الأحد: 05/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

تواصل فعاليات مؤتمر التجارة العادلة من اجل السلام والتنمية المستدامة في فلسطين

نشر بتاريخ: 28/11/2006 ( آخر تحديث: 28/11/2006 الساعة: 21:23 )
جنين -معا- تواصلت لليوم الثاني على التوالي أعمال مؤتمر التجارة العادلة من أجل السلام والتنمية المستدامة في فلسطين، والتي تستمر ثلاثة أيام.

وتمحورت أعمال اليوم الثاني حول تجارب الدول النامية في مجال التجارة العادلة، حيث تحدث ليوغسيل من منظمة أكسفام/ بلجكا عن نشأة المنظمة وأهدافها المتمثلة في تشجيع التجارة، وهي تملك حاليا 25 محل لتسويق منتجات التجارة العادلة بموازنة تصل الى 20 مليون يورو، وان هناك 180 منتج يتم تبادلها منها 35% منتجات عضوية.

واكد على :"ان التجارة العادلة هي اداة للتطور ولا نعتقد ان التجارة العادلة ستصبح نظام التجارة المستقبلي وانما اداة للتنمية، وجعل النظام التجاري اكثر عدالة، وانه يمكن اظهار التضامن مع الشعب الفلسطيني من خلال شراء زيت الزيتون، اضافة الى ان هذا النوع من التجارة يمكن المنتجين المهمشين من الوصول الى الاسواق العالمية، وبالتالي بناء علاقة مبنية على الشراكة ما بين المنتجين والأسواق، موضحاً أن شروط وصول أي منتج للأسواق العالمية يتطلب التمتع بمواصفات الجودة العالية".

واستعرض حجم المنتجات الفلسطينية التي تم استيرادها من قبل الـ أكسفام " والتي تمثلت في زيت الزيتون من خلال الاغاثة الزراعية من1992-2006 وبلغت الكمية حوالي 30 الف لتر، اضافة الى4 طن من اللوز سنويا، والمفتول 20طن، والبلح5 طن سنويا، وقال تبقى لدينا الحاجة للبندورة المجففة، والحمص، والمنسوجات اليدوية التي يمكننا بيعها".

واستعرض الفوائد التي يمكن تحقيقها من التجارة العادلة وهي "سهولة الوصول للاسواق، ومنتجات ذات جودة عالية، وتبادل المعلومات والخبراء، واقامة علاقات طويلة الامد، وهي وسيلة لتوجيه رسائل للخارج حول معاناة الشعب الفلسطيني والظروف التي يعيشها".

ومن جهته تحدث جورجيو ديلفيومه من منظمة الترو ميركات الايطالية عن العلاقة التي ربطته بالشعب الفلسطيني من خلال عمله مع النقابات المهنية، مشيراً إلى الجانب الاجتماعي الذي يمكن للتجارة العادلة أن تفرزه من خلال التضامن الكبير مع قضايا ونضال الشعب الفلسطيني، وان منظمته تملك 300 محل لبيع المنتجات الزراعية وانه يتم استيراد ثلاثة آلاف منتج من الطعام والمشغولات اليدوية من 40 دولة، منوهاً إلى أن منظمته تعتبر منظمة اقتصادية وليست خيرية وتعمل من اجل تغيير قواعد التعامل ما بين الشمال والجنوب وضمان تحقيق الديمقراطية، الأسعار، الشفافية، والحقوق النقابية.

وتحدث عن الصعوبات التي تواجه الفلسطينيين في عملية التسويق من ناحية تفضيل المستهلك للزيت الايطالي على الفلسطيني وصعوبة في نقل الزيت الفلسطيني بالطائرات والتأخير الذي ينتج في ميناء اشدود وبالتالي التأثير على المواصفات.

واضاف انه قد تم استيراد 64 طن من المفتول من فلسطين وانه المفتول يتم بيعه بسعر عالي جدا والمفتول الفلسطني الافضل عالميا وقد حصل على جائزة البحر الابيض المتوسط في الجودة وان لديه فرصة للتسويق في الاسواق العادية والتجارة العادلة ، اضافة الى التمور من اريحا والتي يتم استخدامها في حفلات الزفاف كعلامة للسلام.

وتمنى ان ياتي العام القادم الى فلسطين ليرى محلات للتجارة العادلة في مدينة القدس، وان الجامعة العربية تعمل مع الدول والمنتجين في الجنوب من اجل تشجيع التسويق وان هذه تعتبر وسيلة للنضال ضد الدول الغربية التي لا تساعد نضالات الشعوب المحتلة.

وتحدث يوخي ويل من حملة زيت الزيتون من سويسرا عن تجربته وقدم اعتذاره للشعب الفلسطيني كونه يهوديا عن ممارسات الاحتلال الاسرائيلي.

وقال" انا كيهودي اعيش في سويسرا وإن ما رايته مخالف لروح التوراة والوصايا العشر، وان ما يحدث للشعب الفلسطيني هو عار في جبين كل يهودي وانه يجب احترام حقوق الشعب الفلسطيني" .

واشار الى ان حملة زيت الزيتون والتي تم البدء بتنفيذها عام 2000 جاءت كرسالة ضد الاضطهاد والظلم والاحتلال، وانه قد تم تسويق 9 طن من زيت الزيتون الفلسطيني من المواصفات العالية وتم بيعه بسعر جيد واستخدم العائد من اجل دعم مشاريع لتأهيل المجتمع وذوي الحاجات الخاصة في فلسطين بالتعاون مع الاغاثة الطبية، وبرامج التدريس في مدينة القدس كون اسرائيل تحاول عزلها عن الضفة الغربية، اضافة الى دعم المدنيين اللبنانين في الحرب الاخيرة بالادوية .

وتحدث السيد ياسو كوندو من منظمة التجارة البديلة من اليابان حول تجربة منظمته في التسويق واعتمادها على مبدأ تجارة من شعب الى شعب، واشار الى ان المنتجين في فلسطين والمستهلكين في اليابان على استعداد لرؤيا مشتركة وان السلام في فلسطين لديه اهمية كبيرة في السلم العالمي وان منظمته تركز على العلاقة ما بين الشعوب والتبادل المشترك .

وتحدث على انه قد تم ترجمة فلم الجدار الحديدي الى اللغة اليابانية وعرضه من قبل الجمعيات التعاونية في اليابان،واشار الى أهمية إيجاد طريقة لتحسين البنية التحتية واستقرار الدخل للمزارع الفلسطيني .

ونوه الى ان هناك صعوبات فتواجه منظمته في تسويق زيت الزيتون الفلسطيني كونه لا يتم استهلاكه بشكل كبير وانه يجري العمل حاليا لإصدار كتالوجات تتحدث عن الفوائد الغذائية والصحية للزيت الفلسطيني من اجل تسهيل تسويقه.

وفي تجربة حول خصائص الزيت الفلسطيني والعوامل المؤثرة قدم المهندس محمد حميدات من شركة الريف عرضا حول رسالة ماجستير قام بإعدادها حول هذا الموضوع والتي تتمحور حول العامل DLTA 7 والذي يؤثر على نوعية الزيت، والتي تظهر ان هناك عوامل تتحكم في نوعية الزيت من أهمها ذبابة ثمار الزيتون،طريقة التخزين، الظروف البيئية، الأوراق، موعد الحصاد، الموقع الجغرافي.

وتطرق الى بعض التوصيات للمحافظة على جودة الزيت الفلسطيني منها: التعاون مع الجامعات لاجراء بحوث على الزيت، والوقت المناسب لقطف الزيتون، تدريب المزارعين على مكافحة ذبابة ثمار الزيتون، تمكين الزيتون في المناطق الجبلية على الحصول على مياه اكبر في الصيف، الحد من عملية التبخر من خلال تغطية الارض بالحشائش، عصر الانتاج بعد قطفه مباشرة، تجنب استخدام الاكياس البلاستيكية، درجة حرارة المعصرة يجب ان تتراوح ما بين 28-32 م، حفظ الزيت في عبوات معدنية (STANLEES STEEL ) بعيدا عن الرطوبة، الحرارة، واشعة الشمس .

أما فيما يتعلق بالجلسة التي تمحورت حول موضوع ( التجارة العادلة، التنمية المستدامة والاستقلال الوطني )، فقد تحدث بسام الصالحي عن دور التجارة العادلة في النضال من أجل الاستقلال الوطنين، مشيراً إلى أهمية هذا النوع من التجارة في ظل الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي يعانيها المزارع الفلسطيني، جراء ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، موضحاً أن المعايير التي تتبناها التجارة العادلة تصلح في التجارة الفلسطينية، خاصة في ظل اختلال التوازن ما بين الواردات والصادرات الفلسطينية.

وقال ان التجارة العادلة تمكن من الوصول إلى الأسواق العالمية، كما تناول مفهوم التجارة الدولية وكيفية تحكم الدول الرأسمالية في هذه التجارة وبالتالي تأثيرها على الدول النامية والمزارعين وصولاً إلى المزارع والاقتصاد الفلسطيني".

من جانبه تحدث سليم أبو غزالة مدير دائرة التجارة العادلة في فلسطين حول أثر التجارة العادلة على تطوير اقتصاديات صغار المنتجين الفلسطينيين، مستعرضاً خبرة الإغاثة الزراعية في مجال تصدير المنتجات والمحاصيل الزراعية، خاصة زيت الزيتون، اللوز والمفتول، منوهاً إلى أن عضوية الاغاثة الزراعية في منظمة التجارة العادلة تمكن المزارعين الفلسطينيين من الدفاع عن قضاياهم والحد من الاحتكار في ظل الصعوبات التي يواجهها جراء ممارسات الاحتلال التعسفية، مذكراً بالنجاحات التي حققتها الإغاثة الزراعية في هذا النوع من التجارة، خاصة مساهماتها في تحسين جودة الزيت.