الأربعاء: 08/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

فياض يفتتح مهرجان الزيتون الثاني في جامعة القدس المفتوحة بالخليل

نشر بتاريخ: 07/11/2012 ( آخر تحديث: 07/11/2012 الساعة: 18:25 )
الخليل - معا - افتتح رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض، وبحضور محافظ الخليل كامل حميد ورئيس جامعة القدس المفتوحة الدكتور يونس عمرو، ورئيسي بلدية الخليل الحالي خالد العسيلي، والمنتخب الدكتور داوود الزعتري، ورئيس اتحاد الجمعيات التعاونية لعصر الزيتون فياض فياض، وفعاليات الخليل المدنية وقياداتها الأمنية والعسكرية مهرجان الزيتون الثاني، بالتعاون مع اتحاد الجمعيات التعاونية لعصر الزيتون والاتحاد التعاوني الزراعي.

وفي كلمته، أكد رئيس الوزراء د. فياض أن هذا المهرجان مناسبة لتجديد الإشادة بهذا الصرح العلمي، بجامعة القدس المفتوحة، جامعة منظمة التحرير الفلسطينية، والحركة الزراعية التعاونية التي تسهم في دعم الاقتصاد الوطني ودفع عجلة التشغيل، والحفاظ على الزيتون برمزيته الوطنية وقيمته المادية، الذي تشكل زراعته الدائمة والعناية به دلالة على ذلك، وما يشكله من رافد اقتصادي مهم، كما أن لها إسهامًا في تشكيل ثقافتنا وهويتها وترسيخهما، فالفلسطينيون والزيتون يذكرون في سطر واحد. موجهًا التحية لمحافظة الخليل بحرمها الشريف وريفها ومخيميها ومدابسها وبدوها.

وحيا فياض المزارع الفلسطيني رمز الصمود والتمسك بحقوقنا الثابتة والمشروعة، مستذكرًا غصن الزيتون الذي حمله الرئيس الراحل ياسر عرفات إلى الأمم المتحدة كرمز للسلام.

|194094|

وتوقع رئيس الوزراء أن يكون مستقبل تسويق الزيت الفلسطيني أفضل، باختراقه الأسواق العربية والدولية عبر الرقي بإنتاجنا وجودته وفق المعايير الدولية، بما سيعود بالنفع على المزارعين، متمنيًا من الاتحادات الزراعية التعاونية مزيدًا من التوعية بأهمية هذه الشجرة والعناية بها، معتبرًا أن موسم الزيتون تحول إلى تظاهرة مجتمعية ثقافية عبر المشاركة التي تتسع سنويًّا، ولم يعد موسمًا أسريًّا، بتكريس ظاهرة "العونة"، وهو أمر ذو دلالة رمزية على تمسكنا بزيتوننا، وكذلك دلالة مادية عبر المساعدة في قطف ثمارها، وتجديد القديم منها وزراعة شجر جديد بدل ما يقتلعه الاحتلال.

وتعهد فياض بالعمل المشترك للنهوض بالعمل التعاوني، فهو جزء من تراثنا، وواقعه يسهم بشكل مباشر في العملية الإنتاجية والتشغيل، وبخاصة دوره في المناطق الريفية وتعزيز الدور النسوي.

وتطرق رئيس الوزراء إلى الوضع السياسي، قائلاً: "بالرغم من معرفتنا بواقع الحال وما يواجهنا من تحديات، إلا أن شعبنا مصر على التمسك بحقوقه كافة للوصول إلى دولته المستقلة بعاصمتها القدس، ونحن قادمون إلى المجتمع الدولي بشعبنا وزيتوننا وكرومنا، وما سجله من تضحيات جسام وما تحمله من شتى صنوف العذاب والمعاناة".

وقال فياض إن الاحتلال بإرهاب مستوطنيه وجدرانه إلى زوال، محييًّا الأسرى في صمودهم، وتحديدًا الأسيرين المضربين عن الطعام سامر العيساوي وأيمن الشراونة.

وتعهد رئيس الوزراء بتجهيز مسرح الجامعة في فرع الخليل، رغم الظروف المالية العصيبة، لما تمثله القدس المفتوحة من تراث راسخ وأهمية في النهوض بالتعليم العالي، الذي دعا إلى بذل مزيد من الجهد للنهوض به، للتأكد من مواءمته سوق العمل.

وهنأ فياض حجاج محافظة الخليل، والفائزين بالانتخابات المحلية، متمنيًا لمجلس بلدي الخليل المنتخب ورئيسه داوود الزعتري، الذي يتسلم مهامه اليوم الخميس كل التوفيق في المهام الملقاة على عاتقهم، شاكرًا رئيسه السابق خالد العسيلي وأعضاء المجلس على ما قاموا به من جهد مميز في النهوض بالخليل كما تستحق هذه المدينة.

واختتم فياض حديثه بالدعوة إلى أمرين: إعطاء الشباب، باعتبارهم البوابة الرئيسية للنهوض، المجال للمساهمة في البناء، وكذلك عدم التسليم بمنع العرس الديمقراطي الذي عاشته الضفة، وحرم منه المواطنون في غزة.

|194095|

من جانبه، قال محافظ الخليل حميد إن "القيادة الفلسطينية مصرة على الذهاب إلى الأمم المتحدة، لنعيد هذا الملف إلى الأمم المتحدة، كي لا يظل حكرا على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير خارجيته أفيغدور ليبرمان، فقد اكتفينا بكل أنواع المعاناة، والقيادة تقود هذه المعركة بحكمة واقتدار، لننضم إلى 193 دولة، بحصولنا على دولة غير عضو في هذه الهيئة الأممية. ولن نتراجع عن حقنا بالعودة وتقرير المصير وعاصمتها القدس وحدودها الأغوار".

وبارك حميد للخليل العرس الديمقراطي وانتخاب هيئاتها المحلية، وتحديدًا في المدينة التي حرمت من الانخابات منذ 36 عاما، مؤكدًا أننا "مصرون على أن تعيش الخليل التعددية والديمقراطية والأمن والأمان، وعلى التكاتف جميعًا لمنع عودة اليوم الأسود في العاشر من تشرين الأول الماضي، عندما خرجت المسيرات عن خط سيرها الديمقراطي، لكن الجميع وقف ضدها، فهي هفوة تمكنّا جميعًا من تجاوزها"، موجهًا التحية للمؤسسة الأمنية التي تعاملت مع الموقف بحكمة، وأصيب من رجالها 40 شرطيًّا، ولم ترفع السلاح في وجه أبناء هذه المدينة.

أما رئيس الجامعة أ. د. عمرو، فرحب برئيس الوزراء، ومحافظ الخليل، ورئيس بلدية الخليل الحالي خالد العسيلي، والرئيس المنتخب د. داوود الزعتري، وفياض فياض رئيس اتحاد الزيتون.

|194096|

وقال إن "القدس المفتوحة جامعة الشعب الفلسطيني عندما أنشأتها القيادة، لم يكن هدفها تحدي الاحتلال وحسب، بل كان الهدف الأكبر ترسيخ الأداء الوطني الفلسطيني، ونحن على أبواب مرحلة جديدة، لندخل الأمم المتحدة، والعالم لا يعترف بالضعفاء"، مؤكدًا أن "الإخوة في حماس واهمون، فهم يسعون إلى إنشاء دولة مسخ بغزة، وستذهب ريحهم عما قليل على يد الشعب".

وأضاف أ. د. عمرو أن الجامعة تسعى إلى ترسيخ الأداء الوطني الجماعي للنهوض بالأداء الوطني والاقتصادي والاجتماعي.

وأوضح أن "مطالب اتحاد العاملين في الجامعات محقة، لكن الظرف الراهن ليس ملائمًا للمطالبة بهذه الحقوق، فنحن على أعتاب حدث وطني مهم".

وتابع أن "الاحتفاء بالزيتون يأتي باعتبار هذه الشجرة عنوانًا وطنيًّا، وليست اقتصادية فقط. وعندما يقطع المستوطنون الزيتون، فهم يفعلون كي لا تظل شاهدًا على تجذرنا في هذه الأرض. فلنا في هذه الأرض آثار تاريخية، والخليل من أقدم مدن الأرض".

وفي كلمة للدكتور نعمان عمرو رئيس فرع الجامعة بالخليل، قال إن "الجامعة تنظم هذا المهرجان للعام الثاني، كرسالة سياسية على أننا إذا اقتلعت شجرة، فسنزرع ألفا، وإذا هدم بيت، سنبني المئات، فنحن باقون هنا"، متمنيًا أن يأتي العام المقبل وقد تجهز مسرح الجامعة بأحدث التجهيزات، ليحتضن كل الفعاليات الوطنية والأكاديمية.

من جانبه، قال ربحي بكر في كلمة الاتحاد التعاوني الزراعي إننا "نستلهم اليوم قواعد الأصالة المتجذرة. وعظمة وصمود أشجار الزيتون، فالمهرجان الأول حقق نتائج ملموسة في تسويق الزيتون داخليًّا، ما دفعنا إلى عقد المهرجان الثاني، لتوسيع رقعة التسويق في الخليل، ومحاربة الزيت المهرب المغشوش"، داعيًا الأجهزة الأمنية لمحاربة المهربين، "لأنهم يضرون بالاقتصاد الوطني وصحة المواطنين، بتسويقهم زيتًا ليس معروف المصدر"، مطالبًا الحكومة بدعم الاتحادات التعاونية، مناشدًا الرئيس إقرار قانون الاتحادات التعاونية.

أما مدير عام اتحاد الجمعيات التعاونية لعصر الزيتون فياض فياض، فقال إن "مهرجان الزيتون يأتي بسبب كثرة المشاكل المحيطة بهذه الشجرة، التي اقتلع الاحتلال منذ إقامته مليون شجرة.
وأضاف أن "لدينا مشكلة في تسويق الزيت وبخاصة في ظل تحول الأردن إلى بلد منافس في إنتاج الزيتون وبسبب عدم تمكن مزارعي الضفة من تسويق منتجاتهم في قطاع غزة"، منوها إلى أن الضفة كانت تسوق 3 آلاف طن من منتجاتها لغزة لكنها في ظل الانقسام لم تعد تصدر سوى كمية قليلة لا تذكر".

وتابع: "نعمل في الاتحاد على فتح الأسواق الأوروبية، ما يتطلب منا تحسين جودة منتجنا ليوائم معايير الجودة العالمية، وهو ما تمكنا من الوصول إليه بانتاج زيت حاصل على معايير الجودة العالمية العالية، منوهًا إلى أن هناك نقصًا في استهلاك المواطنين لزيت الزيتون رغم الزيادة السكانية.

وكان المهرجان الذي أقيم بدعم من مركز السويدي ومؤسسة أوكسام، ورعاية إعلامية من تلفزيون فلسطين وإذاعة "راية أف أم"؛ وتولى عرافة الحفل عبد القادر الدراويش المساعد الإداري لمدير فرع الخليل، بدأ بآيات من الذكر الحكيم رتلها الطالب معتز أبو سنينة، ثم الوقوف دقيقة صمت إجلالا للشهداء، وعزف النشيد الوطني الفلسطيني.

ثم تجول الحضور في معرض "تذوق وتسوق" الذي أقيم على هامش المهرجان وأشرف على تنسيقه فراس دودين، وعرضت فيه منتجات من زيت الزيتون بمواصفات عالمية.