الخميس: 02/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

كتب المحرر السياسي : ثرثرة على شاطىء البحر ؟!!

نشر بتاريخ: 26/01/2007 ( آخر تحديث: 26/01/2007 الساعة: 12:45 )
بيت لحم - معــــاً - كتب ابراهيم ملحم - فيما تتضارب التصريحات بين كبار قادة حماس حول فرص نجاح الحوار الوطني الذي استؤنفت جلساته يوم الثلاثاء الماضي على شاطيء بحر غزة ،في اجتياز العقبات الموضوعة امامه لتشكيل حكومة وحدة وطنية،فان العديد من المراقبين والمحللين السياسيين، يشككون بنجاح جولة الحوار الحالية على اهميتها والتي هي "بلاسقوف" حسب رغبة حماس، في تخطي العقبات التي لم يتمكن لقاء دمشق بين الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل من إزالتها، وصولاً لتشكيل حكومة وحدة وطنية على نحو تستجيب فيه للمتطلبات الدولية لرفع الحصار المرفوض على الشعب الفلسطيني منذ عام .

ولعل مبعث الشك لدى المراقبين، يعود الى فشل تجارب حوارات سابقة، وهي حوارات لم تنجح سوى في طحن الماء بعد أن ظلت مجرد "حوارات طرشان"، لم تستطع تربيع الدوائر ولا تدوير الزوايا الحادة التي كانت ولازالت تقف حجر عثرة أمام أي إنفراج في المشهد الداخلي .

ونحسب أن إزدحام نصوص الحوار بالكلمات المتقاطعة والجمل المعترضة التي لا محل لها من الإعراب، والإستدراكات الممنوعة من الصرف .. و كذلك الخلاف المحتدم على حمل الحقائب ثقيلة الوزن المسماة بـ" السيادية " يجعل من مهمة المتحاورين مهمة صعبة إن لم تكن مستحيلة .

وبعيداً عن التوقعات المفرطة بالتفاؤل أو الموغلة في التشاؤم .. فإن قراءة موضوعية في مواقف الفريقين الرئيسيين حول النص المختلف عليه سواء المتعلقة منه بكتاب التكليف أو في توزيع الحقائب الثقيلة ..من شانها ان تقلص مساحة التفاؤل ،وان تدفع إلى الإعتقاد بأن ما يجري -في ضوء ما إشترطته حماس بجعل الحوار بلا سقوف- ليس سوى ثرثرة على شاطىء بحر غزة ،وهي ثرثرة تجري - على نار طبخة حصى- تحاول حماس من خلالها شراء المزيد من الوقت، لجهة إنتظار الردود الدولية على" المناقصة " التي قدمتها عبر أطراف دولية، والتي تقول المعلومات أنها تحظى بقبول أوروبي وأمريكي مكتوم ، وهو ما آثار مخاوف الرئيس عباس الذي سارع لطلب مصالحة مشعل ولو في دمشق متجاوزاً الدعوة الأردنية بلقاء هنية في عمان بعد أن تبين له إن مشعل هو وليس غيره من يملك خيوط اللعبة وخطوطها العريضة.

ولا تخفي فتح التي تقف اليوم على مسافة عام من ملكها الضائع ذات صباح في صناديق الاقتراع، قلقها من فوز "مناقصة" حماس بـ"العطاء " الدولي والاسرائيلي معا وهو ما يفسر مبادرة الحركة" للتعريض" بما سمي بـ"وثيقة يوسف" لما انطوت عليه من تنازلات وصفتها الحركة بالخطيرة ـ في حين تجد الحركة ان الاقتراب والتصالح مع حماس في هذا الوقت بالذات من شانه ان يفرمل اندفاعتها ،ويكبح جماح جنوحها للسلم ويحرجها اما مناصريها ان هي ابدت قبولها بـ"الدولة المؤقتة" التي هي اللعبة الوحيدة في المدينة .