الأربعاء: 15/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

المعهد الفلسطيني ينظم حلقة نقاش "التطورات الإقليمية وأثرها"

نشر بتاريخ: 24/09/2012 ( آخر تحديث: 24/09/2012 الساعة: 15:34 )
غزة - معا - عقد المعهد الفلسطيني للاتصال والتنمية في مقره بمدينة غزة حلقة نقاش حول "التطورات الاقليمية واثرها على القضية الفلسطينية" بمشاركة لفيف من الصحافيين ونشطاء مجتمع مدني وكتاب وأكاديميين.

ويأتي اللقاء ضمن حلقات "المنبر الإعلامي"، الذي ينظمه المعهد الفلسطيني، وتحدث فيها كل من د. عدنان أبو عامر عميد كلية الآداب في جامعة الأمة، ود. أسامة عنتر مدير مؤسسة فريدريش إيبرت في قطاع غزة، وأداره رئيس مجلس ادارة المعهد الصحافي فتحي صبّاح.

وفي بداية اللقاء تحدث عنتر حول مصالح الدول الغربية التي تربطها منطقة الشرق الأوسط وكيفية الاستفادة منها، موضحا أن "النفط، والمكانة الجيوسياسية، وإسرائيل عوامل مهمة في صنع القرار لدى الغرب سواء الولايات المتحدة او الاتحاد الأوروبي، مبيناً أن "هناك أهدافاً مختلفة أمريكية عن الأوروبية تجاه المنطقة وتجاه الشرق الأوسط وفلسطين بشكل خاص نظراً لوجود الاحتلال الإسرائيلي".

وأوضح عنتر أن "الإسلام السياسي برز بقوة خلال العامين المنصرمين، حيث كان يصنف من قبل الحكام العرب مثل مبارك بأنه مخيف ومدمر للحضارات"، لافتاً إلى أن "أحداث 11 سبتمبر غذت هذا المفهوم، وأوجدت داخل أوروبا وأمريكا أطراف اليمين، واليمين المتطرف، حيث بدأ يتصاعد في معظم دول أوروبا".

وأشار إلى أن "مواقف ألمانيا السيئة في الأعوام الثمانية المنصرمة نتيجة سياسة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل نظراً لتحالفها مع الرئيس الفرنسي السابق نيكولا سركوزي"، متوقعا أن يكون هناك "تغيير في تلك السياسة بعد فوز هولاند برئاسة فرنسا".

وتساءل عنتر عن إمكان تقبل الإسلام السياسي دوليا، واندماجه في المنظومة السياسية، موضحا أن "أوروبا كانت سباقة في ذلك حيث بدأت منذ سنوات في إيجاد أجندة سمتها 2020 وهذه الأجندة تتمحور حول أهداف معينة للتعاون مع الإسلام السياسي في المنطقة لتقليم أظفاره ومن ثم إدماجه في المعترك السياسي".

وأردف ان "الغرب يقبل بالإسلام السياسي برؤية برغماتية (واقعية) في التعامل لا يكون فيها هيمنة ولا يكون فيها تطبيق للأيدلوجية الإسلامية، بخاصة وأن "أوروبا تتخوف من أن يزيد لديها التطرف اليميني".

وقال إن "أوروبا تتعامل مع الإسلام السياسي ضمن هدف، وهو دفع الإسلام السياسي الاخواني نحو البرغماتية ونوع من الاعتدال ومحاربة التشدد الإسلامي السلفي".

وأوضح أن "اليمين المتطرف الأوروبي لا يخاف من مفهوم الإسلام السياسي المعتدل إذا كان اثبت نواياه الجيدة في التعامل مع الغرب".

علي صعيد أخر، وفيما يتعلق بالنفوذ الإيراني في قطاع غزة والعلاقة مع حركة "حماس" أوضح عنتر أنه "من خلال عملية البحث وجدنا نحو 70 بحثا منشور بلغات أجنبية تتحدث عن العلاقة بين حماس وإيران"، لافتا أنها جميعا "أصدرها باحثون إسرائيليون وأمريكان"، موضحا أنه "لا يوجد أي بحث من غزة حول علاقة الطرفين ببعضهم بعضا.

وختم عنتر حديثه بالقول إن "الثورات العربية استلهمت قيم الديمقراطية والحرية والعدالة من أوروبا"، لافتا إلى أن "الثورات العربية عندما قامت، قامت علي أساس وجود طريقة للتعامل ما بين الدول العربية والغرب قائم علي الاحترام المتبادل وليس علي أساس الهيمنة".

بدوره، تحدث أبو عامر عن تأثير الثورات العربية علي القضية الفلسطينية، والحراك الحاصل الذي لا ينتهي في ضوء حال التداخل الجدي الفيزيائي بين القضية الفلسطينية والمنظومة العربية الرسمية.

ورأى أبو عامر أن "حضور القضية الفلسطينية في الثورات العربية بشكل مجرد وموضوعي وعن مدي تواجد القضية الفلسطينية كشعار سياسي أو نداء مطلبي في الثورات العربية متواضع جداً في ضوء أنها كانت بالأساس ثورات مطلبية احتجاجية معيشية تبحث عن الحرية والعدالة ومحاربة الفساد وتداول السلطة في بلدانها".

ولفت إلى ان "القضية الفلسطينية لم تكن حاضرة بقوة إلى جانب تلك الشعارات المطلبية الأساسية الأخرى".

وقال: "كانت كل ثورة إلى حد ما ذات بعد قطري داخلي بحت، المصريون لهم موقف حاد من التوريث، والتونسيون لهم مشكلة في موضوع النظام البوليسي القمعي، والليبيون لديهم مشكلة في مواكبة العصر، وفي سورية تحويل الدولة إلى مزرعة عائلية وكذلك اليمنيون والبحرينيون".

وأضاف ان "كل ثورة لها خصوصيتها الداخلية البحتة بعيداً عن ما يقال هنا وهناك من حضور للقضية الفلسطينية".

وأشار الى ان "القضية الفلسطينية لم تتصدر أجندة الثورات العربية في بداياتها علي الأقل أو قبيل مرحلة إسقاط الأنظمة"، مضيفاً انه "لاحقا حصل نوع من الإدخال للقضية الفلسطينية وحضورها في الأجندات السياسية للقوى السياسية التي فازت في الانتخابات لاحقا".

وأضاف أن "الأنظمة بدأت تشعر بشكل عملي وواضح أن القضية الفلسطينية بضائع رائجة، توفر شرعية سياسية داخلية وخارجية لها، إضافة إلى انه لم يكن بإمكان تلك الأنظمة ان تتجاوز القضية الفلسطينية حتى لو أرادت، بحيث أن الفلسطينيين حاضرون في الأجندة السياسية الداخلية لهذه الأنظمة القريبة والبعيدة".

علي صعيد أخر، وفيما يتعلق بعلاقة حماس بالنظام المصري الجديد، أوضح أبو عامر ان "حماس غداة انطلاق الثورة المصرية عاشت ما يشبه شهر عسل، وأطلقت أعيرة نارية عديدة عشية فوز محمد مرسي برئاسة مصر، في إشارة إلى ان العلاقة بين حماس غزة والقاهرة مبارك كانت علاقة عداء، لذلك رأت الحركة والحكومة في غزة في سقوط نظامه انجازاً سياسياً".

وأضح أن "حماس كبحت جماح توقعاتها وأمالها بالنسبة الى مصر لأن الصورة بدت أكبر من دعم بين جماعات أيديولوجية مندمجة مع بعضها بعضا، وفي الوقت ذاته كانت جماعة الإخوان المسلمين في مصر أكثر حذرا في ملف المصالحة حين تم استقبال الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبيل استقبال رئيس الحكومة في غزة إسماعيل هنية".

وأشار إلى "سلوك السلطة الفلسطينية الأخير كرد فعل على استقبال القاهرة هنية كرئيس وزراء"، موضحاً أن "عدم استقبال الرئيس المصري محمد مرسي هنية اخيراً هي رسالة ايجابية للسلطة".

ولفت إلى أن السلطة وحماس "خفضتا سقف التوقعات من الإسلاميين"، معتبراً انه "كان المطلوب من فتح وحماس أن ينزلا عن هذا السلم المرتفع خدمة للشعب الفلسطيني".

ورأى أبو عامر أن "لدى المصريين كم هائل من الأجندات الداخلية في هذه المرحلة والأيام القادمة".

واعتبر أبو عامر أن "تحميل اسرائيل مصر المسؤولية عن العملية المسلحة الأخيرة في سيناء، واقتصار العلاقة الغزية المصرية على بعد أمني بامتياز بالدرجة الأولي سيجعل الحديث عن دور مصر في المصالحة مؤجل حتى إشعار أخر، فضلاً عن ترحيل هذا الملف إلى مالا نهاية".

ويشار الى أن المعهد الفلسطيني للاتصال والتنمية مؤسسة أهلية فلسطينية متخصصة في مجال الإعلام وتنميته، والدفاع عن حرية الرأي والتعبير وتعزيز القضايا المجتمعية في المجتمع الفلسطيني والإعلام، انشأه مجموعة من الصحافيين الفلسطينيين مطلع عام 2007 في مدينة غزة.