الأربعاء: 08/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

جولة في قواعد اسرائيل الجوية والبرية والبحرية

نشر بتاريخ: 24/04/2012 ( آخر تحديث: 24/04/2012 الساعة: 22:28 )
بيت لحم- معا- باتت اجهزة المحكاة التي يستخدمها الجيش الاسرائيلي وسيلة تدريب مهمة جدا توفر على خزينته ملايين الشواقل سنويا ولمعرفة طريقة تدريب الجيش بواسطة اجهزة المحاكاة، حضر مراسل الملحق الاقتصادي لصحيفة هارتس " The Marker" احد التدريبات المتعلقة بالطريقة التي سيدير فيها الجيش الاسرائيلي الحرب القادمة وعاد اليوم "الثلاثاء" بالتقرير التالي مصحوبا بفلم فيديو يوثق جانبا من هذه التدريبات :

اقلعت يوم الخميس الماضي من مطار دوف العسكري طائرة مروحية قتالية من طراز "يسعور" في تحليق تدريبي تخلله توقف قصير على سطح مبنى قيادة الاركان الاسرائيلية وسط تل ابيب، واصل بعدها قائد التدريب طريقه نحو مطار "بن غريون" وفجأة تغيرت ظروف الرؤيا واصبحت صعبة جدا فواصل الطيار توجيه المروحية دون إمكانية رؤية أي شيء بالعين او معرفة ماذا يجري خارج المروحية ولاحظ تحت الضغط احدى ساعات القياس في كابينة المروحية تشير الى توقف احد المحركات عن العمل ولحسن الحظ نجحت الطائرة بالهبوط في مطار بن غريون بسلام ودون أي ضرر فيها او بطاقمها وعمليا لو تحطمت المروحية فان حجم الضرر المتوقع سيكون ضئيلا كون الرحلة الجوية موضوع التقرير لم تجر في الواقع بل على شاشات المحاكي فقط الذي لم يغادر الارض ولم يخرج من قاعدة " بلماخيم" حيث جرى التدريب .

واضاف التقرير بان اجهزة المحاكاة تلك تحولت خلال العقد الماضي الى امر شائع داخل الجيش الاسرائيلي بمختلف اسلحته وقواته حيث يوفر استخدام هذه الاجهزة امكانيات غاية في الاهمية مثل الوقود والقذائف كما تسمح بالتدريب في ظل اجواء غاية في القسوة والتطرف والخطورة ويقلص امكانية وقوع حوادث اثناء التدريبات .

وكعادته كل عام فتح الجيش الاسرائيلي قواعده امام الجمهور بمناسبة ما يسمى بعيد " الاستقلال" الامر الذي استغله المراسل الصحفي فنفذ زيارات في سلاح الجو والبحرية والقوات البرية وشاهد اجهزة المحاكاة العاملة فيها وكان جهاز محاكاة طائرة " اليسعور " هو الاهم من بين جميع الاجهزة التي زارها ويدور الحديث عن قمرة طيار معلقة على ذراع متحركة تعمل على تحريك القمرة بجميع الاتجاهات بما يشبه الرحلة الجوية الحقيقية ويعتبر هذا الجهاز جزءا اساسيا في تدريبات طواقم الطائرات المروحية والطائرة المسيرة " دون طيار" وتضم قاعدة بلماخيم 9 اجهزة محاكاة يمكنها تنفيذ 306500رحلة جوية سنويا بمعدل 30-40 طلعة جوية يوميا وبالمجمل يمتلك سلاح الجو الاسرائيلي 20 جهاز محاكاة تم ابتياعها من شركات الصناعات الامنية مثل شركة ارميديلو وشركات متخصصة بصناعة المنصات الجوية مثل شركة لوكهيد مارتن كما ان جزءا من تطوير هذه الاجهزة قد جرى داخل سلاح الجو بما يتناسب مع احتياجاته .

بدأ استخدام اجهزة المحاكاة التدريبية في الجيش الاسرائيلي مطلع خمسينيات القرن الماضي لكن السنوات الاخيرة شهدت نضوجا في استخدام هذه الاجهزة واتساعا في نطاقها حيث ادرك سلاح الجو مطلع العقد الماضي مدى جدية الاستثمار في هذا المجال، وذلك بعد نضوج وتطور هذه التكنولوجيا وحاليا يمكن القيام باشياء كثير وعديد من خلال هذه الاجهزة وفقا لاقوال احد قادة التدريب في سلاح الجو الذي اكد ان حادثة سقوط المروحيات المعروفة في الجيش باسم " مأسات المروحيات " كانت احد الاسباب الرئيسية لاتخاذ هذا القرار والاستثمار في مجال اجهزة المحاكاة التي تعمل في قاعدة البلماخيم خمسة ايام في الاسبوع من السابعة صباحا وحتى ساعات منتصف الليل ويجري تغيير الطاقم الذي يخضع للتدريب كل ساعة تقريبا .

وتمثل عملية تدريب طواقم المروحيات على شن هجمات وتنفيذ عمليات في قطاع غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان احد استخداماتها الرئيسية حيث نفذ الطيارين عبر جهاز المحاكاة عملية هجومية على قطاع غزة وتدربوا على الطيران بارتفاع حقيقي واستهدفوا احد المباني ومن نفس النافذة دون وكان هذه التدريب الساعة السادسة من مساء الجمعه لتندلع الحرب على غزة يوم السبت لينفذ الجنود نفس الهجوم ويستهدفوا ذات المبنى ومن نفس النافذه التي سبق ان تدربوا عليها قبل ساعات فقط .

وتمنح اجهزة المحاكاة افضليات كثير لسلاح الجو مثل اجراء التدريبات في اجواء غاية في التطرف والخطورة حيث يمكن للمتدربين ان يتعاملوا مع اوضاع مختلفة ومعقدة وخطيرة في رحلة جوية تدريبية عبر الجهاز لا تزيد عن ساعة وربع الساعه لا يمكن لرحلة جوية عادية ان تحاكيها حيث لا يمكن واقعيا الاقلاع بطائرة مروحية مثل واطفاء منظومة المرواح مثلا لمعرفة ماذا يجري وما قد يحدث وكيف يمكن مواجهة هذا الوضع ؟ وهذا ما يمكن القيام به من خلال المحاكي كما يمكن ومن خلال هذه الاجهزة التدريب دون الحاجة للاقلاع على عملية التنسيق بين عدة طائرات وفقا لما قاله قائد التدريب في قاعدة البلماخيم " اورون " الذي اشار الى اقامة منظومة متصلة ببعضها البعض تضم عدة اجهزة محاكاة في قاعدة "حتسور " الجوية بما يشبة مزرعة جوية كبيرة تضم 8 مقصورات تدريبية لطائرات من طراز اف 16 حيث يمكن للطيارين الاقلاع " التدريبي " بنظام الرباعية " سرب من اربع طائرات " ومحاكاة معارك جوية ومحاكاة طائرة معادية .

واخيرا شاهد المراسل تدريبات بحرية حيث ظهرت شواظئ حيفا على شاشات يحاكي زورق الصواريخ اضافة الى تدريبات في احد قواعد القوات البرية " قاعدة جوليس" التي ستخدم هي الاخرى اجهزة المحاكاة تتضمن مضمار لرماية الحية ومدافع متحركة التي تستخدم في تدريبات قوات المشاة وطواقم بطاريات المدفعية حيث سجل العام الحالي ارتفاعا بنسبة 75% في حجم استخدام اجهزة المحاكاة لتدريب قوات المشاة والمدفعية في القاعدة المذكورة قياسا بالعام الماضي حيث اطلق الجنود في هذه القاعدة 7 ملايين طلقة " تدريب غير حقيقية " من اسلحتهم الخفيفة وما يقارب المليون قذيفة مدفعية وهكذا يمكن ملاحظة حجم التوفير في الميزانية وتخيل احجم المصروفات لو اطلق الجنود طلقات وقذائف حقيقية لتحقيق نفس الاهداف التدريبية .