الثلاثاء: 30/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

ما هي المعلومات التي وصلت الشاباك عن العملية وكيف تعامل الجيش معها؟

نشر بتاريخ: 19/08/2011 ( آخر تحديث: 21/08/2011 الساعة: 16:44 )
بيت لحم- معا- ما ان انقشع غبار العملية العسكرية المتدحرجة التي وقعت يوم امس" الخميس" في ايلات ومحيطها حتى بدات اسرائيل وصحافتها واجهزتها الامنية رحلة لوم الذات القاسية والطويلة واخذت الاصوات المنادية بالتحقيق تعلو نافضة رداء الخجل والحرص على هيبة المؤسسة العسكرية.

اول الداعين للتحقيق كان رئيس الشاباك السابق افي ديختر الذي هاجم اداء الجيش والمؤسسة الامنية داعيا للتحقيق لمعرفة الكيفية التي تعامل معها الامن مع الانذار المبكر الذي تدعي اسرائيل وصوله عبر مصادر الشاباك.

صحيفة معاريف الناطقة بالعبرية تناولت اليوم " الجمعه " الانذار المبكر والمحدد الذي ارسله الشاباك قبل ايام الى الجيش الاسرائيلي وقيادة الشرطة في المنطقة الجنوبية مؤكدة ان الانذار المكتوب قال بكل وضوح ":ان عملية كبيرة ومتدحرجة سينفذها قريبا عدد كبير من المسلحين في ذات المنطقة التي وقعت فيها العملية مشيرة الا ان المسلحين سيطلقون النار من عدة نقاط باتجاه سيارات وحافلات اسرائيلية كما سيستخدمون صواريخ مضادة للدروع".

ووفقا لهذه الرواية يدور الحديث عن انذار محدد وكامل الصفات والمواصفات ادعى معرفة كل شيئ تقريبا عن عدد المسلحين و الاسلحة التي سيستخدمونها مرورا بالمنطقة المستهدفة ما يجعل السؤال حول تصرف الجيش والامن الاسرائيلي اكثر مشروعية والحاحا وفقا للمصادر الاسرائيلية.

واضافت الصحيفة انه وفي اعقاب الانذار دفعت اسرائيل بقوات كبيرة من الجيش والوحدات الخاصة وعناصر الشاباك الى المنطقة المستهدفة ليكشف تحقيقا اوليا اجري امس بان الجيش اخلى منتصف الليل كمينا عسكريا نصب في منطقة قريبة جدا من المنطقة التي تسلل منها المسلحون فيما يسود اعتقاد كبير بان المسلحين استغلوا هذا الاخلاء غير المفهوم ليتسللوا من ذات النقطة وينفذوا عمليتهم.

وبدورها اخذت الشرطة الاسرائيلية الانذار على محمل الجد وتعاملت معه ببالغ الجدية والاهمية واصدرت تعميما لعناصرها يقول بان عملية مسلحة كبيرة بمشاركة عدد كبير من المسلحين وان الحديث يدور عن عملية مركبة ومعقدة ومتدحرجة تطلق خلاله النيران باتجاه سيارات وشاحنات اسرائيلة وقد يتخللها اطلاق صواريخ مضادة للدروع.

ودفع الانذار قائد قسم العمليات في الشرطة " نسيم مور " بعد التشاور مع المفتش الى رفع حالة التأهب امس الاول ودفع كافة كتائب الوحدات الخاصة المعروفة باسم " يمام " من قواعدها وسط البلاد الى المنطقة الجنوبية.

وزيادة في تعقيد الصورة وتعميقا للاهمال اتضح امس ان قوات الامن الاسرائيلية سبق وابلغت سكان المنطقة القريبة من خط الحدود بالانذار ولاحظ سكان كيبوتس " بني نيتسريم " البالغ عددهم 800 شخص خلال الاسبوعيين الماضيين وجود مجموعات قتالية تمركزت داخل الكيبوتس وحين سألوا لاستيضاح الامر تلقوا اجابة بانه يوجد لدى الامن انذار يتعلق بامكانية تسلل " مخربين " من غزة الى مصر ومنها الى اسرائيل " لقد قالوا لنا بان الامر يتعلق بمجموعه مسلحة كبيرة من سبعة افراد او اكثر " قال احد سكان الكيبوتس.

وفي محاولة من ضباط الامن والجيش تعزية انفسهم والتقليل من حجم واهمية السؤال المطروح عن طريقة تعاملهم مع انذار بهذه الدرجة من الدقة على الاقل وفقا للادعاءات الاسرائيلية قال ضابط كبير رفض البوح بأسمه " بسبب الانذار تواجدت قوات كبيرة في الجنوب ولولا هذا الامر لانتهت العملية بنتائج اكثر قسوة واشد سوءا ".