الثلاثاء: 07/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

الشاعر الكبير محمود درويش يتسنم ذروة الشعر العربي

نشر بتاريخ: 14/02/2007 ( آخر تحديث: 14/02/2007 الساعة: 15:04 )
القاهرة - "اشعر ان للجائزة بعدا اعمق فان لها بعدا سياسيا تقدمه اكبر دولة عربية وهي مصر الى فلسطين التي تنظر وسائر اخواتها الى مصر .. اعيدينا يا مصر من حاضرنا المغمى عليه اعيدينا الى الامام اعيدينا الى المستقبل "

بهذه الكلمات عبر الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش عن شكره للجنة التحكيم في جائزة القاهرة للشعر العربي التي اختارته لنيل الجائزة لمحافظته على ابداعه الشعري .

وكانت لجنة التحكيم في جائزة القاهرة للشعر العربي قررت امس فوز الشاعر الفلسطيني محمود درويش بالجائزة لمحافظته على "ابداعه الشعري".

ونقلت وكالة الانباء الفرنسية عن رئيس لجنة التحكيم صلاح فضل الذي تلا بيان اللجنة واوضح فيها اسباب منح درويش هذه الجائزة التي تمنح للمرة الاولى عن اكبر تجمع للشعراء العرب الذين التقوا في ملتقى القاهرة الدولي للشعر العربي الاول.

وجاء في البيان ان "اللجنة اختارت بالاجماع الشاعر الفلسطيني محمود درويش وذلك لأنه احد القامات العالية في الشعر العربي في اعلى ذروة بلغتها حتى اصبح رمزا قادرا على التواصل مع الجمهور عاملا بحرص على تثبيت الهوية الوطنية، مستشرفا المستقبل".

وقالت اللجنة انها كرمت محمود درويش كذلك على"محافظته على ابداعه الشعري واعطاء اللغة العربية جمالية خاصة وتعدد في الاصوات الشعرية في قصيدته والارتقاء بالذائقة العربية في الشعر ناقلا القصيدة العربية الى العالمية، فهو شاعر عالمي قومي وطني ومتعدد في ثقافته انه الشاعر الذي قاوم انكسار الروح وارتكن الى المقاومة".

وارتجل درويش كلمة بعد ان تسلم جائزة الملتقى من وزير الثقافة المصري فاروق حسني والامين العام للمجلس الاعلى للثقافة جابر عصفور، قائلا ان اللجنة "اختارتني للتكريم وهناك الكثيرون من الشعراء يستحقون الحصول عليها واذا قبلتها فانا اقبلها نيابة عنهم".

واضاف "انها لحظة عاطفية عميقة بالنسبة لي وقد ينقصني الكلام اللائق لتقديم الشكر لجمهور الشعر في مصر الذي اقنعنا بان الشعر لازال حاضرا وضروريا في حياتنا".

وطالب محمود درويش بعد الاعلان عن الجائزة مصر "بان تعيد فلسطين والعرب الى المستقبل في هذا الزمن العربي الرديء"، مضيفا "لقد تعلمت ممن سبقني ومن جاء بعدي من الشعراء الذين تعلمت منهم، ويخطيء الشاعر الذي يرى انه كتب قصيدته وذلك لانها تستند الى تراث سابق وحياة قائمة، والشاعر فقط يوقع اسمه عليها".

واختتم كلمته قائلا "اشعر ان للجائزة بعدا اعمق فان لها بعدا سياسيا تقدمه اكبر دولة عربية وهي مصر الى فلسطين التي تنظر وسائر اخواتها الى مصر .. اعيدينا يا مصر من حاضرنا المغمى عليه اعيدينا الى الامام اعيدينا الى المستقبل".

واكد درويش في تصريح لوكالة فرانس برس على "اهمية الجائزة بالنسبة لي معنويا وتتمثل في انها صادرة عن ملتقى كبير لمعظم الشعراء العرب، والاهمية الثانية ان لجنة التحكيم تمثل نقادا يمثلون مختلف التيارات النقدية ومن مختلف الدول العربية اوصوا بمنحي الجائزة بالاجماع".

واضاف ان الجائزة مهمة كذلك "لاسباب سياسية وطنية. فهي اول جائزة احصل عليها من اكبر دولة عربية وأرى فيها تحية تضامن للشعب الفلسطيني. ورغم حصولي على جوائز دولية كثيرة فانني لم اشعر برعشة عاطفية كما شعرت اليوم (امس)، ولا اعرف مصدر هذه الرعشة. ربما لانها جاءت في ملتقى شعري بهذا الحجم، فاعتراف الشعراء ببعضهم خصوصا مسالة صعبة."

وكان الامين العام للمجلس الاعلى للثقافة جابر عصفور اكد في كلمته التي افتتح بها الحفل الختامي لملتقى القاهرة الدولي للشعر العربي على "البعد العربي والمصري والعالمي للملتقى الذي سيتواصل انعقاده في السنوات المقبلة". وبدأ ملتقى الشعر لقاءاته يوم السبت الماضي . وتبلغ قيمة الجائزة الرمزية 17500 دولار.