الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

صحفي فرنسي: هناك مجال لتغيير تعاطي الاعلام الاوروبي مع قضية فلسطين

نشر بتاريخ: 30/11/2011 ( آخر تحديث: 30/11/2011 الساعة: 20:59 )
رام الله- معا- أكد رئيس تحرير صحيفة "لوموند ديبلوماتيك" د. الان غريش، اليوم الأربعاء، أن هناك إمكانية لإحداث تغيير في آلية تعاطي الإعلام الأوروبي مع القضية الفلسطينية، لافتا في الوقت ذاته، إلى التأثير السلبي لحالة الانقسام، وغيره من العوامل في تقديم صورة سلبية عن الشعب الفلسطيني، ونضاله وتطلعاته.

وكان غريش، يتحدث خلال محاضرة بعنوان "الإعلام الأوروبي: تغطية الصراع الفلسطيني –الإسرائيلي"، نظمها مركز "تطوير الإعلام" في جامعة بيرزيت، وذلك في حرم الأخيرة شمال رام الله.

وقال غريش: القضية الفلسطينية مهمة في أوروبا لكنها ليست الأهم، فمنذ العام 1967، كان للصراع العربي- الإسرائيلي دور مهم في الإعلام الأوروبي، لكن ما يعرفه الناس عن الصراع لا يزال محدودا، ففي أحيان كثيرة يصعب على الناس فهم ما يحصل هنا.

وأضاف غريش: خلال فترة 1947 و1948 كان معظم المثقفين والأطر السياسية في أوروبا تتعاطف مع اليهود، وعندما حصل ما حصل العام 1967، كان الحديث يدور عن خطر العرب على إسرائيل، ووقتها كان 80% من الإعلام الأوروبي مؤيدا لإسرائيل.

وأشار غريش إلى أن نظرة الإعلام للصراع أخذت بالتغير شيئا فشيئا مع مرور الوقت، لا سيما عقب الاجتياح الإسرائيلي للبنان العام 1982، واندلاع الانتفاضة الأولى، باعتبار أنه حدث تغيير ارتباطا بتطور الكفاح الفلسطيني، وتنامي التأييد الدولي للشعب الفلسطيني وحقوقه.

وأوضح غريش أنه عقب توقيع "اتفاق أوسلو"، كان الإعلام بشكل عام مع الطرف الفلسطيني، لافتا في الآن نفسه، إلى أنه جراء هذا الحدث، جرى الترويج لأوهام، من قبيل أن الصراع قد انتهى، وأنه ستكون هناك دولة فلسطينية.

وقال غريش: إن أكبر وهم تمثل في تصوير الصراع وكأنه بين شعبين أو قوتين لهما نفس الإمكانيات على الأرض، لا بد من تركهما يتفاهمان للتوصل إلى حل، وليس أن هناك قوة احتلال، وشعب خاضع لهذا الاحتلال.

وأشار غريش إلى أن معظم التدخلات والضغوط الأوروبية عقب "أوسلو"، تركزت على الطرف الفلسطيني باعتباره الأضعف، وأوضح أنه بعيد اندلاع الانتفاضة الثانية، وما تخللها من عمليات تفجيرية، ورغم أنه كان حينها تعاطف كبير مع الشعب الفلسطيني من قبل الرأي العام الدولي، إلا أنه حصل في النهاية تغيير مهم في نظرة الإعلام إزاء الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي.

ولفت غريش إلى التأثير السلبي لأحداث "11 سبتمبر"، على صورة القضية الفلسطينية في العالم، خاصة جراء تقديم الإسلام وكأنه عدو للغرب، مشيرا إلى أنه عقب هذه الأحداث، جرى تصوير الصراع العربي –الإسرائيلي على أنه ليس صراعا سياسيا، بل حضاريا، إلى جانب التأكيد على كون إسرائيل جزء من الغرب.

وذكر أن التأييد الغربي لإسرائيل ليس أمرا جديدا، ما عزاه إلى الإشكاليات التي واجهت اليهود في العالم خلال القرن الماضي، عدا أن "الحركة الصهيونية كانت جزء من الحركة الاستعمارية"، مضيفا "نحن عدنا إلى هذا الوضع، والآن توجد فكرة أن تأييد الإسرائيليين ليس نابعا من كونهم يهودا، بل لأنهم غربيين".

ورأى غريش أن غياب استراتيجية فلسطينية واضحة المعالم، واستمرار حالة الانقسام، لهما تأثير سلبي على القضية الفلسطينية.

يذكر أن غريش يتواجد في الأراضي الفلسطينية، بناء على دعوة من معهد "إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية" التابع للجامعة.