.... "وهلأ لوين"؟
نشر بتاريخ: 16/11/2011 ( آخر تحديث: 19/04/2012 الساعة: 14:32 )
كتب ابراهيم ملحم - سؤال ينفتح على اتساع الكون،بعد موقف "اللاموقف" الذي ابدته اللجنة الخاصة في مجلس الامن، ازاء طلب قبول عضوية فلسطين، في الهيئة الدولية بعد ان لم يستطع الطلب بلوغ الصوت التاسع المرجّح لميزان العدل الدولي الذي اختل بضغط امريكي،في لحظة ضعف لرئيس يتوسل تصويتا لتجديد ولايته في البيت الذي لم يعد قَيّما على قيم الحرية والعدالة التي اقيم لها بجواره تمثال ،فان سؤال "هلأ لوين"؟ يبدو مشروعا وهو يتردد صداه قلقا ازاء ما يحمله المستقبل من تقلبات وتحديات .
السؤال العنوان هو اسم لفيلم لبناني يرصد ايقاع وتنوع الحياة في بلاد الارز بما فيها من تضاريس ونتوءات حادة في الطبيعة الساحرة لذلك البلد الذي يشبهنا ونشبهه جغرافيا وديموغرافيا .
ولئن كنا نختلف عن لبنان في التعدد الاثني والطائفي والعقائدي والجهوي الذي يرسم لوحته الفسيفسائية المعقدة فاننا نشبهه في القلق على الهوية والدولة والمستقبل، ونتقاسم معه بلد المنشأ الطالع منه حبل الصرة المغذي لعوامل الانقسام المقيم فينا منذ خمس سنوات .
ومع وجود الكثير من القواسم المشتركة التي تجمعنا والشعب اللبناني الشقيق الا انه يظل متفوقا علينا في اناقته ...اناقة الملبس والمسكن والحوار الذي لا يفسد بين "الافرقاء" -وفق دارج التوصيف هناك- في الود قضية رغم اختلافهم دينا وعقيدة وتوحدهم دارا.
فما ان تستمع لحوار او جدال بين "الافرقاء" اللبنانيين حتى تنحني احتراما لتلك اللغة الرفيعة الراقية الخالية من حوشي الكلام وتوحشه فهي تترفع عن عبارات التخوين والتكفير خلافا لما تتجرأ عليه للاسف الشديد السنتنا في سجالاتنا التي تتناقض وعقيدتنا الداعية للجدال بالتي هي احسن .
وبعيدا عن الفيلم اللبناني الجميل واسئلته الصعبة، فان سؤال "وهلأ لوين"؟ ما انفك يتردد على السنتا مع مراعات فروق اللهجات بين القرى والمخيمات والمدن والبلدات والتجمعات،قربا او بعدا عن رام الله المكتظة مقاهيها وصالوناتها بالنميمة السياسية للنخبة فيها.
ولئن كان السؤال ذاته يكاد يتردد بنفس اللهجة اللبنانية في صالونات مدينة الاسواق والاعمال ، فانه يتردد بلهجات مختلفة على مسافة اميال معدودة منها على نحو " شو ....وين رايحين؟" .." برايك السلطة ممكن تحل نفسها ... وشو بصير بعدها فينا وين بنروح ؟" و" شو بقصد السيد نبيل ابو اردينة بتصريحاته الاخيرة.. الاسابيع القادمة تحمل ما قد يؤدي الى تغيير الشرق الاوسط؟"...
فما ان تقابل شخصا او مجموعة اشخاص تعرفهم او يعرفونك مصادفة او في مناسبة الا ويداهمك ذات السؤال الصعب الذي يستبطن قلقا مقيما على السنة السائلين والساكنين على صفيحة " الفالق الزلزالي" الذي توعد به الرئيس السوري دول المنطقة وشعوبها.
واحسب ان منطق الاجابة الصحيحة على الاسئلة القلقة تلك على صعوبتها يكون بتقديم أجوبة مطمئنة مصحوبة بالشرح والتفسير دون تهويل في المخاوف والصعوبات او تهوين من شان العقبات والتحديات.
ولئن كانت اجابتي على السؤال الثالث بـ" لا اعرف" وبـ" لا .. ومستحيل" جوابا للسؤال الثاني " فان اجابتي على السؤال الاول " وين رايحين؟"تحملها اليافطات الضخمة التي تنتصب على اكتاف المدن وشوارعها الرئيسية وهي تحتضن بالابيض والاسود صورة ووصية الزعيم الخالد ياسر عرفات في الذكرى السابعة لرحيله مذيلة بتوقيعه " معا وسويا الى القدس" .
واذا كنا قد خسرنا جولة في سياق معركة الحق التي خضناها في ارفع منبر دولي وصفقت لنا فيه الامم ،فاننا قد كسبنا انفسنا واستعدنا عافيتنا وهيبتنا واصرارنا على امرنا، وهو ما اعاد حسابات عدونا الذي لم يتوقف يوما عن تعميق انقسامنا والاطاحة بامالنا وتطلعاتنا بالحرية والاستقلال على ارضنا .
واحسب ان الحل ليس بالحل كما يتردد على السنة البعض ،بل بتمكين الناس في اماكن تواجدهم،بكافة عناصر صمودهم وبقائهم،وتصليب الموقف الداخلي ،بوضع اتفاق المصالحة موضع التنفيذ ،والذهاب الى صناديق الاقتراع في اقرب وقت ممكن لانتخاب ممثلي الشعب في ربيع فلسطيني يطيح بالاحتلال وغطرسته، بالتوازي مع اعادة النظر في وظائف السلطة والتزاماتها بما يمكنها من الحفاظ على ما تحقق من انجازات ، وانتزاع ما منع عنها من حقوق ..
وبلغة الرياضة ،وبحسابات الفوز والخسارة ، فان الفريق الذي يخسر مباراة لا يحل نفسه بل يعيد النظر في خطط اللعب وطرائقه وتكتيكاته.