الأربعاء: 24/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

انعقاد الملتقى الدولي للتضامن مع عمال وشعب فلسطين في جنيف

نشر بتاريخ: 08/06/2012 ( آخر تحديث: 08/06/2012 الساعة: 15:59 )
جنيف - معا - افادت البعثة المراقبة الدائمة لفلسطين لدى الأمم المتحدة في جنيف والمنظمات الدولية في سويسرا بأنه وعلى هامش أعمال مؤتمر العمل الدولي بدورته الـ101 المنعقد في مقر الأمم المتحدة في جنيف بتنظيم من منظمة العمل العربية ومشاركة الوفود الدولية بمكوناتها الثلاث الحكومة، اتحادات العمال وأرباب العمل، فقد نظم يوم امس الملتقى الدولي للتضامن مع عمال وشعب فلسطين بحضور مكثف ومميز لهذا العام.

حيث شارك رئيس الجمهورية التونسية محمد المنصف المرزوقي في هذا الملتقى والقى كلمة هامة ومعبرة أشاد فيها بصمود الشعب الفلسطيني وفي نضاله ضد الاحتلال وممارساته، وذكر بأن هذا النضال الفلسطيني يعتبر أساسا ومرجعية لجميع الشعوب التي تسعى الى الحرية وحيا صمود الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية مؤكدا على دور قطاع العمال في التحرر وتقرير المصير وضمان الحرية والعدالة الاجتماعية وعلى حتمية زوال الاحتلال والظلم مجددا دعم تونس الكامل والمطلق لحقوق الشعب الفلسطيني وسعيه الدؤوب لنيل حقوقه المشروعة.

وضمن قائمة المتحدثين الرسميين، أشار احمد لقمان المدير العام لمنظمة العمل العربي رئيس الملتقى في الكلمة الافتتاحية بأن حقوق الشعب الفلسطيني لا تسقط بالتقادم مدينا استمرار الاحتلال وانتهاكاته للحقوق الاساسية للشعب الفلسطيني، مشيدا بالجهود الكبيرة التي تقوم بها منظمة العمل الدولية للنهوض باوضاع العمال والعمالة في فلسطين ومؤكدا في الوقت ذاته على استمرار الدور الهام الذي تطلع به هذه المنظمة الدولية من خلال برامجها ونشاطاتها ذات الصلة.

بدوره ألقى خوان سومافيا مدير عام منظمة العمل الدولية كلمة اتسمت بالقوة والجرأة حيث عبر عن "أهمية الكفاح من اجل حقوق الانسان لا يمكن الا ان ينتصر في نهاية المطاف فيذلل العقبات وان كانت تبدو في بعض الاحيان صعبة كما قدم المدير العام احترامه العميق واعجابه الشخصي بنضال الشعب الفلسطيني وثقته بأن رياح التاريخ سوف تحقق للشعب الفلسطيني حقوقه في العيش والعمل بكرامة وأمان في دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية قادرة على البقاء والاستمرار وأن يوم الحرية قادم لا محالة برؤوس مرفوعة وكرامة مصانة ".

أما لوك كورتيبيك رئيس فريق العمال فقد ذكر بمسؤوليات وواجبات والتزامات المجتمع الدولي القانونية والاخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني مؤكدا على اهمية المسائلة والمحاسبة تحقيقا للعدالة التي ستتحقق بجهود وصمود الشعب الفلسطيني والذي مضى على نضاله ما يزيد على الستين عاما وأضاف انه ومن اجل الوصول الى سلام دائم وعادل يستند الى الشرعية الدولية فلا بد من زوال الاحتلال وعبر عن ثقته بأن التاريخ سينصف الشعب الفلسطيني في مطالبه العادلة حيث ان المستقبل لصالح الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة ذات سيادة.

كما تحدث ايضا فونس دي ريوخا رئيس فريق أرباب العمل الذي حيا الدور الهام الذي يقوم به عمال فلسطين في سبيل النهوض بالمجتمع الفلسطيني داعيا الى استمرار تقديم الدعم اللازم لهم وتمكينهم من مواجهة الاحتلال وممارساته كما اشار الى الانتهاكات التي يتعرض لها عمال فلسطين من خلال اجراءات الاحتلال التعسفية وعلى رأسها استمرار فرض الحصار على قطاع غزة المحتل، التوسع الاستيطاني وبناء الجدار العازل ونقاط التفتيش العسكرية المفروضة على مجمل الاراضي الفلسطينية وخاصة القيود المفروضة على المعابر التي تعيق حرية الحركة والتنقل بما فيها للعمال والعمالة في فلسطين.

بدورها تحدثت ماريا نازاريت أزفيد السفيرة، المندوبة الدائمة للبرازيل باسم فريق الحكومات معبرة عن دعم البرازيل والايبسا لحقوق الشعب الفلسطيني مضيفة بأنه لا عدالة ولا سلام في منطقة الشرق الأوسط دون انهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينة المستقلة ذات السيادة مستعرضة في الوقت نفسه بعض المشاريع التي تمولها الايبسا في فلسطين ( مجموعة الهند، البرازيل وجنوب أفريقيا) وأكدت على الدعم المطلق لتوجه فلسطين لنيل العضوية الكاملة في منظومة الأمم المتحدة.

وفي ختام قائمة المتحدثين القى الدكتور احمد مجدلاني وزير العمل والرئيس الحالي للمجموعة العربية كلمة هامة، نصها كما يلي:


فخامة الرئيس المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية التونسية الشقيقة

معالي الصديق العزيز خوان سومافيا مدير عام منظمة العمل الدولية

معالي الأخ أحمد لقمان مدير عام منظمة العمل العربية

السيدات والسادة الوزراء والسفراء وممثلو أطراف الإنتاج في العالم

الحضور الكرام،،،

أهلاً وسهلاً بكم جميعا في هذه الأمسية التضامنية مع عمال وشعب فلسطين الذين طال انتظارهم على طريق الأمل بالحرية والخلاص من ظلام وظلم الاحتلال الإسرائيلي الذي جاوز كل حدود ألأخلاق، وخرق القوانين والأعراف الانسانية والشرعيات الدولية، فمنذ يومين فقط أكمل الاحتلال الاسرائيلي 65 عاماً من الظلم والقهر والاستعباد للشعب الفلسطيني وهو ما زال يمعن استخفافاً بالقوانين والشرعيات الدولية كدولة فوق القانون وآخر الاحتلالات في عالمنا المعاصر.

إن حضوركم جميعا معنا في هذا الحشد التضامني الدولي يشرفنا ، ويبعث الأمل في نفوسنا بخلاصٍ قريب من الاحتلال الاستيطاني الجائر على أرضنا فلسطين.

إنكم تعبرون اليوم في وقفتكم هذه عن صدق ونُبل التزامكم الانساني والأخلاقي والسياسي بقضية شعبنا العادلة وحقوقه المشروعة ، وهو الأمر الذي ينسجم أيضاً مع الأهداف والرسالة النبيلة التي ترفع لوائها منظمــــــــــة العمل الدولية على الدوام.

الأخوة والأصدقاء
إنه ليسعدنا ويشرفنا، أن يشاركنا اليوم في هذا اللقاء التضامني الدولي الهام ولأول مرة رئيس بلد عربي شقيق فخامة الرئيس المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية التونسية، معالي السيد خوان سومافيا، الذي طالما رعى ودعم شخصياً هذا النشاط ودعم بعثة تقصي الحقائق في فلسطين والأراضي العربية المحتلة فكان صاحب فضل في إعطائها مضمون سياسي وأخلاقي مساند ومؤيد للحق الفلسطيني ولأطراف الانتاج الثلاثة في فلسطين على حدٍ سواء.

وأرحب بالمدير العام الجديد الصديق غي رايدر الذي نهنئه من صميم قلوبنا على انتخابه لقيادة منظمة العمل الدولية.

الاخوات والأخوة والأصدقاء الكرام
كما تعلمون، فقد استكملت السلطة الوطنية الفلسطينية عملية بناء مؤسسات الدولة الحديثة والشفافة، التي عاهدنا شعبنا دوماً على العمل من أجل تحقيقها، لكي تليق بشعبنا وبتضحياته، رغم كل التحديات والصعاب التي فرضها الاحتلال قسراً للحيلولة دون نجاحنا والتزامنا بواجباتنا وبمتطلبات العملية السياسية التي التزمنا بها كخيار استراتيجي لا رجعة عنه، متطلعين من خلالها نحو الحرية والاستقلال والتعايش البناء وحسن الجوار مع جيراننا. اننا ورغم انسداد افق عملية السلام الذي كرسته وفرضته الحكومة الاسرائيلية، فإنه ما زال يحذونا الأمل في أن تقفوا معنا دوماً، من أجل الحق ورفع الظلم وإنهاء الاحتلال، والتقدم نحو بناء السلام العادل، الذي يضمن حق شعبنا في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس.

ثقتنا كبيرة بكم وبشعوبكم وحكوماتكم في تأييد ومساندة الحق على الظلم، وإيماننا كبير في انتصار العدالة والعيش بامن وسلام، لأن جبروت القوة الغاشمة زائل، والاحتلال أيضا الى زوال، وستلوح أزاهار السلام وترفرف رايات العدل والحرية خفاقة على أرض فلسطين، رغم أنف القتلة وأعداء السلام أينما كانوا.

نشكر حضوركم وتضامنكم مع شعبنا ، آملاً أن نحتفل في العام المقبل بزوال الاحتلال وانضمام فلسطين الدولة رقم 94 في الأمم المتحدة.

وفي ختام اعمال الملتقى قام د.احمد مجدلاني وزير العمل بتكريم السيد خوان سومافيا مدير عام منظمة العمل الدولي بمناسبة انتهاء مهامه وقدم له مجسم كنيسة المهد باسم فخامة الرئيس محمود عباس.