الجمعة: 03/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

مؤسسة شاشات برام الله تكرم 12 مخرجة فلسطينية وتعرض فيلم "اخر ايام ياسر عرفات"

نشر بتاريخ: 28/12/2006 ( آخر تحديث: 28/12/2006 الساعة: 12:25 )
رام الله- معا- تكرم مؤسسة "شاشات" في قصر رام الله الثقافي، مساء اليوم الخميس، في حفل إختتام مهرجانها الثاني لسينما المرأة في فلسطين، المخرجات الفلسطينيات اللواتي شاركن في مهرجانها هذا العام، وهن إيناس المظفر، ديمة أبو غوش، روان الفقيه، شيرين سلامة، علياء ارصغلي، غادة الطيراوي، لاريسا صنصور، ليانة بدر، ليانا صالح، ناهد عواد، نجوى النجار، وندى اليسير.

وسيعرض في هذا الحفل فيلم " آخر أيام ياسر عرفات"، (77 دقيقة)، للمخرجة شيرين سلامة، الأسترالية من أصل فلسطيني، التي توجهت الى رام الله في العام 2003، من أجل الحصول على سيرة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات لأهميتها، ولكن محاولاتها للقاء عرفات باءت بالفشل.

المخرجة شيرين أعادت الكرّة في السنة التالية، وبعد شهرين من الانتظار حصلت على الموافقة وقابلت عرفات، لمدة 20 دقيقة، والتي اصبحت بحكم القدر، آخر مقابلة أجراها عرفات، والتي يستفسر خلالها الرئيس الراحل عن أهل شيرين، وجذورها الفلسطينية وتواصلها مع هويتها.

وفي الفيلم نرى محاولة المخرجة سلامة التعرف على هويتها الفلسطينية ومعنى اللحظة التاريخية التي تشارك فيها شعبها همومه ومآسيه.

في الأيام التي تلت المقابلة، وبينما عرفات على فراش المرض، تسجل شيرين كل ما يحدث في المقاطعة - الجو المتأزم، البيانات المتناقضة من المحيطين به، ما سمته جشع وسائل الإعلام الدولية، وحزن وقلق المواطنين الفلسطينيين.

ويعتبر هذا الفيلم الذي يحظى الآن بإهتمام عالي من محطات التلفزة الدولية، توثيق مهم للجو الفلسطيني العام خلال أيام عرفات الأخيرة، وقد أنتج الفيلم من قبل التلفزيون الأسترالي.

الفيلم يتميز بالحميمية والعمق، في محاولة لتأريخ هذه الأحداث التاريخية لحظة حصولها، وقد ميز هذا التفاعل السينمائي مع التاريخ الحديث للوطن، معظم الافلام التي عرضتها مؤسسة "شاشات" في إختتام مهرجانها الثاني "سينما المرأة في فلسطين" لمخرجات فلسطينيات وعربيات.

وقد أثارت الأفلام نقاشاً وحواراً مستفيضاً بين الجمهور والمخرجات حول الهوية والوطن، وخصوصاً في ما يتعلق برؤية المرأة المخرجة للتاريخ المركب، والبعيد عن الشعارات، في محاولة لإستكشاف معنى الهوية والوطن، وامكانيات اللغة السينمائية في التعبير عن قضايا جوهرية تمتزج فيها العوالم الداخلية للمخرجات مع الهم العام الذي يتعرضن له في أفلامهن.

وأثار فيلم "الطريق الى البيت"، للمخرجة غادة الطيراوي، وهو محاولة شخصية لمعالجة مفاهيم وجودية تخص الفلسطينيين، كالمنفى والعودة وصورة الوطن، عدة تساؤلات لدى الجمهور حول معنى الوطن - حلم الوطن وواقع الوطن - في فيلم الطيراوي.

وقالت الطيراوي: "ان الصورة التي رسمتها عن الوطن في فضاء الحلم غير الوطن الواقع".

وناقش الجمهور المستويات المضمونية والتعبيرية التي إستخدمتها المخرجة لتروي قصة الشتات الفلسطيني والحرمان من الهوية، وقيمة الفيلم في مسار السينما الفلسطينية، باعتباره اول فيلم يتناول قضية العائدين، ويطرح همومهم واحلامهم دون مواربة.

أما فيلم ديمة ابو غوش "رند" فقد نجح في تسليط الضوء على قضية الاضراب التي تلامس الهم اليومي للفلسطينين، من خلال رند، ذات الخمسة عشر عاما، التي اخذت بحل مشكلتها بشكل شخصي.

وفي فيلم "حبل الغسيل"، للمخرجة علياء ارصغلي، والذي يشكل معالجة جديدة لإجتياح رام الله، فهو بمثابة رحلة في نفسية إمرأة، تمتزج فيه عدة تعابير للقوة - تلك التي تحكم علاقة الرجل والمرأة وتلك التي يفرضها المحتل. وفي نص مختصر، لهذا الفيلم الشبه صامت، طرحت المخرجة أن علاقات القوة تولد نقيضها، فالإنسان لا يرضى بالإنهزام بل يبحث في الذات عن ممرات هروب، وطاقات إنشراح، تحدد ملامح عالم يقلب علاقات القوة على عقب.

أما فيلمها الثاني "بعد السماء الأخيرة"، الذي يناقش قضايا رئيسية في الهم الفلسطيني من خلال القصة المؤثرة لثلاث نساء - امرأة فلسطينية من القرية الفلسطينية المدمرة "كفر برعم" في الجليل الأعلى، وامرأتين إسرائيليتين، من الكيبوتس المبني على أراضي القرية، فيبحث في تطور العلاقة بين النساء الثلاث، وإمكانية استيعاب هوية تسمح بإمكانية العيش في دولة ثنائية القومية.

هذا الفيلم، الأول من نوعه في السينما الفلسطينية، يسجل شهادات واعترافات حيّة من داخل الكيبوتس، يسرد رحلة البحث عن الذات والهوية والوطن رغم محاولات الطمس والتهويد.

اما فيلم "بركات"، للمخرجة الجزائرية جميلة صحراوي، 90 دقيقة، 2006، الجزائر-فرنسا، فقد أثار نقاش حول اسلوب المخرجة السينمائي، حيث نوه المشاهدين إلى أهمية تركيزه على التواصل بين جيلين من النساء الجزائريات، وسرد تاريخ الجزائر من خلال عيون النساء، من خلال معايشتهم لحقبتين من التاريخ الجزائري - واقع حرب التحرير والحرب الأهلية.

وقد فاز فيلم "بركات" بجائزة أفضل فيلم روائي، المهر الذهبي، وقيمتها 50 ألف دولار، في مهرجان دبي، كما فاز مناصفة مع الفيلم المصري "قص ولزق" بجائزة أحسن فيلم عربي في مهرجان القاهرة الدولي للسينما.

واشاد رئيس لجنة التحكيم، الممثل السوري القدير دريد لحمام، بجرأة وشجاعة المخرجة جميلة صحراوي، لتناولها موضوع حساس مطروح على الساحة العربية.