المؤسسات التعليمية والأكاديمية والبحثية المتميزة فلسطينيا وعربيا وعالميا، فحازت حسب التقييم العالمي للجامعات Webometrics على المرتبة الاولى على مستوى فلسطين، والخامسة على مستوى الوطن العربي، وجاءت في المرتبة 1011 من بين عشرين الف جامعة في العالم، وهذه مكانة نفتخر بها مثلما هي محل فخركم".

واضاف بوركت كل الجهود والسواعد والعقول النيرة صاحبة الفكر التربوي والإداري والبحثي والعلمي والتعليمي التي تقود هذه السفينة العملاقة بحصافة وذكاء ومهنية عالية.

وخلال كلمته، قال ممثل الرئيس محمود عباس: "إن وطننا الذي لا زال منذ اكثر من ستة عقود من الزمان يتعرض واهله الى محاولات إبادة وتطهير عرقي وتشريد، أثبت للقاصي والداني بأن أجيالنا المتعاقبة هي صاحبة ذاكرة خصبة وغنية، وأن من زعموا بالأمس بأن الكبار سيموتون والصغار سينسون قد خابت أمانيهم".

وأضاف ان الكبار قبل ان يمضوا الى نعيم ربهم المقيم، زرعوا في نفوسنا حب الارض، والايمان الذي لا يعيا بحتمية النصر، فنحن مصممون على الخلاص من الاحتلال، وتحقيق اماني شعبنا. وإن جامعة النجاح الوطنية، وجامعاتنا كافة، تخرج الفيالق من الخريجين المؤهلين، الذين يمثلون القاعدة الصلبة في مواردنا البشرية، والذين بهم نعوض محدودية مواردنا الطبيعية.

الأمن والاستقرار
وتحدث الدكتور الاعرج عما تم احرازه على صعيدي الامن والاستقرار على مدار الاربع سنوات الماضية، والذي يشهد له المجتمع الدولي، ويثني عليه على المستوى والنوعية في بناء المؤسسات والشفافية وسيادة القانون، واضاف ان ما تم بناؤه وانجازه من مؤسسات وقوانين وانظمة وامن واستقرار واعترافات دولية بفلسطين شيء يفخر به بالرغم من كل المعيقات والضغوطات.

واشار د. الاعرج ان القيادة الفلسطينية ادركت منذ البداية بأهمية العنصر البشري واعتمدت فلسفة كيف نستثمر في ذلك العنصر وليس كيف نديره، فعملت باتجاه انشاء المؤسسات الخاصة بإعداد وتأهيل القوى من مؤسسات تعليمية على كافة المستويات وبكافة التخصصات اللازمة، وإنشاء مراكز التدريب ووضع الانظمة والقوانين الخاصة بهذا القطاع، وانشأت كذلك المؤسسات الحكومية وشبه الحكومية والخاصة، ومؤسسات المجتمع المحلي والمدني، وهي كلها مراكز لاستيعاب هؤلاء الشباب والكوادر المؤهلة منهم.

وقال د. الاعرج: "لا شك ان الجميع يتابع مجريات الاحداث والتحولات، وحركات التغيير التي تمت، والاخرى التي لا زالت في طور الحراك، وما شهدته من تضحيات من قبل ابناء امتنا المجيدة في كافة اقطارها. وان هذا الحراك ليؤثر على مستقبل المنطقة بأسرها، وعلى القوى المحلية والاقليمية والدولية".

استحقاق الدولة:
وعن استحقاقات سبتمبر قال د. الاعرج: "إننا ذاهبون بطلب الاعتراف بدولة فلسطين، كدولة كاملة العضوية في الامم المتحدة، ونحن نسعى من وراء هذه الخطوة لتكريس حق شعبنا وتقرير المصير على ترابه الوطني الفلسطيني، مثله في ذلك مثل كافة شعوب العالم، وإننا نكرس لذلك جهدا عظيما لحشد الدعم والتأييد لهذه الخطوة، وها هي الكثير من الدول قد اعترفت بدولة فلسطين، ولا زالت تعترف تباعا".
وتابع د. الاعرج "إن ايدينا ممدوة لصنع السلام على أساس قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية، وخطة خارطة الطريق الدولية، ومبدأ حل الدولتين".

التمسك بالوحدة الوطنية:
وقال ممثل فخامة الرئيس كذلك: "ان كل المتغيرات المحلية والاقليمية والدولية والظروف الصعبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني، لن تزيده الا اصرارا وتصميما على ثوابته الوطنية، ودعوة لأن يتمسك بوحدته الوطنية الفلسطينية والعمل على ترتيب البيت الفلسطيني في إطار المصالحة الوطنية الفلسطينية، التي هي الدرع الحصين، وهي مسؤولية الجميع للعمل بكل الطاقات من اجل تعزيز وتمكين بقاء شعبنا الفلسطيني على ارضه مستمرا في بناء مؤسساته واقتصاده".

وفي ختام كلمته توجه د. الاعرج باسم السيد الرئيس بالتهنئة الى الخريجين كافة وقال لهم: "الى الامام معا لندفع بعجلة حرية شعبنا واستقلاله وسيادته في دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، راجيا لخريجاتنا ولخريجينا مستقبلا زاهرا وواعدا ولجامعة النجاح الوطنية مزيدا من التقدم والنجاحات العملية والاكاديمية".

كلمة الطالبة الاولى على الجامعة:
أما الطالبة الأولى على الجامعة وهي رهام عصام اسعيد ظاهر والحاصلة على معدل تراكمي 95.5% في كلية العلوم فقالت: "في هذا اليوم نحصد حصيلة نجاحنا بعد كفاح دام ستة عشر عاما من التعب والجهد والكفاح المتواصل منا ومن المحيطين بنا وممن رعونا منذ نعومة أظفارنا"، وفي هذا اليوم يحق لنا أن نفرح بعد أن وصلنا الى بداية طريق العمل لنشق دربنا في الحياة العملية ولنكون لبنة صالحة في بناء الوطن.

وقالت كذلك: "الشكر كل الشكر أهديه لوالدي الذين ما آلوا جهدا في سبيل وصولي الى هذه المرتبة لأُكرَّم اليوم كحاصلة على المرتبة الأولى في جامعة النجاح الوطنية، هذا الصرح العلمي الذي يشهد له البعيد قبل القريب على تميزه على مستوى الوطن العربي والعالم، فلقد كنت طالبة متفوقة في كل مراحل حياتي الدراسية منذ المرحلة الابتدائية وحتى المرحلة الجامعية والحمد لله، واسمحوا لي هنا أن أنحني احتراماً وإجلالاً لمعلماتي في المدارس لأن كل واحدة منهن وضعت لي شمعة لتضيء لي طريق النجاح".

والى زميلاتها وزملائها الطلبة قالت كذلك: "ينجح المهندس في بناء ناطحات السحاب، وينجح الطبيب في إجراء عمليات جراحية معقدة وينال كل منهم الإعجاب على تميزه، وللأسف يتناسى البعض اليد التي بنت وصقلت هذا العقل، يتناسى أساتذته الذين ذابوا كالشموع من أجل إضاءة طريق النجاح، وهم أول من تركوا آثارهم على طريق ابنائهم الطلبة ليقول من يمر من بعدهم من هنا مر أستاذ جامعي، فهم كالورود والرياحين التي يسبقها شذاها ويكتفون منا بالقول لهم شكراً يا أساتذتنا الكرام"، واضافت في حياتي الجامعية التي عشتها وعشناها جميعاً لقينا كل الدعم والتأييد المتواصل من الأساتذة والكادر الأكاديمي المتميز الذين لم يتوانوا لحظة واحدة بأن يقولوا لنا بطريقة أو بأخرى كونوا فلسطينيين حتى النخاع، فهذا الوطن يستحق منكم الجهد والنجاح والتميز، فتميزوا على العالم وافتخروا بأنكم أبناء فلسطين الجريحة الأسيرة التي ستحرر بسواعد أبنائها لأنها تختلط فيها أصوات المآذن وأجراس الكنائس.

وختمت كلمتها بالقول :"في هذا اليوم يوم الحصاد، أهدي نجاحي وتميزي هذا الى كل أم وأب فلسطيني، عاش وحرم نفسه من النوم الهادئ ليسهر مع أبنائه وحرم نفسه من الأكل الطيب ليوفر لأبنائه تكاليف دراستهم، فإليك يا أبي ويا أمي واليكم يا أساتذتي واليك يا جامعتي أهدي هذا النجاح وجزاكم الله عنا كل خير، وفي الختام أتوجه بالشكر والعرفان الى جامعتي برئيسها ورئيس مجلس أمنائها وأساتذتها وإدارييها على جهودهم الموصولة في تقديم العون الى طلبتها".

وفي ختام الاحتفال قام د. الاعرج والسيد المصري، وأ.د. حمد الله بتوزيع الشهادات على الخريجين.

وكانت جوقة جامعة النجاح الوطنية التابعة لكلية الفنون الجملية قد قدمت مقطوعات غنائية من التراث الفلسطيني وتم عرض فيلم وثائقي عن مسيرة الجامعة من انتاج مركز الاعلام في الجامعة.