السبت: 18/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

فياض: النبي صموئيل وبيت إكسا نموذجان فريدان من الصمود والتحدي

نشر بتاريخ: 04/06/2012 ( آخر تحديث: 04/06/2012 الساعة: 21:20 )
رام الله- معا- أكد رئيس الوزراء سلام فياض أن السلطة الوطنية مستعدة لتطوير وتكييف كافة أدوات التدخل الرسمية والأهلية والشعبية لتلبية احتياجات أبناء شعبنا، خاصة في المناطق المعزولة من الاستيطان والجدار، رغم المعيقات التي تضعها إسرائيل أمام قدرة السلطة الوطنية من القيام بمسؤولياتها في تلبية احتياجات أبناء شعبنا في تلك المناطق.

وقال فياض خلال جولة في قريتي النبي صموئيل وبيت إكسا شمال غرب القدس، اليوم الاثنين، "السلطة الوطنية على استعداد لتطوير وتكييف وملائمة أدوات التدخل المباشر وغير المباشر للقيام بمسؤولياتها والتعامل مع كافة احتياجات أبناء شعبنا، وخاصة في المناطق المعزولة من الجدار والاستيطان كالنبي صموئيل وبيت إكسا وغيرها، على الرغم من الاحتلال وممارساته، من أجل تغيير الواقع المأساوي الذي تعيشه العديد من المناطق جراء العزل والحصار والاستيطان والجدار".

واطلع رئيس الوزراء على احتياجات المواطنين والأهالي في القريتين، مؤكدا جاهزية السلطة الوطنية للتعامل مع كافة الاحتياجات اللازمة، والتي تساهم في تحسين الواقع الذي يعيشه أبناء القريتين، بشكل مباشر أو غير مباشر، والاستعداد الفوري لدعم كافة المبادرات والمشاريع الحيوية، وتطويع وملائمة كافة أدوات التدخل لتغير هذا الواقع المأساوي، وعلى كافة المستويات الرسمية والأهلية والأطر الشعبية.

وشدد فياض خلال لقائه مع المجلس القروي والمؤسسات والفعاليات وأهالي قرية النبي صموئيل، على أهمية زيادة الوعي الدولي إزاء ما تتعرض له هذه المناطق من ممارسات خطيرة ولا إنسانية، وتتناقض بصورة صارخة مع أبسط قواعد القانون الدولي، بما يساهم في تغيير واقع العزل والحصار الذي تعيشه قرية النبي صموئيل وغيرها من المناطق المعزولة، وبما يمكن أهلها وهذا هو الأساس، من الاستمرار في الصمود والبقاء والثبات على أرضهم.

وأكد مواصلة بذل كافة الجهود وعلى مختلف الأصعدة وصولاً إلى فرض واقع الوجود الفلسطيني في مواجهة سياسة التهجير والترحيل الإسرائيلية.

وأشاد فياض بالصمود الأسطوري لأهالي قرية النبي صموئيل، كما في كافة مناطق وطننا، وقال "احييكم على صمودكم الأسطوري، فعندما كان الرحيل هو الخيار الأسهل، بل وربما الخيار الوحيد، اخترتم الصمود والبقاء، ونحن نتحدث اليوم عن ذلك بعد انقضاء 45 عاما على احتلال إسرائيل لأرضنا الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، حيث ما زالت أرضنا خاضعة تماماً للسيطرة الإسرائيلية وممارساتها التعسفية، والتي استهدفت خلالها الوجود الفلسطيني، وخاصة في مدينة القدس الشرقية ومحيطها، والمناطق المسماه (ج)، وجعلها بيئة طاردة لهذا الوجود".

وأضاف "على مدار هذه السنوات الطويلة سطّر شعبنا يومياً قصصاً في الصمود الأسطوريّ والقدرة على البقاء، لا بل والإصرار العنيد على حماية وصون وإعادة بلورة هويته الوطنية، وتمسكه الثابت بحقوقه الوطنية المشروعة، وفي مقدمتها حقه الطبيعي في العيش على أرض وطنه في كنف دولته المُستقلة على حدود عام 1967 في قطاع غزة والضفة الغربية وفي القلب منها في القدس الشريف العاصمة الأبدية لهذه الدولة".

واعتبر رئيس الوزراء أن صمود أهالي النبي صموئيل وغيرها من المناطق المعزولة إنما يعطي الثقة والأمل بانتصار مشروعنا الوطني، وحتمية الخلاص من الاحتلال، "صمودكم يعطينا الثقة والأمل بأن شعبنا لا بد وأن يصل بأهداف مشروعه الوطني إلى نهايته الحتمية، وإن الاحتلال واستيطانه وجدرانه وبواباته حتماً إلى زوال".

وتجول رئيس الوزراء في القرية، واطلع على مناحي الحياة اليومية التي يعيشها المواطنين، كما تفقد العيادة الصحية، والجمعية النسوية، والمدرسة المكونة من غرفة واحدة، كما تفقد مسجد القرية.

وفي بيت إكسا، التقى رئيس الوزراء مع رئيس أعضاء المجلس القروي والمؤسسات والفعاليات والأهالي، مؤكدا أن تعزيز قدرة شعبنا على الصمود، يمثل المربع الأول لأي جهد حقيقي لإنهاء الاحتلال وانتهاكاته المستمرة ضد شعبنا، وفرض نظام للتحكم والسيطرة التعسفي.

وأشار إلى أن الأولوية العليا التي حكمت توجهات السلطة الوطنية تكمن في العمل الخلاق للتغلب على العقبات التي وضعها الاحتلال، للحيلولة دون تمكيننا من تحقيق أهدافنا، وخاصة في مدينة القدس، وباتجاه تمكين شعبنا من العيش بحرية وكرامة.

وقال فياض "ليس في ما نقوم به من جهد تنموي أي ترف على الإطلاق، فالصمود والبقاء والثبات على الأرض بحاجة إلى مقومات"، مضيفا "هذه المناطق بحاجة إلى المزيد من الاهتمام، للنهوض بواقعها وقدرة أهلها على الصمود في ظل استمرار إسرائيل في فرض سياسة الأمر الواقع، وتصعيد وتيرة الاستيطان".

جدير بالذكر، أن قرية النبي صموئيل تعرضت لسياسة العزل والترحيل منذ عام 1967 حيث جرى هدمها، وهدم الجزء الأعظم منها عام 1971، وتم ترحيل بقية السكان إلى بيوت كانت موصوفة بأملاك غائبين، ومنذ عام 1967، جرى تحويل المقام على كنيس يهودي، وجرى الاستيلاء بواسطة سلطة الأراضي الإسرائيلية على أكثر من 90% من مساحة القرية، ومنذ بداية الاحتلال تم منع المواطنين في القرية من بناء أي وحدة سكنية واحدة، حتى مدرسة القرية فما زالت تتكون من غرفة واحدة فقط، وترفض سلطات الاحتلال الموافقة حتى الآن على تطويرها أو إضافة مجرد غرفة صفية ثانية إليها، وما زالت أيضاً تمنع أي عملية بناء في القرية التي يبلغ عدد سكانها حوالي 300 نسمة، وهي تعاني من إجراءات الحصار الشديد بعد فصلها عن محيطها من منطقة قرى شمال غرب القدس، وأن مجرد إدخال مواد تموينية، كما يقول أهالي القرية، 'بحاجة إلى موافقة مسبقة'، إضافة إلى أن الاحتلال يمنع دخول غير المقيمين في القرية إلا بموافقة مسبقة أيضاً.

وجدير بالذكر أيضاً أن قرية بيت إكسا تعيش ظروف في غاية التعقيد والحرمان والاستيلاء على الأراضي، حيث تعرضت للهدم عام 1948، وأصر الأهالي على البقاء رغم سوء وصعوبة الظروف، حيث تم فصل القرية عن محيطها، وتم مصادرة آلاف الدونمات من أرضها، بما في ذلك ما تعرضت له البلدة مؤخراً من مصادرة مئات الدونمات لمد سكة حديد تربط القدس المحتلة مع تل أبيب، كما شهدت القرية في الفترة الأخيرة نمواً ملحوظاً في العمل الشعبي والمقاومة السلمية ضد الاستيطان والجدار والعزل.