الجمعة: 26/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الطوارق يعلنون"دولة أزواد" ..ما علاقتهم بالعرب؟

نشر بتاريخ: 07/04/2012 ( آخر تحديث: 08/04/2012 الساعة: 07:12 )
بيت لحم- معا- أعلن متمردو الطوارق في مالي يوم أمس الجمعة استقلال منطقة أطلقوا عليها اسم "دولة أزواد" بعد أن استولوا هذا الأسبوع على بلدات رئيسية في تقدم فاجأ المجموعة العسكرية التي أمسكت بزمام الأمور في البلاد في الآونة الأخيرة.

وقال متحدث باسم الحركة الوطنية لتحرير ازواد ان استقلال دولة ازواد يتماشى مع القانون الدولي ومن خلال حق الشعب في اختيار سياساته بنفسه بحرية و"اختيار" الطريقة التي يديرون بها أرضهم وكذلك اتخاذ قرار بشأن طرق استغلال مواردهم وثرواتهم وأرضهم".

ويحلم متمردو الطوارق بالانفصال منذ استقلال مالي عن فرنسا عام 1960 لكنهم لم يلقوا تأييدا دوليا يذكر لهذه الخطوة التي يخشى جيران مالي أن تشجع حركات انفصالية في أماكن أخرى.

ولا توجد اشارة تذكر على تأييد دولي للاستقلال الكامل لازواد. وقال وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونجيه إن باريس ترفض بشدة إعلان الاستقلال.

فمن هم الطوارق؟
تنعدم تقريبا الإحصاءات الرسمية الدقيقة للطوارق بفعل حياة الترحال والتجوال عبر دول الصحراء من ليبيا، الجزائر، موريتانيا، والنايجر، مالي وحتى بوركينا فاسو فغابت الأرقام الدقيقة لعدد سكان قبائل الطوارق واخر التقديرات السكانية لهم في عقد التسعينات من القرن الماضي حوالي ثلاثة ملايين ونصف (3.500.000) نسمة يتوزعون كما يأتي:
أ‌- جمهورية مالي في مدينة تمبكتو العاصمة الإسلامية لمملكة المغرب الاقصى (مملكة مالي) وفي ازواد وادغاغ جاو /كيدال وعلى امتداد صحراء جمهورية مالي بنسبة 85% من مجموع نفوس قبائل الطوارق في افريقيا.

ب‌- يتوزع بقية الطوارق في كل من:
1- في الجنوب من الجماهيرية العربية الليبية
2- الجمهورية الجزائرية
3- جمهورية النيجر في اقليم إيبّير
4- جمهورية بوركينافاسو

وفي كتابه (الرجال الزرق الأسطورة والواقع)، يتحدث عنهم الكاتب عمر الأنصاري من ناحية الجذور التاريخية والثقافة.

يقول الانصاري: ينسب الطوارق إلى الصنهاجيين، وهم تجمع قبلي كان يضم جدالة ولمطة ولمتون وتارقة ومسوفة، وهم الذين أسسوا دولة المرابطين في القرنين الخامس والسادس الهجريين، وأغلب كتاب التاريخ الإسلامي ينسبون صنهاجة إلى حمير، ويدللون على ذلك بأدلة كثيرة لا حصر لها.

ولقد احتفظ الشعب الطارقي وهو شعب مسلم، من أصل سامي بهويته الحضارية الأصيلة، ولغته الوطنية خاصة به، وحروفها تسمى التيفيناغ وهي تجعله أحد الشعوب الإفريقية النادرة التي تملك أبجدية نظيفة يرجع وجودها إلى ثلاثة آلاف سنة قبل ميلاد المسيح تقريبا، كما تشهد على ذلك الكتابات والنقوش التي تمثل الصحراء وأفريقيا الشمالية.

بالإضافة إلى احتفاظ الطوارق الأمازيغ بكتابة الحروف الهيلوغرافية، فإن القبائل العربية الأخرى المندمجة مع الطوارق، استطاعت كذلك حفظ القلم المغربي ورش، كما يطلقون عليه وهو الخط الكوفي القديم، حتى لا تخال كتابة أحدهم اليوم قادمة من العصور الإسلامية الوسطى، إن اللهجة الطارقية هي الوحيدة من بين اللهجات الأمازيغية التي حافظت على جذور الأمازيغية التي أميتت وذلك بحكم عزلة الطوارق، كما يفيد محمد شفيق في معجمه الأمازيغي.

يمتاز الطوارق بالصفات الخلقية والأخلاقية التي امتاز بها أجدادهم المرابطون، من طول قامة ووفرة قوة وصلابة عود، يمتازون بالإخلاص الشديد والوفاء بالوعد إلى درجة الإسراف، وبنوع من الفروسية غريب، وكانوا الى حد قريب لا يستعملون الأسلحة النارية، لاعتقادهم أنها أسلحة غدر، كما لا يطعنون عدوهم من خلف، ولا يسممون سهامهم ورماحهم، بل يربأون بشجاعتهم أن تنحدر إلى هذا الدرك.

أهم ما يذكر في بدايات مشكلة الطوارق المعاصرة، تلك اللحظة التي بدأت فيها أوروبا بالتطلع إلى أفريقيا، في القرن السابع عشر الميلادي، وتم القضاء على كل الزعامات التي تصدت لها، وعلى النظم التي كانت موجودة، غير مستفيدة من حضارة المنطقة.

وبعد فشل محاولات التنصير، قررت فرنسا جعل صحراء الطوارق منطقة خطرة، وصنفت سكانها كأكبر متمردين على الجمهورية الفرنسية، عقد البرلمان الفرنسي عام 1957 العزم، فأنشأ التنظيم المشترك للمناطق الصحراوية، الذي عدد المناطق المقرر إلحاقها، وكان الطوارق هم الضحية الكبرى لهذا المخطط الذي مزقهم.

الجذور العربية والإسلام
الطوارق هم مجموعات واتحادات قبلية كبرى جمعتها خصوصية الصحراء منذ قرون ما قبل الميلاد حتى يومنا هذا.

فإن اسم الطوارق، تنضوي تحت لوائه اليوم أيضًا قبائل عربية عظيمة، أقامت سلطانًا في الصحراء، تتكون في الأساس من قبائل هاجرت صوب الصحراء في العهد المغربي الذي امتد سلطانه إلى منعرج نهر النيجر في تمبكتو. وهذه القبائل والبيوتات اندمجت مع الطوارق إلى درجة أن بعضها تحول عن لسان العربية إلى لسان الطوارق من طول الجوار. ومن القبائل العربية الكبرى قبيلة الأنصار، وبيوتات من الأشراف، والكنتة، والبرابيش، وقد أقامت الأولى (الأنصار) إمارة في منطقة أزاواد في شمال جمهورية مالي وعن طريقها دخل الإسلام والثقافة العربية إلى أجزاء من إفريقيا السوداء.

وهم الذين أسسوا دولة المرابطين في القرنين الخامس والسادس الهجريين، وأغلب كتاب التاريخ الإسلامي ينسبون صنهاجة إلى حمير، ويدللون على ذلك بأدلة كثيرة لا حصر لها.

الطوارقي يرى إن البطولة تعود إلى حليب الثدي لا إلى أرومة رجولية. وفي طقوس الزواج الطوارقي ما يعزز رأفة الرجل بالمرأة، فعليه أن يعامل الزوجة وفق قانون ليالي التراحم الثلاثة الأولى من زواجه، ففي أول ليلة عليه اعتبارها أمه، وفي الثانية أخته، وفي الثالثة زوجته، فإن فسدت علاقته بها كزوجة، عاملها كأخت، وإن فسدت علاقة الأخوة، عاملها كأم،.

وللتذكير فإن شمال مالي والنيجر به قبائل عربية صريحة والعرب بينهم وبين الطوارق حروب ومشاكل واللبس يجمع سكان الصحراء والمناطق التى أسلمت بفضل الدعاة الموريتانيين في غرب إفريقيا حيث تلحظ وجود الدراعة والعمامة والقلمز الأحمر " طربوش " كان يلبسه العلماء والجنود قديماً.