الأربعاء: 29/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

سوريا واسرائيل تتبادلان الاتهامات في الاجتماع السنوي لوكالة الطاقة

نشر بتاريخ: 20/09/2012 ( آخر تحديث: 20/09/2012 الساعة: 01:21 )
القدس- معا- رويترز- اتهمت سوريا الغرب في اجتماع كبير للامم المتحدة يوم الاربعاء بازدواج المعايير في التغاضي ضمنا عن ترسانة نووية اسرائيلية وحذرت من سباق تسلح نووي في الشرق الاوسط.

وردت اسرائيل في الاجتماع السنوي للوكالة الدولية للطاقة الذرية بقولها ان سوريا وحليفتها ايران "معروفتان بسعيهما السري لامتلاك اسلحة نووية واسلحة دمار شامل اخرى."

كما اوضحت اسرائيل وجهة نظرها بأن منطقة الشرق الاوسط المضطربة ليست مستعدة بعد لانشاء منطقة منزوعة السلاح النووي وهو المطلب الذي تسعى إلى دول عربية.

وقال شاؤول تشوريف رئيس هيئة الطاقة النووية الاسرائيلية "هذه العملية لا يمكن اطلاقها الا اذا وجدت العلاقات السلمية لفترة معقولة في المنطقة.

"للاسف فالحقائق في الشرق الاوسط ابعد ما تكون عن ان تؤدي لذلك."

وقالت الولايات المتحدة الاسبوع الماضي ان دمشق تستخدم "القمع الوحشي" لشعبها الذي يقوم بانتفاضة كمبرر لعدم التعامل مع المخاوف الدولية بشأن اعمالها النووية السابقة.

وحاول مفتشو الامم المتحدة لفترة طويلة الدخول إلى موقع في صحراء محافظة دير الزور السورية قالت تقارير مخابرات امريكية انه مشروع مفاعل نووي صممته كوريا الشمالية لانتاج البلوتونيوم اللازم لصناعة الاسلحة النووية قبل ان تقصفه اسرائيل في 2007.

كما تطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة ايضا بمعلومات عن ثلاثة مواقع اخرى ربما تكون لها صلة بموقع دير الزور الذي تقول سوريا انه كان موقعا عسكريا تقليديا.

واكد السفير السوري بسام الصباغ في تعليق علني نادر على الموضوع ان بلاده مستعدة للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وسعى إلى قلب الطاولة على متهمي دمشق عن طريق توجيه الاتهامات لاسرائيل.

ويعتقد ان اسرائيل تملك الترسانة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط رغم رفضها الكشف عن اي قدرة نووية. وتتفق اسرائيل مع الولايات المتحدة في اعتبار المشروع النووي الايراني التهديد الاكثر الحاحا في مجال الانتشار النووي.

وفي اشارة واضحة الى واشنطن وحلفائها قال الصباغ امام المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تضم 155 دولة في فيينا ان بعض الدول ذات النفوذ تتغاضى عن حيازة اسرائيل لقدرات نووية وان عدم خضوعها لأي تفتيش دولي يكشف بوضوح مدى المعايير المزدوجة التي تستخدمها هذه الدول.

واضاف ان ذلك يمثل تهديدا لأمن المنطقة واستقرارها ومن الممكن ان يؤدي إلى سباق تسلح في الشرق الاوسط وان اسرائيل هي العقبة الوحيدة امام تخلي الشرق الاوسط عن السلاح النووي.

وتقول اسرائيل انها لن توقع اتفاقية حظر انتشار السلاح النووي ولن تتخلى عن التسلح النووي الا في اطار اتفاقية سلام اوسع مع الدول العربية وايران تضمن لها سلامتها وامنها.

وقال المبعوث الاسرائيلي تشوريف ان مبدأ اخلاء منطقة الشرق الاوسط من اسلحة الدمار الشامل "بالتأكيد اقل امكانية في تحقيقة في (الشرق الاوسط) المضطرب والمعادي" وسيحتاج إلى تحول كبير في المنطقة.

وتقول ايران ان برنامجها النووي سلمي تماما وتنفي الشكوك الغربية التي تتهمها بأنها تسعى إلى امتلاك قدرة على صناعة اسلحة نووية. وتنفي سوريا ان تكون لها اي طموحات لامتلاك سلاح نووي.

وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو هذا العام ان سوريا طلبت تفهم موقفها "الدقيق" ردا على مطالب الوكالة لها بالتعاون مع مفتشيها.

ويواجه الرئيس السوري بشار الاسد انتفاضة شعبية منذ 18 شهرا اسفرت عن مقتل اكثر من 27 الف شخص.

وقال تشيروف ان الموقف في سوريا يذكر بالحاجة إلى تأمين المواد النووية واضاف ان اماكن الوقود النووي الذي كان مخصصا لمفاعل دير الزور الذي دمرته اسرائيل ما زالت "لغزا".