السبت: 27/07/2024 بتوقيت القدس الشريف

"سيكوي" تعقد يوما دراسيا حول "اخذ المساواة في العمل بجدية"

نشر بتاريخ: 18/06/2012 ( آخر تحديث: 18/06/2012 الساعة: 22:13 )
بيت لحم - معا - عقدت الجمعية الحقوقية سيكوي، هذا الأسبوع، يوما دراسيا بموضوع "اخذ المساواة بالعمل بجدية"، وذلك بمشاركة بروفيسور جيني جولدشميت، مديرة مركز حقوق الإنسان في هولندا والخبيرة الدولية في مجال المساواة في العمل.

وكان قد شارك بأعمال اليوم الدراسي العشرات من الخبراء والمعنيين من العرب واليهود، كما تم افتتاح اللقاء بكلمة ترحيبية للمدير العام المشارك لجمعية سيكوي، المحامي علي حيدر، الذي شدّد على أهمية توفير المساواة للمجتمع الفلسطيني في سوق العمل وبخاصة في المؤسسات الرسمية، وأكد بأن جمعية سيكوي تولي هذا الموضوع أهمية خاصة، سيما من خلال مشروعها الريادي "التمثيل الملائم والمساواة بالعمل للمواطنين العرب" وان الحكومة الاسرائيلية لا تتعاطى مع هذا الموضوع بجدية ولا تنفذ القوانين والقرارات في هذا الشأن.

كما توالى على تقديم التحيات القصيرة كل من المهندس رامز جرايسي، رئيس بلدية الناصرة ورئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، الذي أكد على أهمية وصول العرب لأماكن عمل مرموقة بروفيسور جابي سلومون، الرئيس المشارك لجمعية سيكوي إضافة إلى كاسبار فيلدكامب، سفير هولندا في إسرائيل الذي أشار إلى ان إسرائيل إذا أرادت ان تصبح ذات اقتصاد قوي عليها معاملة الاقلية العربية الأصلانية بمساواة.

|179446|

وأما جيني جولدشميت، فقد قدمت المحاضرة المركزية في اليوم الدراسي والتي أشارت إلى أن الاهتمام بتشغيل أبناء الأقليات المضطهدة في أسواق العمل في الكثير من الدول أدت إلى نتائج إيجابية على سوق العمل وعلى طبيعة العلاقات بين الأغلبية والأقلية، وكانت قد قدمتها السيدة باتسي لندا عضو إدارة سيكوي.

واستعرضت جولدشميت عددا من النماذج في العالم التي تجسد تجارب ناجحة بمكافحة الاضطهاد في سوق العمل وباتاحة المجال للشراكة الكاملة ما بين الأغلبية والأقلية، وبخاصة وفق التجارب الأوروبية الحديثة، إلا أنها أردفت وأفادت أن إنجاح هذا الأمر مرهون بالنوايا الطيبة من جهة وبالبحث الخلاق والمبدع عن إيجاد حلول وأدوات لتجاوز العقبات القائمة، دون استبعاد امكانية الاستعداد لدفع الثمن.

وأشارت جولدشميت إلى النموذج في إيرلندا الشمالية حيث قررت الدولة تخصيص ميزانيات جدية لدمج الأقلية الكاثوليكية في سوق العمل فنجحت خلال عشرين عاما بمضاعفة نسبتهم في سوق العمل بثلاث مرات، من 15% وحتى 45%.

|179447|
هذا وعقدت في أعقاب المحاضرة، ندوة هامة حول وضع الفلسطينيين في مجال العمل، أدارها د. أيمن اغبارية عضو الهيئة الإدارية لسيكوي وشارك فيها كل من د. يوسف جبارين مدير مركز دراسات الذي استعرض الجوانب القانونية للموضوع، المحامي دان اورن من وزارة القضاء الاسرائيلية، السيدة عايدة توما سليمان مديرة جمعية نساء ضد العنف والمحامية اينا سلطانوفيتش دافيد المفوضة العامة لمفوضية تكافؤ الفرص بالعمل.

من الجدير بالذكر أنه بالإضافة إلى ان الحق في العمل حق أساسي للمواطن فان الاقتصاد يتكبد سنويا أيضا خسائر فادحة بسبب انتشار البطالة بين المواطنين العرب، الناجمة أساسا عن سياسة التمييز العنصري والتي تنعكس بشكل واضح بالنسب المتدنية في المؤسسات الرسمية في البلاد وباستطلاعات الرأي العام الأخيرة، فقبل نحو عقد من الزمان كانت حكومة شارون الأولى قد اتخذت قرارا بعيد المدى برفع نسبة العمال والموظفين العرب في المؤسسات الحكومية إلى 10% حتى العام 2012، ورغم أن هذه النسبة أدنى من نسبة المواطنين العرب في البلاد إلا أنها ما زالت هدفا بعيد المنال إذ تفيد المعطيات بأن نسبة العرب العاملين في المؤسسات الحكومية لا تتجاوز حتى اليوم الـ 7.6% فقط!

وقد اشار رون جرليتس المدير المشارك لسيكوي على أهمية المشاركة في سوق العمل للمجتمع العربي كرافعة للتطور الاقتصادي وتنظيم العلاقات بين أبناء المجتمعين.

وأكد المحامي علي حيدر على ضرورة الاستفادة من تجارب وخبرات الدول الأخرى والعمل وفق استراتيجيات جديدة مثل ضمان التمثيل المناسب للعرب في الشركات التي تتعاقد مع الدولة واستحداث أدوات دولية للضغط على الحكومة الإسرائيلية منوهًا إلى أهمية استحداث قسم للتشغيل في كل سلطة محلية يهتم بتشخيص الوضع المحلي وإيجاد أماكن للعمل والتدريب والإرشاد والتوجيه.

بقي أن نشير إلى أن جمعية سيكوي، هي جمعية تعمل على تحقيق المساواة الكاملة وغير المشروطة للعرب في البلاد، وتنفذ لتحقيق هذا الهدف عددا من المشاريع الريادية ومشروع المساواة بالعمل واحد من أهمها وأعرقها كما أنها تعمل أمام المكاتب الحكومية والسلطات المحلية العربية لدفع عجلة المساواة إلى الأمام، وتدأب على تعقب وضع المساواة في البلاد من خلال إصدارها السنوي "مؤشر المساواة" وإلى جانبه سلسلة من الدراسات تحت عنوان "من العوائق إلى الفرص". يضاف الى ان السيد ثائر أبو راس هو الذي يدير مشروع التمثيل المناسب والمساواة في العمل في سيكوي وقد بدّل السيد ياسر عواد الذي أدار المشروع منذ حوالي ستة أعوام.