الخميس: 02/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

في عرس جماعي رعته دولتي الامارات وقطر: 53 عريسا من محافظة جنين يحتفلون بزواجهم

نشر بتاريخ: 08/12/2006 ( آخر تحديث: 08/12/2006 الساعة: 22:49 )
جنين -معا- في جو من الفرحة وبمشاركة فرقة موسيقية، وفي سابقة قد تكون نادرة هذه الايام في المحافظات الفلسطينية، احتفل 53 عريسا من محافظة جنين بزواجهم في عرس جماعي أقيم على نفقة رجال أعمال من دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر.

حيث اشرف على العرس الجماعي لجنة من أربعة مواطنين فلسطينيين من محافظة جنين وحضر الحفل أكثر من 2000 مواطن من أقارب العرسان وأصدقائهم.

وبدء الحفل بآيات من القران الكريم ومن ثم الوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء ومن ثم الكلمات التي أشادت بالمشروع الذي يهدف إلى تحقيق أحلام الكثير من الشبان ممن اضطروا بسبب الظروف الصعبة الراهنة لتأجيل زفافهم لسنوات، وتلا ذلك اغاني شعبية من أربعة شعراء فلسطينيين وهم موسى الحافظ، وحافظ موسى ونجيب صبري، وبلال صبيح وعازف الاورج نبيل داوود، وعازف اليرغول هاشم سويطي مع مشاركة فرقة مرج ابن عامر للدبكة الشعبية من مخيم جنين.

والأعلام الفلسطينية والقطرية والإماراتية كانت زينة المكان الذي أقيم فيه العرس الجماعي وهو قرية حداد السياحية فعندما تدخل إليها ترى جموع غفيرة من المواطنين الذين ينتظرون خروج العرسان من الغرفة المجاورة للمنصة حيث يلبسون اللباس الرسمي باللون الأسود ووجوههم مشرقة بالفرحة ليوم زفافهم .

وبعد ذلك اصطف العرسان على منصة أقيمت في الساحة الكبرى من قرية حداد السياحية وسط هتفات وتصفيق الحضور .

ورحب عز الدين شعبان احد أعضاء الهيئة المشرفة على الاحتفال وعريف الحفل بالضيوف موجها الشكر إلى الذين دعموا هذه المبادرة والتي تعتبر من أهم المبادرات الاجتماعية خاصة في ظل الحصار الاقتصادي المفروض على الشعب الفلسطيني .

وبدوره قدم محافظ جنين قدوره موسى التهاني والتبريكات للعرسان الثلاثة والخمسين كما قدم التبريكات والشكر لأهالي العرسان، للقائمين على الاحتفال والداعمين للمهرجان .

وذكر موسى "أن هذا العمل هو تحدي للعالم ورسالة ننقلها لهم لنقول لهم أن الشعب الفلسطيني يفرح ويحزن في آن واحد ".

وأكد موسى أن الإرادة الفلسطينية المتماسكة ستنتصر دائما على العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.

وقال موسى " أن جنين تفتخر بأبنائها الشهداء والجرحى والمعتقلين ورغم ذلك يحب الشعب الفلسطيني الحياة ويعشقها ".

وهنأ وليد كامل جرادات عضو اللجنة المنظمة للعرس الجماعي في كلمة له أهالي محافظة جنين وذوي العرسان وقال "انه يوم فرحة خاصة وشاملة في جنين فالعرسان المشاركين قدموا من جميع أرجاء المحافظة وجميعهم واجهتهم عقبات مادية كانت عائقا رئيسيا أمام تمكنهم من استكمال زواجهم".

ووجه جرادات الشكر والتقدير إلى كل الذين ساعدوا في إنجاح العرس الجماعي وخصوصا دولتي الإمارات العربية المتحدة وقطر حكومة وشعبا ومؤسسات وأولئك الذين دأبوا على دعم إخوانهم في فلسطين.

وأشار في كلمته إلى الدعم الإماراتي لإعادة أعمار مخيم جنين بعد ما تعرض له من تدمير خلال الاجتياح الإسرائيلي المدمر ومجزرة نيسان عام 2002 إضافة إلى الدعم القطري والإماراتي المتعدد الأشكال لشعبنا

ومن ثم بدأ الاحتفال بالأغاني الزجلية والدبكة الشعبية وإلقاء أبيات الشعر من الشعراء الذين مدحوا الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر على المساعدة المادية لمجموعه من الشباب كما أشادوا في شعرهم بالمساعدات والتضحيات المقدمة من الدولتين إلى الشعب الفلسطيني والوقوف بجانبهم في محنتهم في ظل العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.

وفي لقاء مع مدير اللجنة شفيق رفاعي قال "أن المساعدات والدعم أتت من رجال أعمال من دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر واشرف على الحفل الجماعي أربعة أشخاص من مدينة جنين وهم شفيق الرفاعي ووليد جرادات وعز الدين شعبان وعبد الغني عطاطرة والفئة المستفيدة هم الشباب العاطلين عن العمل الذين لا يستطيعون الزواج بسبب الظروف الاقتصادية السيئة والتي يعاني منها نسبة كبيرة من أبناء الشعب الفلسطيني".

وقال رفاعي أن تكاليف الحفل الجماعي بلغت 15 ألف دينار أردني أي ما يقارب 21300دولار أمريكي تقريبا كما تعطى لكل عريس 1600 دينار أردني أي ما يقارب 2264دولار أمريكي تقريبا والتي تتضمن غرفة نوم وغرفة ضيوف ومصاغي ذهبية بقيمة 500 دينار أردني أي ما يقارب 700 دولار أمريكي".

من جهته قال علي ميتاني 31 عاما من بلدة يعبد احد العرسان المشاركين في العرس الجماعي "أن الذي أجبرني على المشاركة في الاحتفال هو الوضع الاقتصادي السيئ حيث كنت اعمل في إسرائيل ومع دخول الانتفاضة الفلسطينية عام 2000 انقطعت عن العمل ولا يوجد لي دخل إلا أنني اعمل في مناطق السلطة الفلسطينية بأجر زهيد جدا أي ما يقارب 150 دولار شهريا وهذا لا يكفي إلى أن أتزوج الفتاة التي تنتظرني ما يقارب الثلاث سنوات ونصف حيث يكلف العرس الفلسطيني ما يقارب 15 ألف دولار ".

وأعرب الميتاني عن سعادته بالمساعدة السخية التي قدمتها الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر للشباب الفلسطيني وتشجيعه على الزواج وقال "لم أكن أتخيل أن أتزوج نهائيا بسبب الظروف الاقتصادية ولكن عندما سمعت عن المساعدات للراغبين في الزواج قدمت أوراقي للجنة في مدينة جنين حتى أتزوج واخذ الفتاة التي أحببتها وتمنيت أن تكون شريكة حياتي".

بينما العريس محمد لم يستطع أن يعبر عن فرحته إلا بالابتسامة التي رسمت على وجهه حيث قال "لم أكن أتوقع أن تفرج علي بهذه الصورة فبعد انقطاع الرواتب على الموظفين أصبت بإحباط ويأس شديدين حيث لم استطع إتمام الزواج وتوفير الإمكانيات اللازمة لتحضير الزفاف لأسكن في عش الزوجية مع التي كانت خطيبتي والآن هي زوجتي على سنة الله ورسوله حيث دامت الخطبة سنتين تقريبا".

وأضاف "كنت في الحقيقة أفكر بفسخ الخطوبة لعجزي على توفير اللازم لأني لا أريد أن أطول المدة أكثر من ذلك إلا أن خطيبتي كانت تشجعني بقولها لا بد ان يأتي الفرج بعد طول صبر، وهاهو قد جاء من الدعم الإماراتي والقطري فعندما سمعت عن اللجنة المشرفة بادرت مسرعا إلى التسجيل وها أنا عريسا وبعد ساعات أكون في البيت التي تنتظرني فيها زوجتي".

وقدم محمد بدارنه شقيق احد العرسان في الحفل الجماعي الشكر لدولة الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر متمنيا لهم المزيد من التقدم والتطور".