السبت: 04/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

النائب قراقع: ظاهرة مفجعة في زمن اليأس والاحباط والجوع الشبان الفلسطينيون يفضلون الاعتقال على التسول

نشر بتاريخ: 24/01/2007 ( آخر تحديث: 24/01/2007 الساعة: 12:36 )
النائب قراقع: ظاهرة مفجعة في زمن اليأس والاحباط والجوع الشبان الفلسطينيون يفضلون الاعتقال على التسول
بيت لحم - معا- كشف النائب عيسى قراقع مقرر لجنة الاسرى في المجلس التشريعي الفلسطيني عن ظاهرة مفجعة وغير مسبوقة في المجتمع الفلسطيني، وهي تفضيل الشبان الفلسطينيين الذهاب الى السجن على البقاء عاطلين عن العمل، فقراء يتسولون في ظل الازمة الاقتصادية الخطيرة التي يعيشها الشعب الفلسطيني منذ عام.

وقال قراقع ل"معا": "لقد لمسنا هذه الظاهرة من اقبال الشبان الصغار على التعمد ولأي سبب بالتحرش بالجنود الاسرائيليين من اجل ان يقوم الجنود باعتقالهم، معتقدين ان السجن يوفر لهم المأكل والمشرب ويستطيع اهاليهم تقاضي معاشات شهرية، بدلاً من ان يظلوا عالة على اسرهم لا يستطيعون تقديم شيء لهم في ظل البطالة والجوع والفقر المحدق الذي يضرب المجتمع الفلسطيني".

واشار قراقع ان الشبان ما بين (15-18 عام) بدأوا يجدوا ذاتهم وشخصيتهم من خلال الاعتقال، بسبب غياب الافق والرعاية والاهتمام بالاجيال الشابة التي لم تعد تجد سوى الشوارع والفراغ مكاناً لها.

وابدى قراقع دهشته من تشجيع بعض الاسر الفلسطينية لاولادها بالذهاب الى السجن، وشعورها بالارتياح من ذلك لأن وجود الابن في السجن يعني انها ستحصل على معاش شهري تستطيع من خلاله ان تسد رمق الاسرة.

وتابع بالقول : "هذا يدل على المستوى الخطير والصعب الذي وصل اليه اليأس في ظل استمرار الوضع الاقتصادي المتأزم، وارتفاع نسبة الفقر والبطالة وظاهرة التسول الى درجة غير عادية في مجتمعنا".

وذكر قراقع ان 60% من المعتقلين الفلسطينيين هم من الاجيال الشابة، وحذر ان هذه الظاهرة تشكل خطراً امنياً واجتماعياً ساحقاً على المجتمع الفلسطيني، وهي تشير الى حالة تدهور نفسي واجتماعي اصاب البنية الاجتماعية الفلسطينية الى درجة التشوّه.

وقال: " لم اقرأ ولم اسمع ان شعباً يفضل السجون على الجوع سوى عندنا في فلسطين، وهذا يتطلب ان يتطلع كل مسؤول فلسطيني الى ما تحت قدميه ليرى الواقع القاسي الذي يعيشه الناس، وهذه المفارقات العجيبة التي بدأنا نمر فيها والتي تستبدل الوطنية بلقمة الخبز".