نشر بتاريخ: 12/12/2011 ( آخر تحديث: 12/12/2011 الساعة: 22:48 )
واقعية حمد تتفوق على طموح محمود، خبرة النشامى والاستقرار الفني خلق الفارق، العمق الدفاعي لمنتخبنا واللياقة البدنية نقاط الضعف، الظواهر السلبية لازالت تتكرر وبحاجة لوقفة جادة، شوط ثاني خالي من الاثارة تماما
بيت لحم - معا - كتب عبد الفتاح عرار -خسر منتخبنا الوطني لكرة القدم اولى مبارياته في الدورة العربية المقامة في قطر لحساب المجموعة الثالثة التي تضم كل من ليبيا والسودان بالاضافة لفلسطين والاردن. وكان اللقاء الاول ضمن مباريات هذه المجموعة قد انتهى بفوز السودان على ليبيا بهدف وحيد، وتصدر الاردن هذه المجموعة بفوزه على منتخبنا باربعة اهداف مقابل هدف. وبقي لمنتخبنا مباراتان ضمن تصفيات هذه المجموعة امام كل من ليبيا والسودان.
واقعية حمد وطموح محمود
المدرب العراقي عدنان حمد المدير الفني للمنتخب الاردني تعامل مع المبراة بواقعية معتمدا على نشوة لاعبيه من جهة وعلى فارق الخبرة بين المنتخبين فاحسن توظيف لاعبيه وانتشارهم في الملعب وتوسيع المساحات من استنزاف منسوب اللياقة البدنية والسيطرة على خط الوسط متفوقا بذلك على طموح المدير الفني لمنتخبنا جمال محمود الذي يسعى لتقديم منتخب منافس معتمدا على زرع رغبة الفوز في عقول اللاعبين والحقيقة ان الرغبة في الفوز متوفرة لدى لاعبينا الا ان ثقافة الفوز هي الغائبة والمتمثلة في السلوك الذي سنتحدث عنه لاحقا والعصبية الزائدة والنظر للفريق المنافس على انه الافضل مما يؤدي بنا الى التقوقع في المنطقة الخلفية.
في حين ظهر المنتخب الاردني الشقيق منسجما هادئ الاعصاب احسن الانتشار وتبادل المراكز معتمدا على عناصر الخبرة الذين زج بهم حمد بين مجموعة جديدة سيكون لها شأن في مسيرة الكرة الاردنية وبالتالي طبقت تعليمات المدرب من اجل الظهور اللائق واثبات ذاتها في هذه المناسبة واكبر دليل على ذلك اللاعب حمزة الدردور الذي لعب في صفوف منتخب الشباب الاردني قبل عامين امام منتخبنا ها هو ينال فرصة اللعب في المنتخب الاول.
جمال محمود الذي تسلم مهام منصبه مديرا فنيا لمنتخبنا قبل فترة وجيزة اعتمد على نفس اللاعبين الذين مثلوا المنتخب في تصفيات كاس العالم و غالبيتهم والجديد على القائمة ربما كان لاعب الاولمبي خالد سالم والحارس توفيق علي وهو يخوض هذه التجربة مع المنتخب من اجل وضع خطة عمل جديدة لقادم الاستحقاقات وربما هنا نقول ان لدينا مشكلة في الجانب السلوكي عادة تؤثر على ادائنا وخاصة كثرة الاحتجاج والبطاقات وهذا يعود لجانب الثقافة سواء ثقافة الاحتراف او الانضباط السلوكي قبل التكتيكي على ارض الملعب ولن ينجح أي مدرب مع منتخباتنا اذا لم يستطع ايجاد حل لهذه الظاهرة.
فارق الخبرة والاستقرار الفني والنفسي
لا يختلف اثنان ان هناك فارق في الخبرة بين منتخبنا ومنتخب الاردن خاصة في التعامل مع المباريات الدولية وهذا ما جعل عدنان حمد يزج بخمسة لاعبين خبرة بجانب ستة من الوجوه الجديدة اعتمدت على رغبتها في الظهور مستفيدة من عناصر الخبرة فظهر كل من اللحام والخالدي بشكل رائع في المباراة وربما صبحا وجهين جديدين في صفوف المنتخب، في حين ان خبرة منتخبنا لازالت اقل بكثير من خبرة المنتخبات العربية وهذا ما يخلق الفارق على ارض الملعب.
اما العامل الاخر الذي ساهم في فوز منتخب الاردن فهو الاستقرار النفسي بسبب الاستقرار الفني فمنتخب الاردن يحقق نتائج جيدة هذا العام وتاهل للمرحلة الاخيرة من تصفيات اسيا المؤهلة لكاس العالم وقابل منتخبات قوية وهذا عادة يرفع من معنويات اللاعبين والجهاز الفني ويدفعهم لتحقيق مزيد من الانجازات، في حين ان منتخبنا كان قد ودع تصفيات كاس العالم ومر بفترة طويلة من حالة الفراغ الفني قبل تعيين محمود مديرا فنيا حتى ان فترة الاستعداد قبل الدورة العربية جاءت بعد فترة طويلة من توقف الدوري وبالتالي لا بد من ظهور فوارق اضف الى ذلك وبمنطقية ان اللاعب الاردني معد جيدا افضل من اللاعب الفلسطيني ويخوض دوري ااقوى بالاضافة لما ذكرت عن عامل الثقافة.
هدفان بنفس الطريقة
الهدفان الاول والثالث جاءا بنفس الطريقة لكن من زاويتين مختلفتين والسبب في كليهما عدم وجود لاعب في الزاوية البعيدة لمرمى الصيداوي من جهة مما ادى لذهاب الكرة في الزاوية الخالية هذا من جهة ومن جهة اخرى لم يكن هناك لاعبين طوال القامة مم الصيداوي فكان من الافضل ان يتواجد كل من مراد اسماعيل وخالد سالم في منطقة العمق عند تنفيذ الكرات الثابتة حتى ان عبد الله ذيب في الهدف الثالث انسل وحيدا ووضع الكرة في الزاوية البعيدة دون مضيقة من أي من المدافعين والمقلق في الامر ان الخطأ تكرر فبعد الهدف الاول كنت اظن ان لاعبا سيتواجد في الزاوية البعيدة عند اية ركنية اخرى لكن وبكل اسف لم يكن هناك تدارك لهذه المشكلة فكبدنا ذلك هدفا اخر بنفس الطريقة.
اخطاء اخرى بامكاننا تداركها
لا شك ان المنتخب الاردني هو الافضل وظهر بشكل جيد لكن كان بامكاننا تقديم مبراة افضل لولا الاخطاء البسيطة التي وقع فيها الفريق لان بديتنا في المباراة كانت قوية فاضاع خالد سالم انفرادا في الدقيقة الرابعة وربما يكون خالد سالم لاعب متميز يجيد التمركز لكنه متسرع وخاصة في انهاء الهجمة و اللمسة الاخيرة وبعد الانفراد ايضا ومن هجمة مرتدة ثلاثة لاعبين ضد ثلاثة في الدقيقة الثلاثين ويتسرع سالم ويسدد من مسافة بعيدة وكان قبلها قد تباطئ في كرة اسماعيل البينية وبدل التسديد عاد بالكرة الى الخلف.
اضف الى ذلك دقة التمريرات لم تكن كما يجب، والاحتفاظ المبالغ فيه بالكرة وربما الهدف الرابع كان خير دليل وحتى ان الارتداد للخلف لم يكن كما يجب بسبب نقص اللياقة، لاحظت ايض كيف ان حائط الصد في الدقيقة الثامنة وعند تسديد الكرة قد تفرق وجعل الكرة تباغت الصيداوي وكادت ن تكون هدفا.
اما العامل لاهم والذي بحاجة لوقفة جادة فهو عامل اللياقة البدنية فمنسوب اللياقة البدنية الذي يحتاجه اللاعب الفلسطيني في الدوري المحلي لا يكفي لشوط واحد في المنافسات الدولية وخاصة التحمل وتحمل السرعة وربما بدى ذلك جليا من خلال ظهور منتخبنا مع نهاية الشوط الاول وفي الشوط الثاني الذي كان بعيدا عن الاثارة كليا. ومن هنا لا بد من الاخذ بعين الاعتبار ضرورة التركيز على الجانب البدني والسلوكي والا فلا يمكن ان نحقق ما نصبوا اليه.
الاحتجاج والبطاقات
ظاهرة تكلمنا عنها ولا زلنا ولكنه متكررة لم يجد لها الجهاز الفني أي حل وهي تربك الفريق فاكملنا المباراة بنقص لاعبين في ظل نقص اللياقة مما جعل المنتخب الاردني يبدو في حصة تدريبية في الشوط الثاني فلا يحسن لاعبينا التعامل مع هذه المواقف وكرسوا كثرة احتجاجاتهم على حكامنا في الدوري المحلي مع المنتخب فراينا اكثر من لاعب يناقش الحكم مع كل قرار وليس قائد الفريق وهذه ظاهرة سلبية يجب التخلص منها مع الابتعاد عن الاستهانة بقيمة البطاقات الملونة وتاثيرها على الفريق ولن اعيد من جديد ما اكتبه دائم عن هذه الظاهرة المسيئة وعلينا وقفها فورا ولو كانت على حساب من يعتقدون انهم نجوم.
الشوط الثاني خال من الاثارة
حتى وان كنت النتيجة بثلاثة اهداف لهدف فهي نتيجة طبيعية في كرة القدم وبالامكان تعويضها اذا كان هناك اصرار على ذلك، الا ان منتخبنا الذي ظهر ورغم تاخره بشكل افضل في الشوط الاول خاصة مع فرص خالد سالم الاربعة الانفرد في الدقيقة الرابعة وعدم استغلال بينية مراد اسماعيل في الدقيقة 27 وراسيته الذي انقذها العمايرة في الدقيقة 30 والمرتدة التي سددها برعونة في الدقيقة ثلاثين وتسديدة ابو صالح التي ارتطمت في القائم في الدقيقة في الدقيقة 12 وهدف اشرف نعمان الرائع كل ذلك كان يجب ان يكون حافزا لمنتخبنا لتقديم شوط ثاني افضل من اجل تقليص الفارق ولكن انخفاض منسوب اللياقة والعصبية الزائدة جعلت من الشوط الثاني شوط التسليم بالامر الواقع حتى ان البدلاء لم يكونوا في الموعد وتراجع الفريق للخلف واصبح اللعب محصورا في نصف ملعبنا.
على كل الاحوال ان راجعنا اخطاء المباراة نجد انه من الممكن معالجتها قبل اللقاء القادم لان الاهداف التي ولجت مرمانا كانت من كرات ثابتة في حين اننا لم نستغل الفرص لتي سنحت لنا. فان ابتعدنا عن العصبية والسلوك وركزنا على الانضباط وحسن الانتشار والاداء الجماعي الرجولي فنحن قادرون على تغيير هذا الواقع.