السبت: 20/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

البابا يبدأ زيارته الى الشرق الاوسط اليوم

نشر بتاريخ: 14/09/2012 ( آخر تحديث: 14/09/2012 الساعة: 08:14 )
القدس- معا- رويترز- يبدأ البابا بنديكت السادس عشر اليوم الجمعة زيارة الى لبنان لنقل رسالة سلام الى منطقة الشرق الاوسط التي تعيش اجواء مشحونة بالتوتر بسبب الحرب الاهلية في سوريا والاحتجاجات العنيفة ضد السفارات الامريكية في ليبيا ومصر واليمن.

ويقوم البابا برحلته الحساسة دينيا الى لبنان ليوجه نداء من اجل السلام والمصالحة في المنطقة بينما يستعر الصراع الاهلي في سوريا المجاورة منذ 18 شهرا.

واثار فيلم مسيء للنبي محمد انتج في الولايات المتحدة احتجاجات غاضبة في مصر وليبيا واليمن اسفرت عن مقتل السفير الامريكي لدى ليبيا وثلاثة دبلوماسيين اخرين في هجوم لمسلحين اسلاميين على القنصلية الامريكية في بنغازي.

وقد ازدانت شوارع وميادين العاصمة اللبنانية بيروت بصور بابا الفاتيكان حيث ترفرف اعلام لبنان واعلام الفاتيكان على الطرقات والجسور والابنية الحكومية ترحيبا بالبابا.

|189255|
كما ازدانت الشوارع باللوحات الفنية ذات الالوان البهية ومصابيح الاضاءة وصور البابا مصحوبة بشعار الزيارة "سلامي اعطيكم".

ويشارك حزب الله في الترحيب بزيارة البابا حيث علق على طريق المطار رايات صفراء بلون اعلامه كتب عليها "اهلا بكم في وطن المقاومة". ورفعت لافتة كبيرة كتب عليها "حزب الله يرحب بقداسة البابا في وطن التعايش".

ويقضي البابا البالغ من العمر 85 عاما الذي يقوم بالزيارة الرابعة والعشرين دوليا والرابعة الى الشرق الاوسط ثلاثة ايام يوجه خلالها نداء من اجل الوحدة بين المسيحيين والسلام بين المسيحيين والمسلمين خلال وجوده في العاصمة اللبنانية بيروت من يوم الجمعة الى يوم الاحد.

وكان البابا قال في اجتماع عام يوم الاربعاء "أحث جميع المسيحيين في الشرق الاوسط سواء كانوا مقيمين منذ فترة طويلة أو وصلوا في الاونة الاخيرة لكي يكونوا صناع سلام ودعاة مصالحة."

وسيعقد البابا بنديكت اجتماعين كبيرين في الهواء الطلق ويلتقي مع ممثلين لجميع الطوائف المسيحية والاسلامية والزعماء السياسيين. وقال البابا ان مثل هذا النسيج الديني الغني "يمكن ان يستمر فقط اذا عاش (الشرق الاوسط) في سلام ومصالحة."

ويدرك الفاتيكان ان البابا سيوجه نداء من اجل السلام في بيروت بينما على مسافة لا تزيد على 50 كيلومترا تدور حرب أهلية في سوريا. وتقول جماعات المعارضة ان أكثر من 27 الف شخص قتلوا في الانتفاضة التي بدأت قبل نحو 18 شهرا وامتدت اشتباكات منها في بعض الاحيان الى الاراضي اللبنانية.

وسيقترب البابا خلال هذه الزيارة من صراع عسكري اكثر مما فعل في أي من الزيارات التي قام بها منذ انتخابه في عام 2005 كما أنها تأتي وسط انزعاج متنام في لبنان حيث توجد انقسامات طائفية مماثلة للموجودة في سوريا.

وشهد لبنان نفسه حربا أهلية طائفية في الفترة بين عامي 1975 و1990 .

وتزداد التوترات بين السنة في لبنان الذين يؤيدون عادة الانتفاضة التي تقوم بها الغالبية السنية في سوريا والشيعة الذين يؤيدون عادة الاقلية العلوية التي ينتمي اليها الرئيس السوري بشار الاسد.

وبينما اثارت الاحداث في سوريا وتبعاتها في لبنان مخاوف بعض الاوساط من ان الرحلة تنطوي على مخاطر بالغة فان الفاتيكان لديه ثقة بشأن أمن البابا بعد الحصول على ضمانات من الجماعات المنقسمة في البلاد.

وعقد بطريرك الموارنة مار بشارة بطرس الراعي مؤتمرا صحفيا يوم امس قال فيه "نحن على بعد اربع وعشرين ساعة من وصول قداسة البابا بنديكت السادس عشر الى لبنان وهو في زيارة رعوية وتاريخية عبر لبنان الى بلدان الشرق الاوسط".

واضاف "اهلا وسهلا بنائب المسيح على الارض خليفة بطرس الرسول راعي الكنيسة الكاثوليكية الجامعة.. اهلا برسول السلام الى هذا الشرق العربي المعذب ...القلوب والارض مستعدة بشوق لاستقبال الحبر الاعظم."

وقال البطريرك "زيارته دعوة الى السلام في شرقنا الذي تسود فيه حاليا لغة الحديد والنار ولغة العنف والحرب ... زيارة البابا دعوة الى هؤلاء المسيحيين المشرقيين لترسيخ وجودهم التاريخي في لبنان والشرق الاوسط وللتفاعل الحضاري في محيطهم وللعمل بايمان وقوة على حفظ هذا الوجود ودوره ورسالته. فلا حضور من دون رسالة."

واشار الى ان زيارة البابا هي من "اجل ربيع حقيقي في البلدان الشرق اوسطية تحققه المسيحية والاسلام اذا التقيتا حقا. هذا التلاقي وحده دون سواه كفيل بايجاد الحلول لازمات هذا الشرق. فلا بد لذوي الارادات الطيبة مسؤولين محليين واقليميين ودوليين من ان يلقوا السلاح جانبا ويوقفوا دوارة العنف والتفجير والحرب ويجلسوا الى طاولة الحوار."

ويقوم البابا بنديكت بهذه الزيارة لاصدار وثيقة تعرف باسم "الارشاد الرسولي" استنادا الى نتائج مجمع الاساقفة الكاثوليك بشأن الشرق الاوسط في عام 2010 .

وتعامل المجمع مع موضوعات مثل الامن الاقليمي ونزوح المسيحيين من المنطقة والحاجة الى حل للصراع الاسرائيلي الفلسطيني وهي جميعها موضوعات يتوقع تناولها في الوثيقة الباباوية وفي كلمات بنديكت.

ويشعر الفاتيكان بقلق خاص بشأن نزوح مسيحيين من الشرق الاوسط الذين يشكلون الان حسب بعض التقديرات خمسة في المئة من سكان المنطقة انخفاضا من نحو 20 بالمئة قبل قرن من الزمان.

ووفقا لبعض التقديرات فان التعداد الحالي يبلغ 12 مليون مسيحي في الشرق الاوسط يمكن ان يتراجع الى النصف بحلول عام 2020 اذا استمرت معدلات المواليد على هذا النحو.

ويشكل المسيحيون في لبنان نحو 35 بالمئة من عدد سكانه البالغ اربعة ملايين نسمة.

واعدت برامج زيارات متعددة لاماكن مختلفة خلال فترة الزيارة الثالثة لبابا للفاتيكان الى لبنان بعد زيارة البابا بولس السادس في عام 1964 والبابا يوحنا بولس الثاني عام 1997.

ويبدأ البابا بنديكت زيارته بحفل استقبال في مطار رفيق الحريري الدولي ثم يتوجه الى حريصا على بعد نحو 30 كيلومترا شمال شرقي بيروت على ان يوقع "الارشاد الرسولي" للسينودس الخاص لمجمع الاساقفة من اجل الشرق الاوسط.

وبعد لقاءاته الرسمية مع المسؤولين اللبنانيين يجري قداسا شعبيا عند الواجهة البحرية لبيروت يوم الاحد ويغادر بعدها لبنان.

ووضعت السلطات اللبنانية كل اجهزتها الامنية في حالة استنفار حيث ستغلق الطرقات التي سيسلكها البابا امام السيارات في حين اعلن الجيش اللبناني في بيان عن عدم السماح للطيران الشراعي بالتحليق في منطقة جونية ومحيط مقر اقامة البابا في السفارة البابوية في حريصا ووقف العمل بجميع تراخيص الاسلحة.

ودعا الرئيس اللبناني ميشال سليمان اللبنانيين الى المشاركة الكثيفة في هذا الاستقبال مشيرا الى ان "الرسالة التي سيطلقها قداسة الحبر الاعظم هي رسالة حوار لمسيحيي المشرق تنطلق من لبنان وهي رسالة حوار حضارات وتفاهم وشراكة مع شعوب هذه المنطقة".

وقال رئيس مجلس النواب المسلم الشيعي نبيه بري "اننا سنستقبل البابا برش الورود والارز على ارض المطار."