الخميس: 16/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

ام يوسف تتحدى الاحتلال.. قصة واقعية عاشتها أجيال وستتوارثها اخرى إلى أن يرث الله الارض وما عليها .

نشر بتاريخ: 27/01/2007 ( آخر تحديث: 27/01/2007 الساعة: 21:24 )
قلقيلية - معا - رائد عمر - بينما كان وزير شؤون الأسرى وصفي كبها يقوم بزيارة لقرية عزبة الطبيب تلك القرية الصغيرة المهددة بالزوال من قبل قوات الاحتلال ذهبت كي أغطي زيارة الوزير فدخلت احد المنازل فرايت امراة في الخمسين من عمرها تجلس تقطع ألخبيزه وهي نوع من الأعشاب التي تنمو في فصل الربيع يقوم الفلسطينيون بتحضيرها وطهيها كوجبة طعام وكان يجلس بجانبها مجموعة من الأطفال هم أبناؤها وأحفادها تحكي لهم بعض القصص أثناء تقطيعها لأوراق ألخبيزه.
مؤكدة أنها لن تترك قريتها أو منزلها مهما حصل وأنها حتى لو أكلت عشب الأرض في قريتها لن تتركها.

إنها الحاجة أمنة الطبيب (أم يوسف) امرأة فلسطينية مات زوجها قبل عامين تاركا لها ثلاث بنات وولد يسكنون في منزل متواضع في عزبة الطبيب شرق قلقيلية بيتها يتكون من غرفتين مسقوفتين بألواح معدنية ومهددات بالهدم من قبل قوات الاحتلال .

بدأت ام يوسف تتحدث عن قصتها وقصة أجدادها الذين هجروا من ديارهم من قرية تبصر التي تسمى ألان بالعبرية "رعنانا" ليستقروا في هذه العزبة الصغيرة منذ العام 1967 قام خلالها الاحتلال بمصادرة الكثير من أراضيهم إما للاستيطان وإما للجدار واليوم يريدون تهجيرنا مرة أخرى لن نترك ولن نتنازل فنحن هنا حتى أن نعود إلى بلدنا الأصلي وهو تبصر فماذا يريدون منا.

هذه كانت عباراتها الأولى وهي تحمل بيدها سكينا تقطع به تلك الأوراق الخضراء فكنت اشعر وكأنها تريد بكلماتها أن توصل رسالة للأطفال الذين يلتفون حولها وينظرون إليها وهي تتكلم بحرقة ومرارة عن تاريخ هذه القرية فكان هؤلاء الأطفال ينظرون إليها تارة وتارة أخرى لأوراق ألخبيزه التي بين يديها .

فسألتها عن أهمية هذا المنزل بالنسبة لها ؟

أنا أعيش في هذا المنزل منذ أكثر من أربعة عشر سنة تزوجت فيه وأنجبت أطفالي ولي فيه من الذكريات الكثير رغم انه منزل متواضع ولم يسمح لنا الاحتلال حتى من أن نسقفه بالاسمنت فقلنا عادي فغطيناه كما تشاهدون بألواح "الزينكو" وعشنا سنوات عمرنا فيه وتفاجأنا قبل فترة أنهم "أي الاحتلال" يسلمونا قرارا بالهدم فإلى أين نذهب طردونا من بلادنا وما زالوا يلاحقوننا لن نرحل من هنا مهما حصل .

فسالتها عن الرسالة التي توجهها للوزير الذي من المقرر ان ياتي للتضامن مع سكان القرية ؟

فقالت مشكلة الكثيرين أنهم يتحمسون للقضية لحظة وصولها إلى ذروتها كثيراً وبعد أن تبرد نارها تصبح (عادي) اطلب من السيد الوزير ان يدعمنا في توفير المحامين المتخصصين كي يتابعوا قضيتنا وان يدعمونا في هذه القرية كي نتمكن من البقاء فيها.

كثرت الأخطاء و من كثرتها أصبحنا نشك أنها صواب و حينما يطلب منا تعديلها نقول هذا ما يدور حولنا هذا لأن الخطأ أصبح شائعاً فنجيب عادي وما الخطأ في هذا الخطأ .

فلقب ( عادي ( الذي أصبح يطلق على الكثير من حالة الاخطاء التي يلتبس فيها الصواب من الخطأ حيرتني.

فهل ستصبح قصة الحاجة أم يوسف شيء عادي فحكاية الشعب الفلسطيني قصة واقعية عاشتها أجيال وستتوارثها أجيال إلى أن يرث الله الارض وما عليها .