الجمعة: 03/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

بعد اقل 24 ساعة على اعتقالهم: تدخل الامم المتحدة في الافراج عن الفلسطينيين المختطفين في العراق

نشر بتاريخ: 24/01/2007 ( آخر تحديث: 24/01/2007 الساعة: 16:15 )
بيت لحم- معا - في ظل ما يخضع له الوضع العراقي الحالي من احتلال أمريكي منذ عام 2003, وما يواجهه الفلسطينيون هناك من ضياع ما بين الحنين الى الوطن ودوي التفجيرات وتهديدات الاعتقالات, أكدت مصادر فلسطينية في العراق أن مغاوير الداخلية ( قوة تابعة لوزارة الداخلية العراقية) افرجت عن جميع الفلسطينيين الذين اعتقلوا في بغداد, أمس الثلاثاء.

وقال أحد المفرج عنهم:" بعد ان اعتقلونا واعصبوا اعيننا وضربونا واقتادونا بالسيارات, سرقوا أموالنا من منازلنا, موضحاً " أنه تم سرقة مليون دينار عراقي من شقة المتوفى رائد عبد نافع, والد احد المعتقلين، ومائة الف دينار من شقة سالم فيصل, ومائة الف دينار من شقة اخرى و1500 دولار من شقة كان اصحابها قد باعوا سيارتهم استعداد للرحيل الى الحدود، وسرقوا ايضا العشرات من أجهزة الهواتف النقالة".

وأضاف ان المغاوير لم يأبهوا للمرضى، حيث ان احد المعتقلين كان يعاني من مرض مزمن في عيناه ويسيل منهما الماء والقيح, ما اضطره الى رفع العصاب قليلا ليمسح الماء فهاجمه احد المغاوير مهدداً اياه بالقتل، اذا حاول رفع العصاب مرة أخرى، مضيفاً انه وعندما وصلنا دائرة الداخلية اخذ المغاوير يرقصون، وقالوا :"لقد جئنا بالارهابيين لقد جئنا بالارهابيين", مضيفا انهم تعرضوا للضرب مرة اخرى، وقالوا :" لماذا تحبون صدام؟ لماذا شعبكم في فلسطين خرج مسيرات ويهتف لصدام؟!"، صارخاً أحدهم " ما الذي يبقيكم في العراق اخرجوا من العراق لا نريدكم لا نرديكم!!".

وأوضح المفرج عنه، ان عملية التحقيق معنا كانت فردا فردا, وتجديداً للوثائق تم تسجيل اسماءننا وعناويننا حتى البصمة طلبت منا, مضيفاً لقد أجبرونا على التوقيع على تعهد بعدم التعرض للقوات العراقية، قائلاً لهم المحقق:" لماذا تناصرون الارهابيين وتتسترون عليهم", مضيفاً ضابط كبير في الداخلية :" اذا شممنا رائحة بارود في المنطقة سوف نهدم العمارة على رؤوسكم, و مجرد سمعنا بوجود قناص عندكم سوف ننسف العمارة عليكم، اننا نقول لكم اخرجوا من العراق لانكم هدفا لنا".

الخوف والترهيب الذي خضع له هؤلاء، اضافة الى أملهم في الخروج سالمين، منعهم من الاعتراف بكل ما خضعوا له من سوء معاملة, فعندما سئلوا هل من أحد اعتدي عليه, وهل واجهتم سوء معاملة من قبلنا؟؟، كان الجواب لا علنا نخرج سالميين.

المعاناة التي خضع اليها هؤلاء ويخضع اليها آخريين, اجبر الكثير منهم لاخلاء العمارة والهجرة الى البلديات والمجمعات الاخرى, وقسم منهم سوف يحاول اليوم الأربعاء الهرب الى الحدود, كما ان العمارة الواقعة في حي الامين ايضا اخليت ونزح سكانها الى مجمع البلديات( مكان تجمع الفلسطينيين في بغداد) خوفاً من تكرار الاعتداء, اضافة الى ان العمارة التي كان يقتنها الفلسطينيون في شارع النضال الان خاوية واثار العيارات النارية والزجاج المكسور واضحة عليها, علماً بأنها أجرت من قبل الامم المتحدة للفلسطينيين الذين طردوا من ديارهم بعد الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003, وهي مكونة من 26 شقة.

عرف بعض من اخلوا العمارة وهم:صباح عبد نافع, نجاح عبد نافع, نشأت رائد عبد نافع ( ابن رائد عبد نافع الذي قتل في انفجار في الغدير العام الماضي), سالم فصل ( شقيق جمال فيصل الذي قتل في بغداد الجديدة قبل اسبوع), محمد عيدي, فرج سعيد الماضي, سمير محمد حسن, يحيى محمود ملحم, درويش محمد, محمد درويش محمد, مؤيد العساف ( اعتقل من قبل المليشيات قبل فترة ثم افرج عنه), حسين علي حسين البرماوي, جميل ابو زهرة, يوسف يحيى, عائلة المتوفى موسى مرعى ( الذي قتل على ايدي المليشيات العام الماضي), ماهر شريف, زهير سمرة, عدي العيدي, منذر نظمي, خالد فيصل, عائلة ام ايمن, فريد ابو الهيجاء, يوسف وجيه, سامي مهيوب, عائلة ابو عبدالله, عائلة ابو فلاح.

والمأساة تكمن في قصة غريبة، نازح لم يفصح عن اسمه, افرج عنه مثل البقية, باع ممتلكاته كي يسافر الى الحدود، الا انه نسي المبلغ في التاكسي الذي استقله للسفر، ويقدر باربعة ملايين دينار ونصف, قائلاً:" اصبحت لا املك حتى اجرة السيارة, فقد جمع لي الاهالي مبلغا من المال, وسوف اسافر غدا الخميس".

وخوفاًِ من الضجة الاعلامية، تحدث بعض المصادر، أن مصدر عراقي أمر بالافراج عن جميع المعتقلين خوفاً من توارد بعض هذه الحقائق الى الصحافة, هذا الذي أجبر السفارة الفلسطينية في بغداد الى الاتصال باحد القنوات الفضائية، وسحب خبر الاعتقال, وتلاه شكر من قبل السفير الفلسطيني في بغداد.

كما وقالت مصادر في الامم المتحدة لبعض الجهات الشعبية الفلسطينية " انهم وراء اطلاق سراح الفلسطينيين في بغداد حيث وجهوا رسالة الى الحكومة العراقية تطالبهم بذلك".

ومن الجدير بالذكر، أن المعتقليين الـ 27 في العراق، اختطفوا من مناطق بغداد الجديدة، وحي الأمين، وحي الصناعة، وشارع النضال, فجر أمس الثلاثاء, من قبل مسلحين ملثمين يرتدون لباس مغاوير الداخلية، موزعين في 15سيارة ومعهم حافلة لنقل المعتقلين، داهموا عمارة يسكنها فلسطينيون في شارع النضال ببغداد, وقاموا بتكسير ابواب كل الشقق والاعتداء على بعض النساء وجرهم بوحشية على أرض الشوارع , واختطفوا 27 فلسطينيا من سكان العمارة بينهم مسنين.