الأربعاء: 06/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

العمال الفلسطينيون:ارتفاع نسبة البطالة الى 40 % والفقر الى 70 % ومشاريع البطالة غير كافية

نشر بتاريخ: 31/07/2005 ( آخر تحديث: 31/07/2005 الساعة: 11:16 )
بيت لحم - معا - يوما بعد يوم تتفاقم الأزمة الاقتصادية في الأراضي الفلسطينية نتيجة الحصار والاغلاق المفروض عليها من قبل اسرائيل لكن الخاسر الأكبر من هذه السياسة هم العمال الفلسطينيون الذين يعانون منذ سنوات جراء استمرار سياسة الاغلاق والحصار فهم لا يجدون بديلا عن عملهم في مدنهم وقراهم التي انهكها الاحتلال وان وجدوا أماكن عمل فهي محدودة والأجور فيها متدنية أو هي مشاريع للتشغيل من السلطة لا تزيد عن ايام او مشاريع للبطالة لمدة ثلاثة اشهر ومن يذهب في ساعات الصباح الباكر الى مداخل المدن يدرك المأساة الحقيقية التي يعيشها هؤلاء العمال فتجدهم يحاولون الدخول بأي ثمن ويقارعون جنود الاحتلال الذين يسومونهم شتى أنواع التعذيب فهم يوقفوهم لساعات في حال القوا القبض على بعضهم وهم يتسللون للبحث عن عمل يسد رمق عائلاتهم .

أما عن الاوضاع التي يعيشها العمال فيقول محمود ابو عودة من الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين في بيت لحم ان مشكلة البطالة تتفاقم يوما بعد يوم وهناك عدة عوامل تلعب دورا كبيرا في ارتفاع هذه النسبة من اهمها الاغلاقات الاسرائيلية وبناء جدار الفصل والممارسات التي تنتهجها اسرائيل بحق العمال الذين يحاولون الوصول الى اماكن اعمالهم وضعف المشاريع واغلاق العديد منها في الاراضي الفلسطينية نتيجة الاوضاع السياسية هذا بالاضافة الى ازدياد اعداد الخريجين الفلسطينيين وغيرها .

واضاف ابو عودة ان نسبة البطالة وصلت الى 40% في المجتمع الفلسطيني اما نسبة الفقر فقد ارتفعت الى 70 % وهذه نسب عالية جدا بالنسبة لشعب كالشعب الفلسطيني.

العمال انفسهم عبروا عن سخطهم الشديد جراء الاوضاع التي يعيشونها فعندما توجهنا الى الحاجز العسكري على مدخل بيت لحم الشمالي كان الجنود يعتقلون عددا من العمال اما المئات فكانوا ينتظرون ان يغادر الجيب العسكري المنطقة املا في ان يمكنهم ذلك من الوصول الى اماكن عملهم التي لن يكونوا فيها امنين على انفسهم ايضا حيث يقولون انهم يذهبون وراواحهم على اكف أيديهم معبرين عن مشاعر الغضب من الاوضاع التي وصلوا اليها جراء الممارسات الاسرائيلية من جهة وعدم اكتراث الجهات الرسمية الفلسطينية بهم من جهة اخرى على حد وصفهم وبعد الحديث مع عدد من العمال قام الجيش بطردنا من المنطقة لتقودنا ارجلنا نحن والعمال الى مدخل مخيم عايدة امام مكتب وكالة الغوث حيث يتواجد عدد اخر من العمال الذين يعملون في بعض مشاريع البطالة التي توفرها الوكالة لفترات محدودة وعدد اخر منهم لم يحالفه الحظ جاء ليراجع ويسأل متى يحين دوره في هذه المشاريع التي لا تسد حاجتهم لانها تقدم لهم مبلغ زهيد وقليل في وقت لا يعملون فيه منذ سنوات .

العامل أحمد العجوري قال لمراسلنا ان الاوضاع التي يعيشها صعبة فنحن لا نعمل منذ سنوات, عكس السنوات الماضية كانت الامور اسهل والعمل اكثر اما الان انظر خلفنا هذا الجدار يمنعنا من كل شيء من الهواء العمل من الوصول لاي مكان اما العامل ابو درويش فقال انهم يتعرضون لابشع صور التعذيب فمن يحاول الوصول للعمل يواجه الضرب والمطاردة والحبس من قبل اسرائيل ويضيف انه ما من فائدة من اسرائيل والعمل فيها الان يجب على المسؤولين ان يجدوا لنا الحلول هنا في الاراضي الفلسطينية .

وعند سؤاله عن المشاريع الخاصة بالبطالة وهل هي كافية ثار غضبا قائلا انها غير كافية على كافة الاصعدة لانها لا تغطي كافة العاملين فهناك اناس تقدموا للحصول عليها منذ اكثر من سنة ولم ترد اسماؤهم في الحاصلين عليها وهي غير كافية حسب ابو درويش لان المبلغ المدفوع فيها لا يكفي لدفع الفواتير الخاصة بالماء او الكهرباء فما بالك بالغذاء والدواء للاطفال ويضيف نحن نعاني من الفقر منذ سنوات لم نعمل وعلينا ديون للكهرباء والماء والمحلات ومبلغ 750 شيكل لا تكفي لأي من هذه الاغراض.

اما عن مشاريع البطالة سواء المقدمة من السلطة او وكالة الغوث او المؤسسات الاجنبية فقد أكد رئيس اتحاد نقابات عمال فلسطين في بيت لحم محمود أبو عودة ما قاله العمال فهي غير كافية بحيث يتم صرفها لمدة ثلاثة أشهر لعشرين الف عامل وهناك محاولة لصرفها لشهرين من أجل زيادة العدد ليصبح اربعين الفا اما المبلغ المصروف فهو 750 شيكل وهي غير كافية .

وفي ظل هذه الظروف يحاول البعض خلق فرص عمل ومشاريع صغيرة الا ان من خاض هذه التجربة لم يكن أحسن حظا ممن لم يغضها وربما كان أسوأ حظا لانه تعرض لخسارة مادية كبيرة فالمواطن جميل عيسى من قرية السموع قضاء الخليل والذي انتقل من قريته للسكن في مخيم عايدة وتوزيع البوظة الفلسطينية المعروفة كوكيل محلي يقول" ان الاوضاع صعبة وتزداد سوء فمع الاغلاق انخفضت المبيعات على الرغم من زهد الاسعار لكن الناس ليس لديها نقود وبالتالي فالتجارة ليست جيدة انا اعمل منذ سنوات الان وكان لدي احد عشر عاملا يوزعون البوظة الان ولدي أربعة وافكر في تسريح اثنين حتى الأشهر القادمة واذا استمر الوضع هكذا فسأغلق هذه المصلحة مع نهاية العام لانه لم يعد لدي نقود لأغطي أجرة الموقع الذي هو كمخزن لثلاجات البوظة وكبيت لي وللعمال لان العمل لم يعد يغطي أجرته.

أما الأخوان نبهان ورامي نصر الله من سكان المخيم فقد استثمرا بعض المال الذي تعبا سنوات طويلة من أجل الحصول عليه في مخبز صغير لكنه لم ينجح بسبب الأوضاع الاقتصادية للناس ويقول نبهان انه يساعد أخيه رامي لمجرد اقناع نفسه بانه يعمل فالعمل افضل من الجلوس في المنزل وانتظار البطالة التي لا تأتي حيث يقول انه تقدم للحصول عليها منذ بداية العام الحالي ولم يحصل عليها حتى اليوم أما أحد العمال فيقول انه يعمل لساعات طويلة في المشاريع المحلية ويحصل على أجر بسيط وبالتالي يتساءل لماذا يحصل هذا لنا؟ واين السلطة ووزارة العمل؟ .

أما خاتمة تقريرنا فننهيها بما قاله ابو درويش هناك ملايين تصرف هنا وهناك فلماذا نحن العمال الفقراء نظلم ولا نحصل على حقوقنا ؟!