الجمعة: 10/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

باراك: اسرائيل ستعاني من العزلة تدريجيا حال عدم العودة للمفاوضات

نشر بتاريخ: 29/09/2011 ( آخر تحديث: 29/09/2011 الساعة: 16:43 )
بيت لحم -معا- بمناسبة رأس السنة العبرية قامت صحيفة "معاريف" اليوم الخميس بنشر مقابلة مطولة مع وزير الجيش الاسرائيلي ايهود باراك ، تطرق فيها للعديد من القضايا بدءا بالموضوع الفلسطيني ونهاية بالاسبوع العاصف في الامم المتحدة ، مرورا بالربيع العربي وتأثيراته على المنطقة واسرائيل ، وكذلك الموضوع التركي بالاضافة لمستقبله السياسي الشخصي، مع العلم ان أخر استطلاع للرأي في اسرائيل لم يستطيع حزب باراك الجديد "الاستقلال" الحصول على أي مقعد في الكنيست .

ايهود باراك الذي اختفى عن الحياة السياسية لما يقارب 6 سنوات بعد هزيمته الانتخابية امام شارون بداية الانتفاضة الثانية ، عاد كرئيس لحزب العمل بعد الحرب الثانية على لبنان عام 2006 ، ودخل الحكومات الاسرائيلية كوزير للجيش الاسرائيلي حتى اليوم ، ودفع ثمنا لذلك بشق حزب العمل وتشكيل حزب جديد .

بخصوص الموضوع الفلسطيني ، فقد اكد باراك ان الحل الوحيد يمكن في المفاوضات المباشرة والجادة ودون شروط مسبقة، معتبرا قيام الدولة الفلسطينية المستقلة الى جانب اسرائيل لا تشكل تهديدا على امن اسرائيل، وانما تشكل مصلحة استراتيجية كبيرة لدولة اسرائيل ، معتبرا الخطوات الاحادية الجانب ستشكل خطرا حقيقيا على مستقبل السلام في المنطقة ولن تستطيع جلب الدولة الفلسطينية .

وفي هذا السياق وردا على سؤال حول الخطابات في الامم المتحدة ، اعتبر باراك ان اسرائيل استطاعت تحقيق مكاسب على الخطاب الفلسطيني، واصفا خطاب ابو مازن "يتسم بالمرارة ويحمل مغالطات تاريخية ، ولكن هذه هي الرواية الفلسطينية التي يطرحونها باستمرار" ، اما خطاب نتنياهو فقد استطاع توضيح الموقف الاسرائيلي من خلال الربط التاريخي لوجود الشعب اليهودي والارتباط الذي لا يمكن تجاوزه بين احتياجات اسرائيل الامنية والتوقيع على السلام ، وهذا كان واضحا في خطاب نتنياهو بشكل لا يقبل الشك .

ومع ان اسرائيل استطاعت تحقيق تفوق في الامم المتحدة من خلال خطاب نتنياهو والرئيس الامريكي باراك اوبما، ولكن ذلك لايخدم شيئا على المستوى الاستراتيجي ، لان الواقع يظهر مزيد من الدعم والتأييد للجانب الفلسطيني ، وفي حال استمر الوضع الراهن على حالة وعملية السلام تمر في هذا المأزق ، فأن اسرائيل سوف تعاني من العزلة الدولية بشكل تدريجي وهذا ما يفرض علينا العودة للمفاوضات المباشرة مع الجانب الفلسطيني .

وبنفس الوقت يجب تبني سياسة اسرائيلية واضحة لمواجهة الموقف الفلسطيني امام العالم ، خاصة في ظل التساؤلات التي تطرح من دول العالم ماذا تريد اسرائيل ؟ ، وهذا ما يجعلنا في النهاية الوصل الى الحقيقية التي تفيد بأن الجانب الفلسطيني يعطل عملية السلام في المنطقة ، ونستطيع بعدها اقناع الاتحاد الاوروبي والرباعية الدولية بأن ابو مازن لم يعد شريكا للسلام في المنطقة .

بخصوص الربيع العربي قال: فان اسرائيل الدولة الاكثر قوة ما بين العاصمة الليبية طرابلس وطهران ، ومع ذلك يجب متابعة ما يجري في الدول العربية المحيطة وطبيعة المتغيرات التي تجري فيها ، ولا بد من التذكير بأن ايران تعتبر الدولة التي تشكل الخطر الحقيقي في المنطقة ، وهذا ما يفسر دعمها ومساندتها للمتغيرات التي جرت في مصر وليبيا ، ومع اقتراب الاحداث من سوريا فانها بدأت تحذر التغيرات ، لان سقوط نظام الاسد سوف يشكل ضربة قوية للمعسكر الراديكالي في المنطقة ، وسوف يوجه ضربة قوية لحزب الله اللبناني وكذلك لحركة حماس بدرجة اقل .

وردا على سؤال عن اتفاقية السلام مع مصر ، اكد ان هذه الاتفاقية قوية جدا وما يدور من احداث لن يؤثر عليها كثيرا، وما جرى في السفارة الاسرائيلية في القاهرة بمثابة تحذير لنا لما قد يحدث في المستقبل، ولكن لا داعي للقلق كثيرا ولا يجب النظر للدولة المصرية انها دولة عدوة لاسرائيل ، ولا يوجد أي داعي لتغيير سياسة الجيش الاسرائيلي والتعامل مع الجبهة الجنوبية وانها جبهة حرب، لان أي تغير في مصر وأي سلطة جديدة سوف تتمسك باتفاقية السلام مع اسرائيل ، لاسباب استراتيجية مصرية ، فمصر يدخل خزينتها سنويا من السياحة 12 مليار دولار ، ومن قناة السويس 6 مليار دولار ، ومن الادارة الامريكية مساعدات 2 مليار دولار ، لذلك لا اعتقد ان أي سلطة في مصر لديها الاستعداد للتنازل عن ذلك .

وحول تركيا، اكد على ضرورة استعادة العلاقات التركية الاسرائيلية ، مشيرا الى انه كان يدعم موقف الاعتذار عن الاخطاء التي جرت اثناء تنفيذ العملية العسكرية في السيطرة على سفينة مرمرة ، وذكر انه بعد ايام من العملية اعتذر عن سقوط ضحايا في العملية، مؤكدا على موقف الحكومة الاسرائيلية بالعمل ضد أي سفينة تقترب من شواطئ قطاع غزة .

اما فيما يتعلق بالمستقبل السياسي لباراك ، فلا داعي للتطرق اليه وترجمة ما تطرق اليه ، ونكتفي بما ذكره استطلاع صحيفة "هأرتس" الذي اخرجه نهائيا من الساحة السياسية الاسرائيلية بعدم حصوله على أي مقعد في الكنيست حال جرت الانتخابات هذه الفترة ، وسوف ننتظر الانتخابات الاسرائيلية لتحكم على مستقبل باراك السياسي .